خالد بن فيحان الزعتر
الاعتداء على السفارة السعودية عشية تنفيذ الرياض حكم القصاص بحق عدد من المتهمين بقضايا إرهابية وتحريضية أبرزهم نمر النمر يعيد الى الأذهان حادثة اقتحام السفارة الأمريكية واحتجاز موظفي السفارة رهائن ما بعد نجاح الثورة الخومينية في - العام 1979 - في دلالة تأكيد وإثبات على أن عقلية السبعينات التي أججت الفتنة الطائفية في المنطقة وسعت إلى تغذية وصناعة الإرهاب لا تزال هي التي تحكم إيران.
إيران قبل أن تتحدث عن الإرهاب في المنطقة وتتهم الدول التي تضررت من الإرهاب كثيرا وعملت بجد في سبيل محاربة ومكافحة الإرهاب وتصفها بأنها داعمة الإرهاب عليها أن تحارب وتكافح الإرهاب في الداخل الإيراني وأن تتخلص من عناصر تنظيم القاعدة الذين وفرت لهم الملاذ الأمن والأهم من ذلك أن تتصرف بعقلية الدولة وتحترم المواثيق والاتفاقيات الدولية وليس بالعقلية الإرهابية التي لاتعرف سوى لغة العنف والفوضى،،
لايوجد في إيران تيار معتدل وتيار آخر متشدد. الأحداث تثبت يوما بعد يوم أنه لايوجد في إيران سوى تيار متطرف يحكم إيران من نجاح الثورة الخومينية ولايعرف عن إدارة الدولة والعلاقات الدولية الإقليمية شيئا سوى اللغة الإرهابية, وأكاد أجزم أن ماحدث بالسفارة السعودية بالأمس من اعتداء ماكان ليتم ذلك لولا وجود تأييد من قبل النظام الحاكم في إيران.
عند الحديث عن حقوق الإنسان التي تتشدق إيران بالحديث عنها عند النظر إلى الممارسات الإيرانية سواء في الداخل الإيراني أو في المنطقة نجد أن سجل دولة ولاية الفقيه لايؤهلها للحديث عن حقوق الإنسان فهي لاتعرف عن حقوق الإنسان شيئاً سوى استخدامها أداة لتحقيق مكاسب وأهداف سياسية, فيجب على إيران قبل أن تتحدث عن حقوق الإنسان والدفاع عن هذه الحقوق ومطالبة الدول باحترامه أن تسعى لتطبيق ما تدعو له, وأن تتوقف عن سفك دماء الأبرياء إعدامات الجملة التي تنفذها بحق الإيرانيين المعارضين لنظام ولاية الفقيه.
التصريحات الإيرانية السافرة وانتهاكها لمبادئ حسن الجوار بالتدخل في الشأن السعودي عقب تنفيذ الرياض حكم القصاص بعدد من المتهمين بقضايا إرهابية وتحريضية أبرزهم نمر النمر, والتي جاءت أغلب هذه التصريحات والتدخلات السافرة من الدائرة الضيقة التي تمسك بزمام السلطة في إيران, والممارسات الاستفزازية الإرهابية وبخاصة الاعتداء على السفارة السعودية جميعها لا تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة التي تعيش على فوهة بركان بقدر ما تدفع الأوضاع نحو التصعيد.