سلمان بن عبدالعزيز.. مدرسة العطاء والوفاء والنبل ">
الجزيرة - شعبان مصطفى قزامل:
كم من أعمال إنسانية نبيلة داوت جراح المرضى، وأفرحت قلوب المتعبين وربطت على أفئدة الحائرين أقبل عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، بحب جارف ورغبة مخلصة وتسامح يشف عن أمر راسخ رسوخ الجبال الرواسي في شخصيته الكبيرة التي ترنو إلى فعل الخير وتحث عليه، وما الأخبار التي نطالعها في وسائل الإعلام المختلفة عن أعماله الخيرية، والتي لا يكاد يمر يوم دون أن نقرأها ونسمع عنها ونراها، إلا دليل على مدى حب هذا الرجل لأعمال الخير، حتى قال فيه أهالي الرياض وأعيانها: «إن له عينين، واحدة على النهضة والتطوير، وأخرى على الأعمال الإنسانية التي جعلت منه على مدى خمسة عقود نهراً متدفقاً من العمل الخيري».
لقد جُبل الملك سلمان -حفظه الله- على أعمال البر والإحسان والوفاء فهو مدرسة للعمل الإنساني.. مدرسة في البذل والعطاء، يداه لا تكلان من تقديم الدعم والعون لأبنائه المحتاجين، فهو أب الأيتام وراعيهم في جمعية إنسان، وداعم الفقراء والمحتاجين في الداخل والخارج، وهو صاحب الإنصات الجيد للضعفاء أصحاب العوز في مجالسه المفتوحة وتلبيتها في تجاوز عجيب لكل التحديات.
يؤمن الملك سلمان بالعمل الإغاثي ويعرف جيداً قيمته ومكانته في الإسلام، ويرى أن الجهات الخيرية والإغاثية جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع الإسلامي، لأنها متجذرة في تراثه، ومنبثقة عن قيمه ومبادئه، ولا بديل عن وجود هذه الجهات، لأن المسلمين ملزمون، أفراداً وجماعات، بنص القرآن الكريم بتقديم جزء من أموالهم في أوجه الخير كل عام، سواء أكانت هذه الأموال تجارية أم ثروة زراعية أم حيوانية أم معدنية، كما قال الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ. لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (سورة المعارج: الآيتان 24-25). كما يرى أن جهود هذه الجهات تنشئ علاقة تضامنية بين طبقات المجتمع؛ الأغنياء والفقراء، وأن الأعمال الخيرية عريقة في التاريخ الإسلامي، وكانت عامل توازن واستقرار في المجتمعات الإسلامية، وقدمت خدمات جليلة لصالح المسلمين وغير المسلمين تجسدت في مداواة المرضى وتعليم الناس وتنظيم ورش العمل للعاطلين.
وكان لدعم الملك سلمان وإشرافه الشخصي على الكثير من الجمعيات الخيرية، باعثًا على حشد كل الطاقات الخيرة في مجتمع رجال المال والأعمال، فشكل لهم نهجه -حفظه الله- قدوة ساروا على أثره وتسابقوا في ذلك، فصبت جهود عطائهم في عروق جمعيات وهيئات الأعمال الخيرية والإنسانية خيرًا ونماءً.
وقد نهل الملك سلمان وتشرب ذلك النهج من الدين الحنيف والإرث التليد الذي تمتع به المغفور له الملك عبدالعزيز الذي أرسى الفيض العذب من مناقب الأعمال الخيرية والإنسانية والمواقف الخالدة التي شكلت نبعًا لما يعرف بالعمل الخيري التنموي الذي يستديم نفعه، وما أكثر هذه المواقف التي كانت تحث أبناء البلاد على العمل وتشجيع الشباب على تحمل المسؤولية.
ولا يمكننا أن نحصي مناقب خادم الحرمين الشريفين ومآثره في مختلف المجالات ولاسيما الإنسانية، فهو رئيس جمعية البر بالرياض، وهي جمعية خيرية تهتم بجمع الزكاة والصدقات من المحسنين وإيصالها إلى مستحقيها لمبدأ التكامل والتكافل الاجتماعي، ورئيس الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام، والمؤسس والرئيس الأعلى لمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، والرئيس الفخري للجنة أصدقاء المرضى، والرئيس الفخري للجنة أصدقاء الهلال الأحمر، ورئيس مجلس إدارة مشروع الملك سلمان للإسكان الخيري، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية، ورئيس جمعية رعاية مرضى الفشل الكلوي، ورئيس مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج، كما رعى ودعم العديد من مراكز الدعوة وجمعيات تحفيظ القرآن والمساجد وغيرها الكثير من القطوف التي أسداها للناس جميعًا سواء بصفته الفردية أو الرسمية أو من خلال حضوره ومكانته الرمزية الكبيرة في المجتمع.
