أ. شذا عبد العزيز العجلان ">
غالباً ما يختم الناصحون نصائحهم بقول مثل «وتقرب إلى الله... بالصلاة والذكر».
فنحصر دون وعيٍ منّا ولا قصد جوانب التقرب لله بالعبادات الفردية!! وننسى أو نهمل جوانباً أخرى قد تقربنا إلى الله وربما أكثر من الصلاة والصوم والحج والذكر والاستغفار... إلخ.
كل هذه العبادات تقربنا من الله فعلاً لكنها تنحصر في اطار فردي، بمعنى أنني أنا أو أنت من يفعلها ويستفيد منها فقط لا أحد سواي أو سواك سيستفيد، وننسى أن هناك جوانب أخرى قد اُشرِكُ فيها الآخرين فأكسب الثواب والأجر وأتقرب إلى الله وكذلك اتقرب للناس فبهذا اكسب «قرب الخالق وخلقه».
والأمثلة على ذلك كثير فقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (تبسمك في وجه أخيك .. صدقة)، فالابتسامة لن تكلفك شيئاً سوى تحريك عضلات وجهك فيصبح بشوشاً مبتسماً وبها تكسب الكثير من الصدقات فكم شخصاً ستبتسم في وجهه وكم شخصاً سيرى هذه الابتسامة قصدته بها أو قصدت غيره.
كذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (في كل كبدٍ رطبةٍ أجر)، فكم من كبدٍ رطبةٍ يمكنك أن تطعم في اليوم، لا يقتصر ذلك على البشر فحتى الحيوانات تُطَعَم وفيها الأجر، كم من قط جائع في الطريق بإمكانك اعطائه بقايا لحم أو دجاج لم يعد صالحاً للاستعمال البشري وكم من طائر بإمكانك أن تضع له كسرةً من الخبز أو بقايا الأرز أو علبة ماء، فتكسب من وراء ذلك الأجر.
وأيضا (إماطة الأذى عن الطريق .. صدقة)، فيمكننا من خلال ذلك كسب الأجر والتقرب إلى الله، وكذلك يحثنا هذا على أن لا نلقي في الأساس بالأذى في الطرقات فنكسب الأجر ونكسب نظافة شوارعنا وطرقنا فنكون كمن «ضرب عصفورين بحجر» فكسبنا الأجر بإذن الله وحافظنا على النظافة ومن أهم صفات المسلم «النظافة».
هذه بعض الأساليب التي يمكن أن نكسب من وراءها الأجر بإذن الله وكذلك نكسب ود وحب الناس فننشأ مجتمعاً متحاباً متماسك لا تفرقنا نزعات فردية ولا عرقية ولا دينية، وذلك لتكاتفنا الاجتماعي وخدماتنا الاجتماعية لبعضنا البعض مما يقتل روح الحقد والكره في قلوب الجميع وننشأ بصفاء ونقاء ونساعد حقاً في تطوير وتحسين المجتمع بدلاً من الاعتماد على قاعدةٍ بالية هي «نفسي نفسي».
هذه بعض المقترحات المجتمعية والنفسية في ذات الوقت التي قد تسهم في ازدهارنا وتطورنا وقلة الخلافات والمشاكل في مجتمعنا.
علنا بذلك نصل إلى مصاف تلك الأمم التي طبقت أروع ما في الاسلام فتطورت ونمت واصبحت في المقدمة.
- محاضر بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية