فعاليات للأسر المنتجة وقطين البادية وحياة للموروث الشعبي وألعاب شعبية ومسابقات ثقافية ومعارض للجهات الحكومية ">
حائل - سلطان الشبرمي:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل أن الفعاليات السياحية مستمرة ومتواصلة وتهدف إلى جعل المنطقة في حراك اقتصادي وسياحي واجتماعي دائم بإذن الله واعتبر سموه أن مهرجان الصحراء الذي يقام بتنظيم من مجلس التنمية السياحية بالمنطقة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وأمانة منطقة حائل وجامعة حائل ووزارة الثقافة والإعلام بوابة جديدة لجذب المزيد من الزوار للمنطقة ومضاعفة العوائد الاقتصادية لمختلف فئات المجتمع. وقال سموه: إن النجاحات والإشادات التي جاءت بعد النجاح الكبير لأول نسخة ونسخه السابقة ضاعف من ثقتنا بتحقيق نجاحات اكبر في جوانب أخرى متعددة في المنطقة ستنعكس بالفائدة بإذن الله على سمعة وطننا وإكساب شبابنا مزيداً من الخبرات والتجارب الثرية في جودة التنظيم والعناية بزوار المنطقة من مختلف المناطق ودول الخليج.
وأشار سموه إلى أن إقامة المهرجان في عامه التاسع يأتي بعد النجاح الذي تحقق للمهرجان خلال النسخ الماضية وهذا يجعل المسؤولية مضاعفة لتحقيق نتائج أفضل في مستوى تنظيم الفعاليات وتوسيع دائرة المستفيدين من المهرجان من فئات المجتمع المختلفة وهذا ما لمسته من حماس اللجان التنظيمية والعاملين في المهرجان ومتابعة أعضاء مجلس التنمية السياحية بالمنطقة. في حين رفع سمو أمير حائل اسمي آيات الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين على دعمهم المستمر للمشاريع التطويرية في مناطق المملكة ومنطقة حائل سائلاً الله بأن يديم على الوطن أمنه واستقراره وتطوره، ورحب سموه بزوار الوطن وحائل وزوار مهرجان الصحراء التاسع متمنياً لهم أن يقضوا في حائل أجمل وأمتع الأوقات معربًا عن شكره لكل من دعم وأسهم بإنجاح المهرجان بجهده وماله من جهات وأفراد منوها بجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني واهتمامه الشامل الذي أسس لصناعة سياحية رائدة في مناطقنا الغالية مقدما سمو أمير منطقة حائل شكره لسمو الأمير سلطان بن سلمان ولأعضاء مجلس التنمية السياحي بمنطقة حائل وإدارة السياحة بالمنطقة وجميع اللجان والمنظمين للفعاليات والرعاة والإدارات والهيئات المتعاونة من أجل إنجاح هذا المهرجان.
فيما كشف الأمير عبد العزيز بن سعد نائب أمير حائل نائب رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة أن الفترة الماضية شهدت ركوداً في تراثنا الصحراوي وجاء مهرجان الصحراء ليوقظ هذا الركود التراثي الذي يشكل جزءاًَ من حضارتنا ليست على المستوى المحلي أو الإقليمي فحسب، بل على المستوى العالمي مضيفاً أن الاستثمار في السياحة هو خرائط قادمة لتحقيق مردود اقتصادي كبير ينعكس على الأسر المنتجة وعلى أبناء المنطقة.
وأشار نائب أمير منطقة حائل إلى أن الزائر لفعاليات المهرجان هو من يملك التقييم للمهرجان بالصورة التي يراها ولكن نحن على ثقة أن الإخوة في اللجان العاملة يعملون على تقديم الجديد والمميز الذي يعكس تراثنا الصحراوي الجميل في ظل دعم القيادة الحكيمة للوطن والمواطن.
وأكد مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بحائل الأستاذ خالد صالح السيف عن اعتزازه بمشاركة سياحة المنطقة في مهرجان الصحراء الدولي من خلال الجناح الخاص ضمن فعاليات المهرجان منوهاً بما يلقاه القطاع من الدعم والرعاية من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن أمير منطقة حائل رئيس المجلس والعمل الداعم من اللجنة المنظمة.
وأشار السيف إلى أن مهرجان الصحراء الدولي يشكل حدثاً اقتصادياً واجتماعياً مهماً يسهم في تحقيق عوائد إيجابية وينقل المنطقة لواقع أجمل من خلال استقبال أعداد كبيرة من الزوار والسياح وهذا ما نحن نحرص عليه ونقف بدعمه ورعايته.