جمعية البر الخيرية
منذ أكثر من 60 عاماً نشأت فكرة تأسيس جمعية البر الخيرية بالرياض على يد رائد العمل الخيري خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- في عام 1374هـ، لتخفيف معاناة المحتاجين ومد العون للضعفاء وإطعام الجائع وكفالة اليتيم ومداواة المريض ومراعاة العاجز. ومن ذلك الوقت وجمعية البر تسهم في تقديم المساعدات المالية والعينية للمحتاجين وتتطور في خدماتها من عام إلى آخر حتى أصبحت إحدى الجمعيات الرائدة في مجال الخدمة الاجتماعية والمتميزة في رسالتها وبرامجها حيث لا تقف هذه البرامج على تقدم المساعدات المالية والعينية بل هناك العديد من البرامج التعليمية والصحية والمهنية وكذلك التوعوية التي تقدم من خلال فروعها العشرة المنتشرة في مدينة الرياض، وتحرص الجمعية على استخدام وسائل التقنية الحديثة في استقبال وتوزيع المساعدات على الأسر المحتاجة.
وقد انطلقت الجمعية في آفاق رحبة وحققت الكثير من النجاحات، وكان آخرها إقرار «بنك الطعام».
رعاية الأيتام (إنسان)
إثر هطول أمطار غزيرة على مدينة الرياض عام 1413هـ، نتج عنها انهيار وتصدع عدد كبير من البيوت القديمة التي تقطنها أسر فقيرة. فلفت هذا الحدث أنظار أهل الخير إلى معاناة الفقراء فرأوا ضرورة بناء مساكن لهم، وعرضت الفكرة على المفتي العام للمملكة حينها الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله، فأيّد الفكرة، ورفع خطاباً إلى الملك سلمان، فوافق عليه. وتم إعلان المشروع رسمياً في رمضان 1418هـ، وشكل مجلس إدارته برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعهد إلى لجنة تنفيذية بمهمات الإشراف المباشر على إدارة المشروع في مساراته الإدارية والمالية والفنية، وتمت تسميته بـ»مشروع الملك سلمان للإسكان الخيري»، تقديراً لجهوده ودعمه للمشروع.
وتهدف فكرة المشروع إلى إنشاء مجمعات سكنية مهيأة لاحتضان المحتاجين، ومساعدتهم في تنمية قدراتهم الذاتية للخروج من دائرة الفقر، وتقديم برامج تنموية لساكني وحدات المشروع السكنية، من أجل تأهيلهم ومساعدتهم في التحول من معتمدين إلى منتجين، والعمل على استقرار الأسر الفقيرة بتوفير المسكن المناسب لها، إضافة إلى الحد من المظاهر والسلوكيات السلبية المنتشرة في أوساط الفقراء التي تشجع على استمرار حال الفقر.
تحقيقاً لما حث عليه القرآن الكريم {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ}، والأحاديث النبوية الشريفة «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى» من الوقوف بجانب اليتيم وإشعاره بحنان الأبوة والعطف، أنشئت الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان) بموجب الأمر السامي رقم 427/8 وتاريخ 22-6-1419هـ، برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز.
تهدف الجمعية إلى غرس مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والعقيدة السليمة في عقل اليتيم ووجدانه حتى ينشأ قوي العقيدة والإيمان سليم التفكير، وتوفير أوجه العطف والحنان مع الرعاية المادية والمعنوية، وصرف إعانة شهرية لليتيم ومن في حكمه، وتقديم المساعدات في مواجهة المشكلات التي تعترض اليتيم في الدراسة بجميع مراحل التعليم المختلفة، والعمل على إنشاء البرامج والمشروعات والمراكز الإيوائية وإدارتها إدارة علمية سليمة بما يتفق وأهداف الجمعية.
وبالإضافة إلى تقديم المواد الغذائية والملابس والأحذية والأدوات المكتبية والمصروفات والبريد والهاتف والمياه والإيجارات، هنالك برامج معتمدة من قبل الجمعية وهي:
- برنامج كفالة اليتيم ومن في حكمه وهذا البرنامج يهدف إلى تشجيع الأسر على كفالة الأيتام ومن في حكمهم لدى الأسر الطبيعية والحاضنة والبديلة لقاء مبالغ مجزية تكفي للحد الأدنى من المعيشة المقبولة في المجتمع السعودي، وهذا هو البرنامج المحوري الذي سوف تنطلق منه كافة البرامج والأنشطة التي سوف تقوم بها الجمعية.
- برنامج المتابعة الدورية وهذا البرنامج سوف بالضرورة يتبع برنامج كفالة اليتيم وسوف يقوم ببرنامج المتابعة أخصائيون وأخصائيات اجتماعيون للتأكد من أن اليتيم المكفول يحظى بالرعاية الاجتماعية والنفسية والتربوية والصحية اللائقة من خلال برنامج دوري منظم للزيارات ومدارس الأيتام.
