بمزيد من الأمل المشرق والتفاؤل بغد أفضل تهل علينا اليوم ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعا، وهي الذكرى الأولى لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في مملكتنا الحبيبة إلى قلوبنا، والتي حباها رب العالمين بخير منزلة، وفضلها على سائر البلاد بأن تكون موضع بيته الحرام، وشرفنا من بين خلقه جميعا أن نكون شعباً وقيادة خداما لبيته المحرم.
ولقد تولى خادم الحرمين - أطال الله عمره ورعاه- زمام الأمور منذ عام، وفي فترة عصيبة تمر بها أمتنا العربية والإسلامية، بل وفي أجواء تمتلئ بالعصبيات الطائفية التي لا هدف لها سوى تفتيت جسد الأمة وتشويه الإسلام، وأهل السنة على وجه الخصوص. ورغم ذلك، فقد سعى خادم الحرمين الشريفين جاهداً إلى النهوض الاجتماعي حيث جرت انتخابات المجالس البلدية في شهر ديسمبر من عام 2015 وهي تعد الانتخابات الأولى في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي تشارك فيها للمرة الأولى المرأة كناخبة ومرشحة. وفي الجانب الاقتصادي دشن - يحفظه الله - مجموعة من المشاريع الاقتصادية التي تمكن الاقتصاد السعودي إلى المزيد من التقدم والاستقرار.
كما سعى خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - ما وسعه السعي إلى رأب الصدع في العلاقات العربية والإسلامية من أجل وحدة الكلمة وتمكين شعوب هذه الدول من النهوض والتقدم. وهو دور محوري للمملكة العربية
السعودية التي آلت على نفسها ضرورة القيام به، ومن هنا فقد شهدت المملكة خلال العام الأول من حكم خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- تحولات تاريخية كبيرة, وحققت إنجازات متوالية على الأصعدة كافة محلياً وخارجياً، حتى أصبح «العزم والحزم» عنواناً لمرحلة الملك سلمان.
وبحلول مناسبة الذكرى الأولى لتولي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مقاليد الحكم في البلاد فإن المملكة تواصل حراكها بقيادة سلمان الحزم وصدق العزم.. ولعل عاصفة الحزم التي تقود المملكة فيها تحالفا عربيا منذ تسعة أشهر لاسترجاع اليمن الشقيق شرعيته المسلوبة أبلغ دليل على حزم المليك ونصرته للعروبة والإسلام من أيدي العابثين والمأجورين الذين لا هم لهم إلا تشويه الإسلام وخراب بلاد العرب.. وذلك لتؤكد للعالم أجمع أنها لم ولن تتخلى عن دورها الريادي في السير بالمنطقة نحو الأمن والسلام، خصوصاً أن منطقتنا العربية تشهد اضطرابات أمنية وحالة من عدم الاستقرار، وما قيادة المملكة لتحالفين عسكريين عربي وإسلامي في عام واحد إلا شاهد على اضطلاعها بدورها الحيوي في تحقيق الأمن والسلام ومحاربة الإرهاب بأشكاله كافة؛ فقد حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على دعم الاستراتيجية الدفاعية للمملكة من خلال اتفاقيات التعاون العسكري المشترك مع عدد من الدول الكبرى لتوطيد أواصر التعاون العسكري والدفاعي معها والاستفادة من التجارب والتقنيات العسكرية التي تمتلكها وفي إطار حرص المملكة على تعزيز ودعم قدراتها وقواتها العسكرية.
كما أنه حفظه الله- وخلال عام - أصدر عدداً من الأوامر الملكية التي تصبُّ في مصلحة الوطن بجميع أجزائه، والمواطنين بجميع فئاتهم، وتشمل جميع قطاعات الدولة، وتتواكب مع المرحلة التاريخية التي نعيشها، وتنسجم مع ما يشهده العالم من تطور في جميع المجالات؛ حيث شملت جوانبَ إصلاحيةً، وجوانبَ تنمويةً، مع إعادة صياغة الكثير من الأنظمة والإجراءات الإدارية والفنية، وإنشاء كيانات جديدة تحقق متطلبات هذه المرحلة.
وعلى الجانب الإنساني فقد وجه - حفظه الله- بتقديم كل العون والمساعدة من أجل الشعب اليمني الشقيق حتى يعود يمنا «حرا» سعيدا» كما كان، ومن أجل ذلك قدمت المملكة الكثير من المبادرات السلمية التي تجنب اليمن عبث العابثين. وكان قراره الملكي الإنساني بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي كان له الأثر الأكبر في نفوس أبناء اليمن كافة فهذا المركز يعمل على توفير سبل الخير والراحة والسعادة لأبناء اليمن من تقديم المؤن والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية وغيرها من ضروريات المعيشة اليومية. وهي نظرة ثاقبة ورؤية وبصيرة القائد الإنسان. وهي ترجمة للمبادئ العظيمة التي تضطلع بها المملكة العربية السعودية.
من هنا، وبنظرة متأنية ومنصفة وسط هذه الأجواء الملبدة بالغيوم، نجد أن يد خادم الحرمين الشريفين ممدودة بالسلام ومبادرات وحسن الجوار والتعايش السلمي ونبذ العنف والتطرف ليس من أجل شعوب المنطقة فحسب بل شعوب العالم أجمع.
ولسوف يسجل التاريخ لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قيادته الاستثنائية في هذه المرحلة من تاريخ المملكة والعرب والمسلمين ومبادراته المتواصلة في تثبيت مكانة المملكة على الخريطة العالمية والإقليمية وتكريس دورها في نصرة القضايا العربية العادلة وخاصة القضية الفلسطينية محور القضايا وأهمها بالمنطقة، فقد ساهم - يحفظه الله - ومازال - في الجهود المضنية والمخلصة لإرساء السلام والاستقرار في سوريا والعراق، دون إغفال مساعدة الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة. ودعم الشقيقة مصر في مسيرتها نحو النهوض والتقدم.
ولا شك أن ذكرى مرور عام كامل على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- رعاه الله - مناسبة لتثمين جهوده التي بذلها والمنجزات والمشروعات التنموية التي تحققت في مدة وجيزة، وفرصة لتجديد العهد والولاء على كتاب الله الكريم بالسمع والطاعة لولاة الأمر - حفظهم الله.
في الختام لا يسعنا إلا أن ندعو الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويطيل في عمره، ويبقيه ذخراً وسنداً لشعبه ولأمته الإسلامية والعربية، وأن يديم عليه نعمة الصحة والعافية، وأن يوفقه لما يحب ويرضى، وأن يحفظ سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ويديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والأمان والاستقرار والعزة والتمكين.
- الأمير محمد بن عبد الرحمن آل سعود