يشهد التاريخ بجميع عصوره وحقبه على سهام الغدر وأدوار العداء التي انتهجتها ساسانية وصفوية وبهلوية وخمينية (إيران) تجاه أمتنا الإسلامية والعربية، حتى استحقت أن تنال بجدارة لقب: (الجار العدو).
والتاريخ يؤكد على أن كل من وجّه سهامه نحو المملكة العربية السعودية (منذ تأسيسها وعبر أدوارها التاريخية) قد أخزاه الله ودحره، وعجّل نهايته ولم يجعل له باقية.
وعلى الرغم من سياسة الود والسلام واحترام المواثيق والعهود التي انتهجتها المملكة العربية السعودية مع الكل، إلا أن نظام إيران (الجار الخائن) قابل ذلك بالجحود والعقوق، وضرب به عرض الحائط، بل إنه تمادى وتدخل في قرارات داخلية اتخذتها المملكة العربية السعودية لأجل الحفاظ على أمنها ضد أناس امتهنوا قتل الأنفس البريئة وتفجير المساجد المقدسة متناسين قوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) صدق الله العظيم.
هذا هو منهج (إيران)، وهذا هو أسلوب إيران (الخبيثة) لأجل زرع الفتنة وتأجيج المنطقة العربية بالاضطرابات وإثارة البلابل.
وامتهنت إيران تجاوزات تخالف الأعراف الدولية من خلال اعتداءاتها الصارخة على السفارة السعودية بطهران والقنصلية السعودية بمدينة مشهد؛ وتمثيلا لسياستها الاستفزازية قامت إيران (الفاجرة) بتسمية أحد شوارعها باسم (الهالك نمر).
وحاولت إيران (الأفعى) بث سمومها من خلال تحريض الداخل السعودي لإشعال نار الفتنة الطائفية وكيد المؤامرات ضد الوطن والمواطنين السعوديين من خلال زرع الكراهية وأسباب الانقسام وإذكاء نار الحقد والبغضاء وضرب الوحدة وتفتيت اللحمة، وغاب عن أنظار إيران (الحاقدة) أن أبناء هذا الوطن بمختلف طبقاتهم هم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا.
نعم: إننا (نحن) السعوديون قد أثبتنا للعالم أجمع على اختلاف شرائحنا أن انتماءنا وولاءنا الوطني هو أسمى من بقية الانتماءات والولاءات الأخرى، و(نحن) أول جنود هذا الوطن للذود عنه في وجه كل حاسد وحاقد.
أما مملكتنا (الغالية)؛ فإنها ماضية بخطىً ثابتة ورؤىً واضحة نحو تحقيق الأمن ونشر الاستقرار، لذا فهي تتعامل بحزم وقوة للوقوف في وجه كل من يحاول المساس بأمنها واستقرارها أيًّا كان ذلك (المجرم).
وما قامت به إيران (النوّاحة) لا يعدو كونه انعكاسًا مكررًا لطبيعتها الفوضوية التي اتصف بها نظامها الإداري، فهي لا تملك سوى الغوغائية ولا شيء غير الغوغائية والتشدقية، أما الأفعال فهي لسلمان (العزم والحزم)، وخير مثال على ذلك: موقفها تجاه أنصارها في اليمن، الذي لا يعدو موقف المتفرج (على المدرج).
هذه هي (إيران) وهذا هو تاريخها الذي يجب أن تعيه كل الأحزاب الشيعية (العربية) التي زرعتها إيران في خاصرة أمتنا العربية وأوهمتها ببطولات ووعود لا تستطيع (إيران) الوفاء بها؛ لذا جاء الطرد لها من (الرياض) نتيجةً حتمية.
وسيُسجل التاريخ لسلمان العزم والحزم هذا القرار التاريخي الجريء بعد قرار (عاصفة الحزم)، آملين من الأشقاء الخليجيين وإخواننا العرب أن يحذوا حذونا في قطع علاقاتهم بدولة الإرهاب والإرهابيين (إيران).
حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه، وأدام عليها نعمة الأمن والأمان والعزة والاستقرار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
د. نايف بن علي السنيد - جامعة الجوف