- برنامج صديقي اليتيم وهذا برنامج فردى يهدف إلى تشجيع استضافة اليتيم لدى الأسر في المجتمع لمدة محدودة كإجازات الصيف ونهاية الأسبوع والعيدين والمناسبات والحفلات العامة والخاصة وحتى ليوم واحد أو وجبة واحدة.
- برنامج الدمج في المجتمع وهذا برنامج جماعي موجه للأيتام الموجودين في المراكز الإيوائية للأيتام ومن في حكمهم في محاولة من الجمعية لإخراج الأيتام من عزلتهم ودمجهم في المجتمع، من خلال برامج الترفيه والتعليم والزيارات والرحلات والمشاركات في المناسبات والدعوات والحفلات الخاصة والعامة، ويتم تنفيذ هذا البرنامج من خلال الأخصائيين ومن أعضاء الجمعية العمومية أو من محبي الخير والإحسان في المجتمع.
- برنامج الرعاية اللاحقة برنامج موجه للكبار من الأيتام الذين انتهت صلتهم بالمؤسسات الإيوائية أو الأسر البديلة ولكنهم ما زالوا يحتاجون الإيوائية الملحة لحين اطمئنان الجمعية على استقرارهم الاجتماعي والعلمي، ويتم تنفيذ هذا البرنامج عبر تدبير أمكنة لهؤلاء الأيتام للإقامة المؤقتة لحين قناعة الجمعية بضرورة اعتمادهم على أنفسهم في معيشتهم.
- برنامج الخدمات المؤقتة والطارئة وهو برنامج مفتوح لجميع الأيتام في المنطقة بهدف مساعدة الأيتام على حل مشاكل عاجلة أو ضرورية أو تقديم خدمات النصح والإرشاد والتوجيه لمواجهة مواقف حياتية معينة أو معالجة انحرافات سلوكية قبل تفاقمها أو مساعدتهم في الحصول على استشارات أو حقوق شرعية تخصهم أو تقديم خدمات طارئة ويتم ذلك عبر الأخصائيين والأخصائيات المدربين بحيث تمثل الجمعية عبر هذه الخدمات المتنوعة المرجع الأسري لليتيم أينما كان وكيفما كان وضعه وحالته وسنه.
- ويهدف هذا البرنامج لإقناع رجال الأعمال والموسرين وأصحاب القلوب الرحيمة بافتتاح إيوائية صغيرة وفي عدد من أحياء الرياض وبأعداد محدودة من الأيتام وتكون هذه المراكز بأسمائهم أو أسماء عائلاتهم أو عبر وقف خيري ويتم تمويل وتشغيل هذه المراكز الصغيرة من قبل هؤلاء الشخصيات وبإشراف ومتابعة من الجمعية وبموجب عقد واتفاق بين الجمعية وأصحاب هذه المراكز الإيوائية.
- برنامج الإعلام والإعلان والإرشاد والعلاقات العامة وذلك عبر نشرة دورية إنسانية وكذلك عبر إعداد المطويات والنشرات والمشاركات الصحفية والمشاركات في الفعاليات العامة كالمعارض والمهرجانات وأسابيع الخدمة العامة ومن المهم أيضا إعداد صيغة إعلانية لدعم الجمعية بالزكاة والصدقات وتكون ذات صيغة مبسطة تسوق الخدمات المقدمة لليتيم وليس اليتيم نفسه ويتم الإعلان في صحف المنطقة بشكل أسبوعي وعلى مدار العام وذلك من أجل تثبيت وجود جمعية ترعى الأيتام في أذهان ووجدان سكان المنطقة.
- استحداث جائزة للأيتام المتميزين وهذه الجائزة رؤي أن تكون باسم أحد الشخصيات المهمة في البلاد مما لها باع طويل في مجال الخير والبر والإحسان، وتمنح هذه الجائزة لعدد من الأيتام المتميزين علما وخلقا كل عام مرة أو مرتين.
- برنامج المزايا الخاصة بالأيتام ويمكن تنفيذ هذا البرنامج بالترتيب والتنسيق مع المعاهد والدور والمؤسسات التعليمية التدريبية والكليات والمعاهد الخاصة والعامة والجامعات والمدارس الخاصة والمجمعات والمراكز السكنية التسوق وأصحاب المحلات التجارية الكبرى لتوفير فرص العمل والتدريب للأيتام وغير ذلك من أجل منح مزايا ونسب تخفيضات ترى الجمعية أهميتها لتسهيل حياة اليتيم أثناء مراحل رعايته من قبل الجمعية.
