مساؤُكَ أحلامٌ. ونجمُكَ أخضرُ
وصبحُكَ شلالٌ من النور يُزهِرُ
ويومُكَ فيروزٌ يضيءُ جمالُهُ
كأنَّ سناهُ في الأباريقِ يُمطِرُ
على راحتيكَ الفجرُ، والعَبَقُ الذي
يشعُّ ضياءً في النفوسِ، ويُثمِرُ
أُحسُّكَ في قلبي، تجولُ، وفي دمي
وترحلُ في فكري، تطوفُ، وتعبرُ
فأنتَ زمانٌ لا زمانَ لوقتِهِ
وأنتَ مكانٌ في المكانِ، وتكبُرُ
خلقتَ عظيمًا مُذْ مشيتَ على الثرى
وها أنتَ في وجدانِنَا تتشجَّرُ
أرى فيكَ قعقاعًا، وعَمْرًا، وخالدًا
ومعتصِمًا لله، يدعو، ويثْأرُ
أسلمانُ، إنَّ الشعرَ فيكَ يهزُّني
فأنتَ ذُراهُ، والمَليكُ المُؤَمَّرُ
وأنتَ الذي أحفيتَ من أجلِهَِ الخُطى
وها أنت في الهيجاءِ تنهى وتأَمُرُ
رِجالُكَ في صنعاءَ ساووا صفوفهمْ
فللهِ قد صلّوا، وللهِ كبَّروا
على بَرَكاتِ اللهِ شدّوا سروجَهمْ
معَ الفجرِ، والأصواتُ تعلو وتزْأَرُ
وأنتَ تُحِثُّ الفاتحينَ على الوغى
فمَا وَهِنوا لمَّا رأوْكَ تُُدَبِّرُ
تُنَظِّمُ أبطالَ الرجالِ، وتنتقي
من القولِ، ما يُسبي القلوبَ، ويَأْسِرُ
فطورًا بجلبابِ الوليدِ مُرَفُّلٌ
وطورًا بإصرارِ الرشيدِ تُزمْجِرُ
فتاريخُ آبائي، وآبائِكَ الأُلى
أقاموا على الإسلامِ مجدًا، وعَمَّروا
أقاموهُ بالتقوى، وبالعدلِ، والنُّهى
مَشَوا فوقَ هامِ المشرقين، وأبحروا
أعدْتَ لهُ النورَ القديمَ، بِغَضَبةٍ
نِزارِيَّةٍ يعلو بها: اللهُ أَكبَرُ
وشَيّدْتَ صرحَ العدلِ، والحقِّ، بعْدَمَا
تَوَحَّلَ فيهِ الظالمونَ، وشَمَّروا
هنيئًا لأَبناءِ العُروبةِ ضيغَمٌ
بِهِ من أَبيهِ، كلُّ ما كانَ يُؤْثَرُ
مليكٌ لأََطرافِ القُلوبِ، ودَائِمًا
إلى الحَقِّ يستدني، إذا القومُ أَدْبروا
- شعر/ محمد مهاوش الظفيري