ما إن أعلنت المملكة العربية السعودية إثر الأحداث المتتالية بعد أن أقامت الحد الشرعي الرباني وفق الشريعة الإسلامية على المواطن السعودي نمر النمر الذي هيأت له محاكمة عادلة دامت سنوات ووكلت له محاميا ودفعت تكاليفه وتكاليف غيره بلغ مجموعها أكثر من 15 مليون ريال وسارت المحاكمة وفق الأنظمة المتبعة في المملكة العربية السعودية وقضائها العادل ومرت قضية المواطن النمر على ثلاث محاكم، وقف النمر فيها أمام 13 قاضيا، ثم صدر الحكم عليه كما أصدر على غيره من المواطنين الذين أقرت المحكمة بخطئهم واستحقاقهم للعقاب والله يقول في محكم التنزيل {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (36) سورة الأحزاب.
لكن إيران لم ترض بحكم الله بل ذهبت أبعد من ذلك اختزلت كل هؤلاء بشخص المواطن النمر لسبب (طائفي) مقيت وتركت البقية.
وبعدها تتوالى الأحداث وتتسابق ليقوم نظام الملالي في طهران بإيعاز من الحرس الجمهوري وقيادات دولة فارس المارقة بالاعتداء على السفارة السعودية في طهران وكذلك القنصلية في مشهد لترفع إيران عقيرتها بأن هذا رد فعل طبيعي من المواطنين على ما قامت به السعودية تجاه النمر وهذا أمر يكذبه الواقع فإيران كل يوم تقمع آلاف المظاهرات وتعدم عشرات المتظاهرين وبإمكانها أن تمنع المتظاهرين من ذلك الاعتداء تطبيقا لمعاهدات جنيف بخصوص التعامل مع الممثليات والقنصليات وسفارات الدول.
ثم كيف استطاع هؤلاء المتظاهرون أن يجهزوا صور النمر ويرفعوها ويهتفون له أم أن هذا أمر دبر بليل أجيبوني بالله عليكم على من تضحك إيران على المسلمين الذين يعرفون أنها أصل ومنبع كل بلية ومصيبة، لا تبحث إلا عن الفتن وتقتيل المسلمين باسم الإسلام، فأينما وجدت المسلمين يقتلون فابحث عن إعمال أيادي ساسات وحكام إيران فيهم.
إنها تبحث عن الدولة الساسانية أو على الأقل الدولة الصفوية أو تدمير الإسلام وأمة المسلمين انتقاما من فتح الصحابة لبلاد فارس وإسقاط عرش كسرى فهم هكذا يحملون التبعات التي مضى عليها آلاف السنين على أجيال قد لاتفقه مبررا لهذا العداء لكنني أبشرهم ببشارة محمد صلى الله عليه وسلم للصحابة رضوان الله عليهم (إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله).
المملكة العربية السعودية أمام هذا العبث الفارسي في المنطقة من العراق إلى سوريا إلى لبنان إلى اليمن ثم إلى البحرين، فالمنطقة الشرقية عرفت أنها المقصودة في كل ما يدور في محيط ألاعيب إيران، وإيران ترى أن المملكة هي حجر العثرة الكبير في وجه التوسع الإيراني الخبيث وبرنامجها الخبيث في تصدير الثورة.
لذا لم تر المملكة مناصا باتخاذ القرار الحازم في زمن الحزم زمن الملك سلمان بن عبدالعزيز- أيده الله-، نعم هو القرار الذي أعلنه وزير الخارجية الجبير (قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران وطرد السفير) ثم بعد ذلك قطع العلاقات التجارية والملاحة الجوية) ولم تطلب المملكة من أي من الدول أن تحذو حذوها لكنها الغيرة على بلاد الإسلام ومعقل التوحيد والسنة وبلاد الحرمين تبعتها على الفور البحرين وكذا الإمارات بتقليص التمثيل الدبلوماسي إلى قائم بالأعمال ثم الكويت الغالية باستدعاء سفيرها لدى إيران وتسليم السفير الإيراني مذكرة احتجاج وتأييد المملكة في كل الإجراءات التي اتخذتها ضد إيران، ثم البحرين تسطر حروفا من نور بطلب من عضو البرلمان البحريني جمال أبو حسن تقطع كل العلاقات التجارية والرحلات الجوية، ثم الأردن باستدعائه للسفير الإيراني وتسليمه مذكرة احتجاج، وهكذا وأخيرا الشقيقة قطر وغيرهم من العواصم والبلدان.
لكن ما يوجب التوقف عنده طويلا صوت تنادى من بعيد إنه السودان الحبيب ليقول كلمة الفصل، وليعلن على الملأ، نحن هنا، وما يضيم المملكة يجرحنا أولا، نحن صدورنا دون بلاد الإسلام، لا والله لانعطي الدنية في ديننا.