- برنامج الرسم والكتابة هوايتي وهذا البرنامج يختص باكتشاف وصقل موهبتي الرسم والكتابة لدى الأيتام من خلال هذا البرنامج يتاح لليتيم حرية التعبير عن مشاعره وما يدور في خلجات نفسه حيث تساعده الجمعية وتمده مجاناً بالأدوات اللازمة لذلك، وهذا البرنامج من البرامج التي تسعى لها الجمعية نظرا لأنه يساعد على تحقيق بعض أهداف الجمعية المتمثلة في تقديم مختلف أوجه الرعاية للأيتام بما في ذلك تنمية هواياتهم ومساعدتهم على صقلها من خلال الكوادر البشرية المؤهلة لذلك.
برنامج العضوية (محترفي جمع التبرعات) ويهدف البرنامج إلى تخزين أسماء وعناوين الأعضاء وأرقام الهواتف ومتابعة المتبرعين من حيث التبرعات والتغيير في العناوين ورسائل الشكر ومتابعة ما تبقى من قيمة التبرع.
- برنامج الندوات والمحاضرات وورش العمل إقامة ندوات تضم مختصين وأكاديميين وخبراء في نفس الندوة (مثل سيناريو مهرجان الأيتام)، ويتم تصميم نموذج لحضور الندوة ويطلب من المشاركين الاتصال بالجمعية أو تعبئة الإنترنت والتنسيق مع وزارة العمل والغرف التجارية والجمعيات الخيرية، ويمكن أن تشتمل الندوات (واقع الأيتام في المملكة، الاحتياجات النفسية وكيفية إشباعها للأيتام، أيتام ما بعد «19» كيفية التدريب والتوظيف).
- رعاية الأيتام لدى أسرهم، وتتمثل هذه الرعاية في الأيتام الذين يمكن رعايتهم وهم في كنف أسرهم، ويتمثل دعم الجمعية لهم في توفير الدعم المادي لهم ولأسرهم، وكذلك الإشراف الاجتماعي عن طريق المشرفين الاجتماعيين والمشرفات.
- رعاية الأيتام بمقرات إيواء الأيتام (قرى الأيتام) ويكون ذلك من خلال القرى الإيوائية، التي تقوم على أساس توفير مقرات داخل القرية يؤوي كل مقر عدداً محدداً في حدود خمسة إلى ثمانية أشخاص تحت إدارة مشرفة اجتماعية (للبنات والأولاد من سن السادسة حتى سن الثانية عشرة) ومشرف (للأولاد من سن الثانية عشرة فما فوق) ويكون لقاطني هذه القرية أنشطة اجتماعية وتربوية وترفيهية مشتركة، مع تلقي تعليمهم بالمدارس العامة لدمجهم في المجتمع.
- رعاية الأيتام من سن الثامنة عشرة فما فوق وتتمثل رعايتهم في متابعة أحوالهم عن طريق المشرفين والمشرفات، وذلك من حيث التدريب أو مواصلة التعليم ومحاولة إيجاد وظائف لهم.
- رعاية الأيتام عن طريق صديق اليتيم ويتمثل في أن يكون صديق اليتيم مرجعاً له، ومؤهلاً لحل مشاكله عندما يحتاج إلى حل مشكلة اعترضت حياته، ويحتاج إلى مساعدة لحلها، أو عند تعاملهم مع المؤسسات العامة والخاصة من أجل تذليل الصعوبات التي يواجهونها وتدريبهم على ذلك.
- صندوق التكافل، وهو صندوق تكافل اجتماعي يتم تمويله عن طريق التبرعات وعن طريق مخاطبة الشركات والمؤسسات والأفراد وذلك ليتم جمع التبرعات ويتم توفير أجهزة كهربائية وأدوات مدرسية عن طريق هذه المبالغ بالإضافة إلى تسديد الإيجارات أو المساهمة في الإيجار للأسر المحتاجة لذلك، وتسديد الفواتير الخاصة بالخدمات حسب احتياج كل أسرة إضافية إلى تعليم الأيتام وتدريبهم من أجل تهيئتهم لسوق العمل ليعتمدوا على أنفسهم ويقوموا بتوفير احتياجاتهم واحتياجات أسرهم.
- العشاء الخيري.. تقيم الجمعية إقامة عشاء خيري سنوي على شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يتم فيه دعوة كبار رجالات المجتمع ويحدد رسم للعشاء بحوالي (1000) ريال على ألا يكون هناك جمع تبرعات، ويتضمن عرض مطبوعات الجمعية وفعالياتها وقد يصاحبه معرض مصغر لأعمال الأيتام.
رعاية الأطفال المعاقين
تعدّ علاقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- مع قضية الإعاقة واحتياجات المعوقين جانباً من أوليات واهتمامات شخصيته الإنسانية الفريدة، ورؤيته لأهمية استثمار قدرات فئات المواطنين كافة في مسيرة تنمية المجتمع، وقناعته بأن الجميع شركاء في الحقوق والواجبات.
