خميس مشيط - فيصل الأحمري:
بيَّن عضو لجنة إصلاح ذات البين بالمحكمة الجزائية بخميس مشيط خطيب جامع سعيد أبو داهش عضو مجلس إدارة مكتب الدعوة بمركز عتود الشيخ محمد بن علي بن حصان القحطاني أنه إذا طُبقت الحدود الشرعية بين الناس عَمَّ النفع الأفرادَ والجماعات والدولة والأمة؛ لما في تنفيذها من امتثال أمر الله تَعَالَى وإقامة شرعه؛ فقد قال المولى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى}..[المائدة: 178]، ولما في تنفيذها من ردع وزجر وتخويف يُضَيِّق مجال الجريمة ويحد من انتشارها؛ قال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 179]؛ وذلك لأن من أراد القتل وعلم أنه سيقتل انزجر وذعر؛ فلم يُقْدِم على جريمته، وبذلك تحقن الدماء.. وهكذا - يا عباد الله - سائر الحدود الشرعية؛ فيها من النكاية والزجر ما هو كفيل بكفّ الناس عن الوقوع في موجباتها. وفي تنفيذ الحدود حسم الفوضى واستتباب الأمن ودفع الفتن، يقول الله تَعَالَى بعد ذكر قصة ابنيّ آدم: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.. [المائدة: 32]، وفائدة التشبيه في هذه الآية الردع القوي عن قتل نفس واحدة؛ لأنه تَعَالَى صوَّر قتل النفس الواحدة بصورة قتل جميع الناس، وفائدة التشبيه أيضًا الترغيب في إحياء النفس؛ لأنه تَعَالَى صوّر إحياءها بصورة إحياء جميع الناس.. فالمجتمع الذي تقام فيه الحدود تجده أكثر المجتمعات أمنًا وأقلها فتنًا؛ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَة. وأضاف فضليته قائلاً: ولقد علم القاصي والداني والمحب والمبغض أن هذه البلاد بحمد الله تَعَالَى آمنة مطمئنة؛ سُبُلها آمنة، مدنها على كبرها آمنة، قراها على بُعدها آمنة، الأمن بحمد الله عَمَّ الحاضر والباد، وغمر المدر والوبر، وما ذاك - بعد فضل الله - إلا بفضل تحكيم شرعة الله وإقامة الحدود الشرعية، وبين فضيلته أن ما حدث من أهل الفتن والإرجاف من اعتداء على سفارة وقنصلية بلاد الحرمين في إيران ما هي إلا حيلة العاجز، ولقد لاقت الرد الحازم من بلادنا الطاهرة حرسها الله، وما لحقها من ردود ومواقف مشرفة لأشقائنا العرب والمسلمين. وقد أراد أعداء هذه البلاد بمعملوا النكاية بهذه البلد الطاهر فرد الله كيدهم في نحورهم وجعل من هذه الفعلة الحقيرة إشراقة تعاون العرب والمسلمين ووحدة صفهم.