السودان التي أقرت ذلك حكومة وبرلمانا فقد أيد القرار الحكومي سبعون حزبا برلمانيا فأصبح القرار تاريخيا لاصطفاف الشعب والحكومة معا خلفه، يقول الكاتب الصحفي السوداني فيصل محمد صالح عن موقف السودان المفاجئ للعالم بأكمله:- إن الخرطوم شرعت منذ فترة في الابتعاد عن إيران، لصالح التقارب مع الدول العربية، ومن مظاهر ذلك التقارب، انضمامها إلى التحالف العربي الرامي إلى إعادة الشرعية في اليمن.
وأضاف صالح: «موقف السودان كان ينتظر اللحظة الأنسب فقط ليعلن عن نفسه، بعدما تبلور بشكل كامل، ففي الفترة الأخيرة، كانت هناك عدة إشارات إلى تملص الخرطوم من علاقتها بإيران».
وبالرغم من الطابع المفاجئ لطرد السفير الإيراني من الخرطوم، إلا أن الشارع السوداني استحسن الخطوة، لما لها من تبعات إيجابية على العلاقة بالسعودية وباقي الدول العربية، وفق صالح.
ويشير إلى أن الشارع السوداني لم يكن ينظر بعين الرضا إلى تطوير العلاقة مع إيران، وظل يفضل تمتين العلاقات مع الحلفاء العرب الطبيعيين كالمملكة العربية السعودية..
ويستبعد الكاتب أن تتعافى العلاقات السودانية الإيرانية عما قريب، بعدما وصلت إلى درجة القطيعة، حتى وإن كان ثمة تعاون في مجال التصنيع العسكري بين البلدين. انتهى كلامه.
الله أكبر هنا نقف طويلا ونقول الأولى بالمملكة أن تعيد حساباتها مع دول لطالما وقفنا معها بل تضررت من ممارسات إيران واكتوت بنيرانها أين المواقف فالتاريخ لا يرحم والأيام دول وإيران كشرت بأنيابها وتداعت علينا بكلابها فأين موقف المسلمين مع المملكة التي لم تمن على أحد لكن (لا يشكر الله من لا يشكر الناس).
وجزى الله الشدائد كل خير
عرفتني صديقي من عدوي
نقول للعالم رسالة يفهمها الجميع الصديق قبل العدو رسالة إلى إيران وحزب الله ومن لف لفهم من دول العالم شعب المملكة مع قيادته قلبا وقالبا ووالله لو خاضت بنا قيادتنا بحرا لجيا مظلما متلاطما لخضناه معهم طاعة لله هذه عقيدتنا وهذا الذي سيحاسبنا الله عنه، ونحن سعوديون ونتشرف بهذا الاسم ولا ضير في ذلك يا حسن نصرا لله والتاريخ مليء بدول نسبت لحكامها كالأمويين والعباسيين والعثمانيين ولم ينكر ذلك، ومن مثل دولتنا السعودية وفقها الله دولة التوحيد والسنة فداؤها الأرواح والأموال والأولاد والمهج نموت لتبقى ونحن هنا.
والشعوب المسلمة يفترض بها أن تقول على الأقل كلمة الحق، وتنهى إيران عن التمادي في غيها.
موقف السودان أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن مواقفهم تجعلنا نطاول السحاب، فمواقفهم مع الفلسطينيين والعراقيين والسوريين واليمنيين مواقف تذكر فتشكر، فتحوا لهم بيوتهم وأشعروهم بالمواطنة واقتسموا معهم لقمة العيش موقف يعود بالأذهان إلى صدر الإسلام الأول وما فعله الأنصار بالمهاجرين رضي الله عنهم.
ولنا حق مشروع أن نتساءل أين بقية العرب والمسلمين الذين نتغنى بهم منذ خمسين سنة لماذا لا يلحقون بالركب نعتب عليهم عتب الأخ المحب فهم الذين قصدناهم بأناشيدنا
بلاد العرب أوطاني.. من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن.. إلى مصر فتطوان
لسان الضاد يجمعنا.. بقحطان وعدنان
نحن ننتظر والملك سلمان بن عبدالعزيز لن يتردد والعدو لا يرهبنا ونحن من يقول ويفعل وواها لريح الجنة، واها لريح الجنة، وهيهات منا أن نعطي الدنية في ديننا وصدق الله {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (160) سورة آل عمران.
شكراً للسودان بلدا وحاكما فخامة الرئيس عمر حسن البشير وفقه الله على وقفته (العمرية) وبلد السودان الحبيب مدينة وبيتا وحارة.
رجالا وكلهم رجال وأطفالا ونساء هن أخوات الرجال شكرا ملء القلب وملء اللسان وملء العين وملء الجنان ونحن وأنتم في خندق واحد موقف سجلتموه بحروف من نور، وحفرتموه في الصدور ولن ننساه لكم ما حيينا، آجركم الله ووفقكم وسدد على الخير خطاكم والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
- د. سلطان بن راشد المطيري - الرياض
phsultan2013@hotmail.com