وعلى صعيد اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- بقضية الإعاقة، ودعمه احتياجات المعوقين كانت البداية قبل نحو 30 عاماً مع توجيهه، رعاه الله، وقتئذ كان أميراً للرياض، ببدء أنشطة جمعية الأطفال المعوقين من أروقة جمعية البر بالرياض، إلى جانب تقديم الدعم المالي لمشروع الجمعية الأول، في إطار عنايته الكريمة الذي استشرف بحسهِ الإنساني أهمية أهداف الجمعية تجاه هذه الفئة الغالية من الأطفال، وضرورة برامجها العلاجية والتعليمية والتأهيلية لمساعدتهم على تجاوز حالة العزلة عن المجتمع.
وقد رعى الملك سلمان بن عبدالعزيز افتتاح الجمعية السعودية الخيرية لرعاية الأطفال المعاقين مشروعها الأول «مركز رعاية وتأهيل الأطفال المعاقين في الرياض» في 9 صفر 1407هـ، وبدعم من الملك سلمان حصلت الجمعية على الأرض التي أُقيم عليها مشروع مركز الرياض، وذلك تبرعاً من جمعية الملك فيصل الخيرية، ومع بدء أعمال الإنشاءات والتجهيزات في أول مراكز الجمعية كان أيضاً للملك سلمان الذي لم يألُ جهداً في العناية بهذا المركز الوليد حضوره إلى أن قام بافتتاحه.
وتقدم الجمعية الرعاية المتكاملة للأطفال المعاقين علاجًا وتعليمًا وتدريبًا وتأهيلاً، ومنحهم القدرة على الاندماج في المجتمع، وإكسابهم المهارات الضرورية التي تساعدهم على خدمة أنفسهم، ويوفر المركز منذ افتتاحه أرقى مستوى ممكن من الخدمات لأكثر من 1600 طفل وطفلة.
وسعت الجمعية إلى تأسيس مراكز رعاية وتأهيل المعاقين في جميع أنحاء المملكة، وبدأت بمشروعاتها في المنطقة الغربية في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، وتضم هذه المراكز العديد من الأقسام الطبية والتعليمية والتأهيلية، إضافة إلى الإدارات المساندة ومساكن الموظفين. ويعد مركز جدة من أضخم مشاريع الجمعية حيث بلغ التكلفة الإنشائية التقريبية له حوالي 105 ملايين ريال، إضافة إلى مبلغ (10) ملايين ريال للتأثيث والتجهيز.
وتعد مسيرة الملك سلمان مع الجمعية حافلة بالمواقف النبيلة، والخير والعطاء، وتعود هذه المواقف بداية مع توجيهه الكريم ببدء أنشطة الجمعية من أروقة جمعية البر، بل إن النشاطات الأولى للجمعية كانت بدعم مالي من جمعية البر في الرياض.
واستشرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أهمية أهداف الجمعية تجاه هذه الفئة الغالية، وضرورة برامجها العلاجية والتعليمية والتأهيلية لمساعدة هؤلاء الأطفال الذين كانوا قبل هذا التاريخ في حالة عزل وانعزال كامل عن المجتمع داخل أسوار منازلهم، الأمر الذي حرص عليه الملك سلمان في تغيير هذه الفكرة, مما كان للجمعية انطلاقتها الأولى واستمرت على امتداد 30 عاماً.
ومنذ ذلك التاريخ تواصلت الرعاية الكريمة من قبل الملك سلمان بن عبد العزيز للجمعية دون انقطاع، حيث رعى المؤتمر الأول للجمعية الذي نُظم خلال الفترة من 13-16-5-1413هـ، وحضره أكثر من 400 خبير في شؤون الإعاقة من دول العالم كافة، وصدر عن المؤتمر عدد من التوصيات المهمة حظيت بموافقة المقام السامي، وأحدث عقد المؤتمر تأثيرات إيجابية واسعة المدى في مستوى الخدمات المقدمة للأطفال المعوقين، بل إن النظام الوطني للمعوقين الذي صدر أخيراً كان إحدى أهم توصيات هذا المؤتمر الذي عقد في الرياض بدعم مباشر وغير مباشر منه -حفظه الله-.
مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة
وانطلاقاً من رؤية الملك سلمان الثاقبة لمستقبل الجمعية وضرورة الخدمات التي تقدمها للأطفال المعوقين، وجّه بتبني فكرة إقامة مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، بهدف إثراء البحث العلمي في مجال الإعاقة وتطبيق النتائج في حقول الوقاية من الإعاقات من جهة، في رعاية المصابين من جهة أخرى.
