الحمد لله، لاشك أن إقامة الحدود الشرعية من واجبات إمام المسلمين حتى تقام الملة وتحرس الشريعة وتصان الحقوق ويؤمن الناس على أرواحهم وأموالهم وأعراضهم، فالحدود شرعها الله زواجر للنفوس الغاوية وردعا للظلمة، وقد جاء في الأثر حد يقام في الأرض خير من أن تمطروا أربعين يوما، ففي إقامة الحدود الشرعية من المنافع الدينية والدنيوية ما لا يعلمه إلا الله، فالواجب على المسلم معرفة هذه الأحكام والرضا بها لأنها من جملة الشرع الذي بعث الله به محمداً -صلى الله عليه وسلم-، وطبقته هذه الدولة المباركة التي تحكم وتتحاكم إلى شريعة الله تعالى، وهذا من أعظم أسباب ثباتها وقوتها وأمنها وصدق الله القائل {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وهذا من أعظم حكم الحدود والقصاص أن تحيا النفوس به، فينزجر الباغي الظالم، ويرتدع عن نيل حقه أو ظلم غيره لأن الشريعة كفلت له ذلك بالقصاص الذي يقيمه ولي الأمر تنفيذاً لشرع الله تعالى. فنحمد الله على إقامة الحدود في دولتنا المباركة أعزها الله بطاعته، ووفق ولاة أمرنا للهدى والسداد، وصلى الله وسلم على محمد وصحبه أجمعين.
عواد سبتي العنزي