وقال الأستاذ ماجد بن ساير الجبرين أخصائي التنمية السياحية بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة حائل ومدير الفعاليات بمهرجان الصحراء التاسع: إن المهرجان يشهد تقديم برامج وعروض يومية ومسابقات متنوعة وفنون شعبية تقام طيلة أيام المهرجان في المسرح الروماني وكذلك على مسرح منتزه المغواة المغلق. مشيراً إلى أن هذه البرامج والأنشطة تستهدف الطفل والأسرة من خلال ما يقدم على مسرح المهرجان في الفترة المسائية من عروض مميزة.
وأشار الجبرين إلى أن الأطفال وأفراد الأسر يقضون وقتاً طويلاً للاستمتاع بهذه العروض والفعاليات المميزة وزيارة الفعاليات المصاحبة كقطين البادية والهجيني ومسابقة الصقور والخيل وحياة البادية قديماً ومشاهدة ألعاب الأطفال وأناشيدهم. لافتاً إلى أهمية تنوع البرامج والأنشطة والمسابقات لتقديم كل ما يسهم في ترفيه أفراد الأسر من جميع الفئات العمرية، بالإضافة إلى البرامج الأخرى التي تستهدف فئة الشباب وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
من جهته شد «مهرجان الصحراء التاسع» أنظار الكثير من زوار منطقة حائل الذين يتوافدون للمهرجان حيث توقفوا كثيرا عند هذه الفعاليات وشهد «قطن البادية» إقبالاً كبيراً من الزوار نظراً لقوة وتميز الفعالية والتي تحكي تمثيل منازل البدو المكونة من بيوت الشعر يشاهد الزائر فيها أبرز وقائع الحياة اليومية للعائلة البدوية كالمعيشة والرعي والاحتطاب وأيضاً القوافل التجارية بالإبل واستعراضات الخيل. ويقول المخرج المنفذ لقطين البادية سعيد الجهني أن الفعالية تتحدث عن جوانب عدة منها الصلح وطريقة الترحيب بالضيف للمكان قديما وكيفية معرفة القبائل والعوائل عن طريق وسم الإبل، وأيضاً أسباب رحيل البادية والتي تعتمد على وجود الماء منوهاً بأن إبراز مثل هذه الفعاليات يدفع في إحياء التراث والعادات والتقاليد الحميدة.
كما جذبت «فعالية الأسر المنتجة» الزائرين بقطع السدو والتنسيج بألونها الرائعة وأشكالها المختلفة كذلك الحوائط التي غطتها قطع النسيج بأحجام وألوان مختلفة بخلاف الأكشاك الأخرى التي تزاول مهنة بيع الأكلات والوجبات الحائلية المعروفة والتي تشهد رواجاً من خلال زوار المنطقة «كالكبيبة والمرقوق والجريش». من جانبها أكدت أم محمد من المستفيدات من مهرجان الصحراء أن سوق الأسر المنتجة يشهد إقبالاً كثيفاً من الزائرين والأهالي وحققت المشاركات عائداً اقتصادياً مميزاً من المهرجان حيث البعض منا يصل دخلهم باليوم الواحد من «400 ريال حتى 1000 ريال»، ويأتي دعم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بهدف إشراك حرفيات حائل من الأسر المنتجة للعمل على تسويق منتجاتهن وإتاحة فتح باب الرزق لهن باعتبار أن المهرجانات من أفضل وسائل التسويق للأسر فيما لوحظ في مهرجان تنامي الحرفيات ودخول الكثير منهن بالمهرجانات ليجدن في أنفسهن فرصاً كبيرة ومستمرة واستثماراً مربحاً في مجال حرفتهن وتسويق إنتاجهن وبالتالي تكون فرصاً معززة لهن في تسويق مجالاتهن وإشراكهن بمشروعات حيوية سياحية بالمنطقة وتحفيزهن لفتح مشروعات مستقلة تديرهن بأنفسهن مستقبلاً.
وشهد «مسرح الطفل والأسرة» تفاعل حضور المهرجان بمشاركة كبيرة من الأطفال في العروض والبرامج الترفيهية والمسابقات المتنوعة التي قدمتها جامعة حائل بالتعاون مع هيئة السياحة والتراث الوطني كما تفاعل الحضور مع الألعاب والمسابقات الحركية ومنها مسابقة الطلب والبحث عن الكنز وترتيب الحروف والكلمة المطلوبة والبالونات وسرعة البديهة والتحدي ما بين الفتيات والأولاد من خلال المسابقات الثقافية، ومسابقة السرعة والوقت، في حين شارك العديد من الأطفال في تقديم أناشيد وأهازيج في أجواء بهيجة.
