الجزيرة - محمد الغشام:
سجل حافل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، محطات وصفت بالوفاء والأصالة مع إخوانه الملوك والأمراء، حتى اقترنت كلمة الوفاء بسلمان. والحديث عن سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - تعجز عن وصفه الكلمات، رجل الوفاء، فقد كان حفظه الله البلسم الحنون لإخوانه يخفف عنهم الألم بكل ما استطاع، يرافقهم ويظل مسانداً لهم، وهذا الوفاء ليس بغريب على قائد يحمل كل معاني الحب والتفاني، ضارباً بذلك أجمل الأمثلة في الوفاء والإخلاص وأروعها مع أشقائه الملوك والأمراء.
أشتد المرض بالملك خالد - رحمه الله - فرافقه سلمان بن عبد العزيز للسفر عدة مرات للعلاج خارج المملكة، وكان يرافقه في معظم الرحلات حتى وفاة الملك خالد عام 1402 في الطائف وانتقاله إلى جوار ربه، كما لازم الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - خلال سنوات مرضه كأحد الشواهد على ما يتمتع به من نبل وإخاء ووفاء لا يمكن وصفه بكلمات أو عبارات، فقد بقي وفيًا له أنيسًا في وحشة المرض ونديمًا في راحته واطمئنانه حتى لحظات الوداع. كما دفع وفاء وإخلاص سلمان بن عبد العزيز إلى الوقوف بجانب أخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - في حله وترحاله ليرافقه في رحلاته العلاجية ما بين الرياض ونيويورك ثم الرياض، جدير بثقة إخوته وعكست مساندته لهم على الدوام كل معاني النبل والوفاء على امتداد السنوات الطويلة خففت كثيرًا من لوعة الألم ومعاناة المرض التي يحس بها المريض، وهو يبحث عن أعز المقربين الذين ترتاح النفس لرؤيتهم.
ووفاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لإخوته ليس غريبًا عليه، فقد سطر كل معاني الحب والتفاني مع الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز - رحمة الله - وكان خير عضيد وعون له في كل أمور الدولة، وكان قريباً منه - رحمه الله - أثناء مرضه في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في الرياض للاطمئنان على صحته، وحرص - حفظه الله - على الاتصال والاطمئنان المتواصل بأخيه حتى وفاته.
ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قريبًا من الجميع يسأل عن أحوالهم ويتفقد أوضاعهم ويعود المرضى في المستشفيات في تواصل إنساني رائع وفى نموذج نادر من الوفاء.