ويعد مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة أحد مشاريع الجمعية كذلك، وله شخصية اعتبارية مستقلة، ويعنى بإثراء المعرفة ووضع الأسس العلمية للوقاية والرعاية في مجال الإعاقة، كما خصصت الجمعية جائزة للبحث العلمي والخدمة الإنسانية، تتضمن منحة بحثية تصرف للبحث العلمي في مجال الإعاقة، وتبلغ قيمتها (500) ألف ريال.
وقدم الملك سلمان منحة مالية لتأسيس المركز قدرها عشرة ملايين ريال، حيث يمثل مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة نقلة حضارية نوعية للرعاية الصحية في المملكة من خلال إنجازاته المتميزة في مجال البحوث الطبية والعلمية التي تلقي الضوء على حجم وأهمية الإعاقة الجسدية والعقلية لدى الأطفال الذين يمثلون المستقبل المشرق للوطن. وظل الملك سلمان يتابع عن قرب خطط عمل المركز بنشاطاته المختلفة، ولم يكن من المستغرب أن يبادر خادم الحرمين بتخصيص مقر لمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة في الحي الدبلوماسي في الرياض، كما تفضل برعاية افتتاح مقر المركز في 27-7-1417هـ، وتكريم الجهات العلمية والأكاديمية والأشخاص الذين أسهموا في خدمة المركز، وخدمة رسالته السامية التي يضطلع بها هذا المركز الخيري الذي يعد أول مركز من نوعه، على نطاق المملكة والوطن العربي.
ومن خدمات المركز تنشيط البحث العلمي الذي يسهم في الحد من مشكلات الإعاقة من خلال وضع الأسس والمعايير الصحية الوقائية اللازمة للحد من تفاقم هذه المشكلة، ولمعالجة أسبابها في المراحل المبكرة توطئة لتأهيل هذه الفئة من المعوقين للقيام بدور فاعل في المجتمع مما يقلل من الهدر الاقتصادي الكبير الذي يجب توظيفه في مجالات أخرى تخدم مسيرة التنمية التي تحرص عليها حكومتنا الرشيدة.
ومثلت رعاية الملك سلمان بن عبد العزيزلفكرة إنشاء جمعية المؤسسين في المركز لتوفير الدعم المادي لبرامج المركز دفعة نوعية لتطوير الخدمات التي يقدمها المركز مما يسهم في الحد من الإعاقة لدى الأطفال.
وتسهم جمعية المؤسسين، وهى فكرة رائدة، في إحداث نقلة نوعية في إنجازات المركز، إضافة إلى الإنجازات العديدة التي حققها مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة التي تمثلت في إنجاز البحث الوطني الأول لدراسة الإعاقة لدى الأطفال على مستوى المملكة الذي شمل أكثر من 60 ألف أسرة، وإعداد وتمويل العديد من البحوث العلمية المتخصصة وتعميم نتائجها على الجهات المختصة لتحقيق الاستفادة منها، وإنجاز نظام رعاية المعوقين في المملكة. وسعى المركز إلى تبني مشروع برنامج وطني شامل بالتعاون مع وزارة الصحة من خلال اتفاقية موقعة بينهما في هذا الخصوص، للكشف الجيني المبكر لجميع الأطفال حديثي الولادة في المملكة فيما يتعلق بأمراض الغدد الصماء وأمراض التمثيل الغذائي.
وإذا كانت معرفة أسباب المرض والكشف عن مسبباته يعدان نصف الطريق للقضاء عليه، فإن مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، يجسد تلك المقولة بجهوده المتفانية والمتواصلة للتخفيف من معاناة ذوي الإعاقات، ومحاولاته الجادة لمساندة المشاريع البحثية المتقدمة التي تمثل اليوم حجر الزاوية لبناء مجتمع معافى، قادر على الوثوب نحو المستقبل بخطى أكثر ثباتاً.
وعودة للوراء تفضل الملك سلمان برعاية المؤتمر الدولي الثاني للإعاقة والتأهيل الذي نظمته الجمعية خلال الفترة 26-29 رجب 1421هـ.
وشهد ختام المؤتمر صدور الموافقة السامية على النظام الوطني لرعاية المعوقين، ذلك النظام الذي حظي مشروعه بدعم ومساندة لا محدودة من الملك سلمان، حيث تابع عن كثب خطوات إعداده من قبل اللجنة المشرفة من عدد من المسئولين والعاملين في الجمعية ومركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة.
وكان للملك سلمان بصمة في مشروع «واحة حائل» وهو أحد أهم مشاريع الوقف الخيري للجمعية في منطقة الرياض، والذي كان له الفضل بعد الله، سبحانه، في إنشاء هذا الصرح في الحي الدبلوماسي. وحرص الملك سلمان بن عبد العزيز على رعاية حفل وضع حجر الأساس للمشروع وتفضل مشكوراً بالتبرع بثلاثة ملايين ريال للمشروع.
