التخطيط السيىء والافتقار للمنهجية وضعف المتابعة وراء فشل المشروعات ">
الأحساء - عايدة بنت صالح:
كشف خبير متخصص في دورة تدريبية عامة أن أسباب فشل المشروعات تراوح بين التخطيط السيء وعدم التنسيق بين موارد الإنتاج، وعدم اتباع منهجية واضحة للتخطيط والإدارة، وعدم القدرة على الحفاظ على حصة الشركة من السوق، وعدم وجود مواصفات واضحة للجودة المطلوبة، وعدم وضوح المسؤوليات وتوزيعها على المستويات الإدارية، وعدم وجود متابعة دقيقة لعناصر ومراحل العمل المختلفة وعدم تخطيط وتقييم وتحليل المخاطر إضافة إلى عدم دراسة المشروعات المشابهة والأخذ بأسباب نجاحها أو فشلها.
جاء ذلك ضمن سياق العرض الذي قدمه المدرّب الدكتور ياسر القاضي، استشاري تطوير أعمال وتأهيل المنظمات في الدورة المجانية المفتوحة التي نظمتها غرفة الأحساء ممثلة في إدارة التدريب وتوطين الوظائف بعنوان «إستراتيجيات إدارة الجودة المستدامة»، بمقرها الرئيس، مساء مساء أمس الأول.
وجاءت هذه الدورة ضمن رزنامة برامج وفعاليات خطة التدريب للعام الجديد، حيث تعمل الغرفة على توفير فرص التنمية البشرية والتطوير المؤسسي وتعزيز الوعي والمعرفة المتعلقة بالمتغيرات والتطورات الاقتصادية وتأثيرها على أساليب الإدارة والعمل إضافة إلى تقديم الدعم للمؤسسات والمنشآت التجارية من خلال تنظيم فعاليات وبرامج مفيدة ومتنوعة تهدف لتنمية وترقية نشاطات الأعمال وأوجه الأداء المؤسّسيّ.
وفي مستهل الدورة، تناول المدرّب الدكتور ياسر القاضي في عرضه عدة محاور شملت التعريف بمفهوم الجودة وإستراتيجياتها وآلياتها، التعريف بمفهوم الإدارة وفق المنهجية العالمية وتوجه المنشآت بالمملكة لتطبيقها، كيفية تحقيق مفاهيم الاستدامة الإدارية للمنظمات، كيفية تحقيق بيئة عمل خالية من العيوب كإحدى إستراتيجيات المنظمات وتحقيق مفهوم الاستدامة إضافة إلى استعراض مقومات وعناصر تحقيق إدارة الجودة المستدامة. واستعرض مفهوم إدارة الجودة الشاملة بوصفه منهجًا علميًا وإداريًا متكاملاً هدفه الأساسي هو إرضاء العميل (الداخلي والخارجي) في المنظمات من خلال العمل على إستراتيجيات تتضمن مجموعة واسعة من الأدوات والتقنيات العلمية العملية التي تقوم على تمكين ومشاركة جميع العاملين وقياس الأداء والتحسين المستمر للعمليات وحل المشكلات اعتمادًا على تنميط وتأسيس الحلول المعيارية في العمل بهدف الوصول للجودة ورضا العملاء وبالتالي تحقيق التَّميز المؤسسي.
وتطرق الدكتور القاضي إلى عناصر بناء إدارة الجودة المستدامة، بناء بيئة لين «6 سيجما» والتنمية المستدامة لبيئة العمل، مبينًا أن مفهوم إدارة الجودة المستدامة يشمل التطوير المستمر للعمليات الإدارية وذلك بمراجعتها وتحليلها والبحث عن الوسائل والطرق لرفع مستوى الأداء وتقليل الوقت لإنجازها بالاستغناء عن جميع المهام والوظائف عديمة الفائدة وغير الضرورية للعميل أو للعملية وذلك لتخفيض التكلفة ورفع مستوى الجودة بما يحقق متطلبات واحتياجات العملاء.
وأكَّد على أهمية وجود رؤية ورسالة وأهداف للمنظمات، لافتًا إلى أن الرؤية تمثل الحلم لذلك فهي تعطي صورة ذهنية وصياغة متكاملة للأوضاع التي تتطلع إليها المنظمة في المستقبل، وأن الرسالة هي بيان بالالتزام والأعمال والبرامج التي تقوم بها المنظمة لتحقيق رؤيتها، أما الأهداف فهي النتائج المطلوب الوصول إليها، وذلك من خلال مخرجات تتولى المنظمة تقديمها في شكل منتجات أو خدمات بمواصفات محددة.
وتحدث د. القاضي عن مفهوم «6 سيجما» وأنه منهج انتهجته المنظمات في عملياتها الأساسية وهياكلها، حيث يتم من خلاله مراقبة الأداء والأنشطة والأعمال اليومية؛ بهدف الوصول لدرجة متقدمة من درجات الجودة الشاملة يتم فيها تقليل الفاقد وتقليص فرص العيب، لافتًا إلى أن أصل المصطلح هو تعبير إحصائي يقيس مدى انحراف العملية المحددة عن الوصول للكمال.
وأشار إلى أن الهدف من»6 سيجما» هو خلق مجتمع إنتاجي بلا عيوب أو فاقد في المنتجات والعمليات، سواء كانت هذه العمليات صناعية يكون فيها المنتج سلعة معينة، أو كانت هذه العمليات خدمية يكون فيها المنتج خدمة ما، مبينًا أنها مجموعة مجربة من أساليب الإدارة الحديثة والأدوات التحليلية وتقنيات مراقبة المشروعات وإعداد التقارير، التي تجتمع معًا لتشكل منظومة تحسينات في حل المشكلات وأداء الأعمال.
وفي ختام الدورة تم طرح عدد من المداخلات والأسئلة من المشاركين على المدرّب ثم جرى منحه شهادة تكريمية من قبل الغرفة.
يذكر أن الدورة التي هدفت إلى نشر الوعي بأهمية إدارة الجودة المستدامة وطرح وتطبيق المعارف والتقنيات الحديثة المتعلقة بمبادئ وإستراتيجيات الجودة، قدمها المدرّب الدكتور ياسر القاضي، الحاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد، الذي شغل سابقًا منصب أمين عام الاتحا د العام للغرف التجارية المصرية، وكذلك المستشار المالي والاقتصادي لمؤسسة الملك فيصل الخيرية.