ولفت إلى أن «الصيد بالصقور وكلاب الصيد» السلوقي لقي إقبالاً كثيفاً من الحضور الذين استمتعوا بمسابقة إطلاق «الجرابيع والأرانب» في مساحة العرض والمقام بمنتزه المغواة بحائل. وتعد هذه الفعالية من أكبر المسابقات الإثارة في سباق كلاب الصيد «السلق» والوقوف على عادات وتقاليد الوطن والتعرف على دور جذب السياح والزوار، وهي الطريقة التي لم يعتد رؤيتها البعض ولفتت هذه المسابقة صغار السن والنساء كونها لعبه جديدة لم يعتادوا عليها، فأستهوت الكثير بالتصوير. وتعرف كثير من الزوار على الصيد بالكلاب المدربة، وطرح المنظمون مجموعة من الأسئلة للحضور عن كيفية طريقة الصيد، وطريقة انقضاض كلاب الصيد على الفريسة، وخطوات تدريبها وإطعامها، فيما طالب الجمهور بإعادتها بشكل يومي لتفاعل الكثير منهم مع كلاب الصيد. ويعد الصيد باستخدام كلاب «السلوقي» أحد فعاليات مهرجان الصحراء التاسع رياضة تقليدية قديمة مارسها الإنسان منذ آلاف السنين في شبه الجزيرة العربية، الموطن الأصلي لهذه الكلاب الصحراوية وهي من أقدم سلالات الكلاب المستأنسة في العالم، وهي تشتهر بالرشاقة والذكاء والقدرة على التحمُّل والوفاء لأصحابها. ويعود أصل تسمية كلاب السلوقي إلى قبيلة بني سلوق في اليمن وتنتمي كلاب السلوقي العربية إلى أنواع الحيوانات البرية التي تصطاد من خلال حاسة البصر بدلاً من حاسة الشم. واستخدم البدو كلاب الصيد في الماضي كوسيلة للعثور على الغذاء في الظروف المناخية الصحراوية القاسية، حيث كان يتم استخدامها جنباً إلى جنب مع الصقور التي كانت مهمتها تحديد موقع الفريسة والتحليق فوقها حتى يتسنى لكلاب السلوقي مطاردتها والإمساك بها.
في حين وجدت «فعالية الصقور» التي يقيمها عدد من الصقارة يعرضون فيها عروض طيور الصيد «الصقور» وكيفية صيدها وإطعامها حيث يقوم احد الصقارة بإطلاق طير الصقر ومن ثم دعوته لتناول طعامه من خلال ربط حمامه في حبل ومن ثم يقوم بدعوة الطير عن طريق التلويح بالحمامة للطير وهذه تسمى بمصطلح الصقار (الشلواة) ويكون ذلك بمساحات كبيرة أمام الجمهور وهو وسيلة لتدريب الصقر على الصيد بشكل يومي أمام الزوار , وتوصف هذه الرياضة بأنها امتداد للتراث العربي العريق.
وتتواصل فعاليات مهرجان الصحراء التاسع بصالة منتزه المغواة بمشاركة الجهات الحكومية «الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وجامعة حائل ومركز الإرشاد الأسري وجمعية هدكا ووزارة الصحة والحياة الفطرية وتعليم حائل والشؤون الإسلامية وإدارة الزراعة وفرع الجمعية العربية السعودية لبيوت الشباب وهيئة حقوق الإنسان ووزارة الثقافة والإعلام ممثلة بالمكتبة العامة وجمعية تحفيظ القرآن الكريم وجمعية إخاء الخيرية بالإضافة لفعالية الإنشاد عبر المسرح المغلق والتزلج على الرمال في نقود حائل».
من جانبه أكد عدد من الزوار إعجابهم وانجذابهم لفعاليات مهرجان الصحراء التاسع مؤكدين أن المهرجان بتنوعه وثراء تجارب أبناء الصحراء يعد من أوائل المهرجانات السياحية بالمملكة تكاملاً وتميزاً على مدى تنظيمه الذي انطلق قبل ثمانية أعوام وما زال يقدم برامجه بروعة وتألق ونجاح يحكي ماكان عليه الآباء والأجداد في قديم الزمان.