إن توثيق ودعم الملك سلمان بن عبد العزيز لجمعية الأطفال المعوقين على امتداد مسيرة تقترب من 30 عاماً، سجل حافل من الرعاية الكريمة والعطاء غير المحدود.
رعاية المرضى
يتولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الرئاسة الفخرية لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، (كلانا) بعد توليه حقيبة وزارة الدفاع مباشرة، وقدم برنامج رعاية غسيل دموي لمرضى الفشل الكلوي المحتاجين، ولإنجاح هذا البرنامج تم التعاون مع 31 مركزاً لغسيل الكلى، و29 جمعية خيرية، وقبول 850 مريضاً منذ انطلاقته. ويغطي هذا البرنامج الغسيل والأدوية والتنويم والعمليات والمواصلات، ويبلغ متوسط كلفة البرنامج 80 مليون ريال سنوياً.
وتعد جمعية «كلانا»، التي تأسست بمبادرة من الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما كان أميـراً لمنطقة الرياض عام 1401هـ، من أرقى المراكز الطبية، حيث نافست المراكز العالمية في مجال أمراض الكلى والغسيل الكلوي، وفقاً للمعايير الطبية والفنية، فضلاً عن تقديمها لخدمات اجتماعية ونوعية للمستفيدين، مع مراعاة المعايير العلمية، لضمان جودة الخدمة، وعدم نزولها عن مستوى معين.
وعلى الرغم من أن الجمعية، تعتمد على دعم أصحاب الخير، من الموسرين ورجال الأعمال، إلا إنها أكدت تمسكها بمبادئها ومعاييرها في تقديم خدمة نوعية تتساوى في نوعية الخدمة المقدمة في دول أوروبا وأمريكا، ما جعلها تحظى بإعجاب آلاف المتابعين لمسيرتها.
ومن أبرز المعايير التي أعلنتها الجمعية أنها لن تقبل أي مريض ما لم يكن لديها القدرة على القيام بخدمته وتأمين الموارد المالية المستدامة والكافية لتغطية احتياجاته، معلنة أن كلفة المريض الواحد سنوياً تتراوح بين 100 و115 ألف ريال، تشمل خدمات الغسيل الكلوي، بما فيها الأدوية الوريدية والأساسيات والفحوص الدورية وعلاج الحالات الطبية الطارئة التي تحدث مع المريض أثناء جلسة الغسيل الكلوي، بالإضافة إلى خدمة النقل «المواصلات» من وإلى مركز الغسيل الكلوي، وتكاليف إجراء العمليات الجراحية وعمليات زراعة الكلى وأدوية ما بعد الزراعة. كما يتولى -حفظه الله- الرئاسة الفخرية للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، وغيرها العديد من الجهات.
ولا تغيب الجهود التي بذلها الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، في خدمة المرضى النفسيين ومرضى الإدمان, حيث حظيت هاتان الفئتان بدعم كبير منه لإيجاد خدمات علاجية متطورة لها، وظهرت هذه الرعاية والاهتمام جلية خلال افتتاحه في العام 1426هـ لمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض الذي يعتبر أول تجربة ناجحة لدمج مستشفى الصحة النفسية مع مستشفى علاج الإدمان الذي أكد فيه اطلاعه التام ومتابعته المستمرة لعلاج الحالات التي تتعرض لهذه الأمراض وكذلك متابعته الشخصية لمطالب أسر وآباء المصابين بالأمراض النفسية وإدمان المخدرات، كما أكد على متابعته -يحفظه الله- الشخصية لأعمال المجمع وتوجيهه الدائم بتطوير العمل وتقديم أفضل الخدمات للمرضى.
بنك الطعام السعودي
وسجل الملك سلمان بن عبد العزيز لما كان أمير منطقة الرياض، اسمه كصاحب فكرة «بنك الطعام» كأول تجربة في العالم، لتوفير الغذاء للأسر المحتاجة وإيجاد فرص عمل لذوي الدخل المنخفض بطريقة علمية ومستدامة تُمكن مختلف شرائح المجتمع من الإسهام فيه، امتداداً لدعمه المتواصل للأعمال الخيرية، ومضيفا إلى سجله الحافل في الأعمال الإنسانية والخيرية طيلة أكثر من نصف القرن شملت الداخل والخارج، عملاً غير مسبوق في تحسس احتياجات المواطنين في منطقة الرياض وغيرها.
