جفنة منطقة في شمال جزيرة سيرلانكا اتخذها المتمردون ممن سموا أنفسهم نمور التاميل، والذين تمردوا على السلطة الشرعية منذ بداية الثمانينيات، قاموا بجرائم روعت الآمنين واعتدوا على المطارات ودمروا الطائرات المدنية، وأصبح الدمار والخراب يحيط بالجزيرة الصغيرة، ومقولتهم إما نحكم وإلا ليذهب الجميع للبحر، وفي مطمحهم للحكم يرددون تخليص الناس من المفسدين الذين حكموا البلاد، ولكن هذا الكلام لم ينطل على حكام سيرلانكا، فأقسم رئيسهم أن يقضي على هذه الحثالة بالضربة القاضية مهما كلفه الأمر، أولئك الذين زعزعوا البلاد وعاثوا فيها فساداً، فقضى على زعيمهم وأتباعه في معقلهم معقل الشر جفنة أواخر التسعينيات من القرن الماضي وعادت سيرلانكا مطمئنة.
السيناريو نفسه يكرره الحوثيون، حيث جعلوا من صعدة شمال جمهورية اليمن معقلاً ومنطلقاً للشر على جميع أنحاء الجمهورية اليمنية ودول الجوار، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية قلعة الجزيرة وحصنها الحصين.
فمنذ منتصف العقد الماضي وهم يعززون تواجدهم بتواجد عسكري ثقيل يكونوا دولة داخل دولة، فخاضت اليمن ست حروب كي تردعهم عن حماقتهم، بل وصل بهم أن قالوا إننا ند للمملكة التي فتحت قلبها وأراضيها للشعب اليمني وعاملتهم كأبناء الوطن لا فرق، لكنهم شنوا حرباً خاسرة في 2009م وهزموا هزيمة نكراء واندحروا إلى جحورهم.
وعندما جاءهم الدعم من محور الشر دولة الفرس، قاموا بما أخفوه، وهو الاستيلاء على السلطة بالتواطؤ مع الرئيس الخائن الذي نحي عن السلطة في 2013م بإرادة شعبية عارمة، واستغلوا الظروف الاقتصادية الخانقة في اليمن وكذا تحرير البلاد من الفاسدين، لكن سرعان ما كشف الشعب زيف هذه الأكاذيب وذلك من واقع الاعتقالات العشوائية، والسجن الكبير الذي وقع فيه الشعب من جراء الحواجز ونقاط التفتيش وتدمير جميع مرافق الحياة، فهؤلاء لم يريدوا أن يسعدوا الشعب وأن ينهضوا بالوطن، بل لدماره وخرابه وهو ما حصل في مفاوضات سويسرا، التي هي خير شاهد على أن هذه العصابة ليس لديها فكر أو عقل نير، وكذا من تآمر معهم، إنما هي عصابات إجرامية لا تنفع معها مفاوضات ولا حلول سلمية، بل حل واحد هو الضربة القاضية بهمة الشعب جميعهم ودول التحالف التي ستدك أوكارهم لينعموا اليمن بالأمن والاطمئنان ويساهم في الاستقرار العالمي.
- محمد بن ناصر الخميس