أدان اتحاد الحقوقيين العرب الذي يتخذ من العاصمة الأردنية عمان مقراً له ما تعرضت له سفارة المملكة العربية السعودية في إيران وقنصليتها في مشهد، وطالب إيران بحزم بالكف عن التدخلات في شئون الدول العربية وخصوصاً المملكة العربية السعودية.
وأوضح الاتحاد أن اقتحام السفارة السعودية في طهران وقنصليتها يُعد انتهاكاً صارخاً لكل المواثيق والأعراف الدويلة وبخاصة اتفاقية فيينا التي نصت على وجوب حماية الدول للبعثات والمؤسسات الدبلوماسية المتواجدة على أراضيها.
وطالب الاتحاد الذي يعمل كمنظمة غير حكومية ويتمتع بصفة استشارية لدى الأمم المتحدة إيران باحترام سيادة الدول العربية والكف عن التدخل في شئونها الداخلية، كما دعا كافة المنظمات العربية إلى إدانة هذا العدوان الغاشم واحترام قواعد القانون الدولي، والكف عن الممارسات الاستفزازية التي من شأنها تهديد الأمن والسلم الإقليمي في المنطقة العربية.
من جهته أشار ممثل الاتحاد في المملكة العربية السعودية المحامي - كاتب الشمري إلى أن ما قامت به إيران مؤخراً من اعتداء على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد يُعتبر خرقاً واضحاً وصريحاً لاتفاقية جنيف التي ترى أن احترام سيادة الدول يبدأ من احترام بعثاتها الدبلوماسية، وأن البعثات الدبلوماسية تظل لها قدسية دولية تتمتع بها حتى ولو كان البلدان في حالة حرب، وهو بمثابة اعتداء على أراضي الدولة نفسها.
وأضاف الشمري أن اتفاقية جنيف الصادرة في 24/4/ 1963م قد أوجبت على كافة الدول احترام البعثات الدبلوماسية وأعطتها حصانة خاصة تتمتع بها، وأن الأراضي التابعة لكل البعثات الدبلوماسية تعتبر أراضي تابعة للدولة نفسها، وأن أي اعتداء عليها من قبل الدولة المضيفة يُعد خرقاً لهذه الاتفاقية والأعراف الدولية المعمول بها على مستوى العالم بأجمعه.
وأضاف الشمري أن ما قامت به إيران قد خرج عن كل الأخلاق والأدبيات المتعارف عليها إنسانياً، فضلاً عن الأعراف الدبلوماسية التي تتمتع بنوع خاص من القداسة والاحترام، مشيراً إلى أن عمل إيران هو من قبيل الاستهتار والعمل اللا مسئول الذي وبلا شك لا ينبع إلا من سياسة حاقدة بل ومفرطة في العدوانية التي لا تحتاج لمزيد من التوضيح كون ما ظهر في وسائل الإعلام المختلفة العربية منها والعالمية أظهر الصورة الحقيقية للنظام الإيراني برمته.
وأوضح الشمري أن إيران قد خرقت وبشكل سافر المادة (61): (حرمة المحفوظات والوثائق القنصلية:
تتمتع المحفوظات والوثائق القنصلية الخاصة ببعثة قنصلية يرأسها عضو قنصلي فخري بالحرمة في كل وقت وأينما كانت بشرط أن تكون منفصلة عن باقي الأوراق والمستندات وعلى الأخص عن المراسلات الشخصية لرئيس البعثة القنصلية أو لأي شخص يشتغل معه وكذلك عن المتعلقات أو الكتب أو الوثائق المتعلقة بمهنتهم أو تجارتهم).
وختم الشمري حديثه بأن قرار المملكة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران كان أفضل رد على هذا الاستهتار واللا مبالاة التي صدرت من جانب إيران، خصوصاً إذا ما نظرنا إلى السبب الذي جعل إيران تسهل لبعض الإرهابيين المتطرفين اقتحام سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد، وأنه موضوع داخلي ليس لإيران أي صلة فيه، سوى أنها أثبتت للعالم بأسره أنها لا تنفك عن التدخل في الشئون الداخلية للمملكة، وأثبتت كذلك أن تنفيذ المملكة لأحكام الإعدام في حق مجموعة من الإرهابيين قد جاء في محله، وأنهم استحقوا تلك الأحكام كون الأصوات الناعقة في الخارج هي وحدها من نددت وشجبت ما ليس لها حق في التدخل فيه من أساسه.