ويمارس «بنك الطعام» نشاطه في الرياض تحت مظلة جمعية البر بالرياض التي يرأس الملك سلمان مجلس إدارتها، ويعد أول رئيس لها منذ إنشائها قبل نحو ستة عقود، ويكمل البنك نشاط جمعية البر في استقبال الأطعمة وتوزيعها، حيث يقوم بجمع الفائض من طعام الحفلات والمناسبات التي تقام في قصور الأفراح أو الفنادق في مدينة الرياض وإعادة تجهيزه وتغليفه بطرق صحية وتوزيعه في اليوم نفسه، كما يقوم بنك الطعام بالرياض باستقبال التبرعات من فاعلي الخير من خلال فروع البنك بطرق عدة، منها شراء بطاقات إطعام الفقراء والمساكين، بحيث يتم مقابل تلك البطاقات الحصول على المواد الغذائية من المحلات والمراكز المعروفة بالرياض وإيصالها لتلك الأسر المحتاجة من خلال الجمعية.
إسكان الملك سلمان بن عبدالعزيز الخيري
وهو مشروع تنموي يكفل العيش الكريم للأسر الفقيرة، ويضم أربعة مشاريع في مدينة الرياض، في أحياء الجرادية وسلطانة والبديعة، وتضم 500 وحدة سكنية، يقطنها 10 آلاف مستفيد، ويهتم المشروع بتوفير الإسكان للمطلقات واليتامى والأرامل وكبار السكن.
تأسس المشروع عام 1418هـ برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفي عام 1428هـ أسس كجمعية مستقلة، ولديها عدة مشاريع في الرياض والخرج والمزاحمية والمجمعة والزلفي، وهو مشروع تنموي يساعد الأسر الفقيرة لتعيش بكرامة.
تكريم وتقدير
وتقديراً لجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فقد حصل على الكثير من الأوسمة من داخل المملكة وخارجها ومنها جائزة الأولمبياد الدولي الخاص لذوي الاحتياجات الخاصة لدعمه واهتمامه بالمؤسسات الخيرية، وخصوصاً التي تهتم بأفراد هذه الفئة الذين يجدون منه دعماً لا محدود، فمنذ ما يقارب ثلاثين عاماً قام بإنشاء مشروع مساعدة المعاقين الذي أصبح الآن صرحاً شامخاً، وقد تشرفت الجائزة به وليس هو من تشرف بها، فأعماله الخالدة لا يمكن بأي من الأحوال أن تكافأ بجائزة، وأذكر هنا كلاماً جميلاً لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز،- رحمه الله-، الذي وصف فيه الملك سلمان إبان إمارته للعاصمة الرياض فقال: «أخي الأمير سلمان مجبول منذ نشأته على فعل الخير ومساعدة كل محتاج». هذه الكلمات الصادرة من قامة بحجم الأمير نايف تكشف لنا بجلاء عن شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.
جمعية الملك سلمان للأعمال الخيرية
وأطلق أهالي الرياض «جمعية الملك سلمان للأعمال الخيرية»، كتقدير وعرفان له على ما بذله من جهد ووقت لخدمة منطقة الرياض، التي تأتي كدلالة راسخة على مدى العلاقة المميّزة بينه وبين جميع المبادرات الخيرية، التي ارتبط اسمه بكل عمل خيري، وكان القاسم المشترك في كل الأعمال الخيرية التي حظيت بمتابعة شخصية منه.
وتعتبر هذه الجمعية من أحدث الجمعيات الخيرية، وتُعنى بخدمة الرياض وأهاليها ودعم الجمعيات والأعمال الخيرية فيها، وعلى رغم إلحاح أهالي الرياض على تكريمه، نظراً للأعمال الخيرية التي يقوم بها، من طريق إقامة احتفال كبير له، إلا أنه اقترح إقامة مشروع خيري في الرياض، يخدم الجميع ويدعم الجمعيات والأعمال الخيرية في المنطقة، بدلاً من إقامة الاحتفال، وهو ما تم فعلاً، إذ تم إطلاق هذه الجمعية، التي كانت تتويجاً لمشوار حافل بالعطاء في الأعمال الخيرية مدة أكثر من خمسة عقود. وامتد نشاطه إلى إنشاء وقف خيري وفتح حساب لتلقي تبرعات رجال الأعمال والمواطنين يصرف من ريعه على الأعمال الخيرية.
ختاماً إن الملك سلمان يرى أن العمل الخيري المتعدي نفعه إلى الناس هو خير من العمل القاصر الذي لا يتعدى صاحبه، والعمل المتعدي نفعه إلى الآخرين هو في شريعة الإسلام أعظم أجراً وأكثر نفعاً وأجزل ثواباً؛ لأن هذا العمل سبب لحصول الفلاح في الدنيا والآخرة كما قال الله تعالى: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون).
نسأل الله عز وجل أن يطيل في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويمتعه بالصحة والعافية وأن يجزل له المثوبة ويجعل أعماله الخيرية في ميزان حسناته ويسدد خطواته في خدمة الإسلام والمسلمين.