لم تكن إيران في يوم من الأيام تشكل خطورة إلا على نفسها، ولم تلف الحبال إلا حول عنقها.
سنوات طويلة وإيران تحاول العبث بأمن المنطقة العربية لتحدث خللاً في توازن القوى ظناً منها أن حجمها سيخوّل لها الوقوف في الكفة المقابلة للمملكة العربية السعودية.
ولكن كانت ردود الأفعال القوية من قيادتنا ترجع إيران بسياستها المهترئة لوضعها الطبيعي.
والمشهد السياسي الحالي يؤكد أن إيران وحكومة طهران فقدت توازنها بالفعل، فلم تعد تعي ما تفعله وأصبحت ردود أفعالها تحكي الاضطرابات الداخلية والخارجية التي تعاني منها..
سلسلة من الأحداث التي كانت المملكة العربية السعودية محركاً لها، جعلت إيران تفقد السيطرة على نفسها.. حقيقة لا بد أن تعترف بها طهران أنها ليست نداً يستحق أن يقف أمام كيان مثل السعودية التي لم تعد تتعامل إلا بالرد العملي المباشر والحازم لأي تطاول أو مجرد محاولة المساس بأمنها وسيادتها في المنطقة وفي العالم كله، مؤكدة أنها تملك ثقلاً يحقق توازناً في القوى، وبالتأكيد إيران ليست طرفاً في هذه القوى، وكل محاولات طهران الفاشلة لم تكن إلا حبل مشنقة تخنق به نفسها وجرّت شعبها في نفق مظلم ليس بالسهولة الخروج منه... ومحاولات تصعيدها لأزمة اليمن وتدخلها في الشأن الداخلي لليمن والمملكة العربية السعودية لم تعد تجدي ولم تجد أذناً تنصت لها، وأدركت إيران اليوم أن مليشيات الحوثي المرتزقة المأجورة لم تعد ورقتها الرابحة، وأن محاولتها للتحريض واللعب بورقة التحزبية والمذهبية داخل المملكة العربية أيضاً لم يعد مجدية وخصوصاً بعد تنفيذ حكم القصاص بالضالعين في الإرهاب، فطبق الحكم على 47 إرهابياً دون تحيز لعنصر أو لمذهب أو لجنسية، مؤكدة أن السلطة القضائية في المملكة سلطة مستقلة تماماً بعيدة كل البعد عن الطائفية والعنصرية، وأن المملكة لا تعادي جنسيات أو مذاهب ولكنها تحارب وبعنف أي فكر ضال دخيل يهدف لتشويه صورة الإسلام ويحيد عن منهج الله وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-.
خسرت إيران رهانها في كل حروبها المادية والمعنوية، هي لعبة سياسية خاضتها حكومة طهران لينكشف للعالم زيف المزاعم المجوسية، مما جعلها تكشف لنفسها ضآلتها أمام سياسة المملكة العربية السعودية، أن النجاحات والإنجازات التي حققها وطننا تحت ظل قيادته الحكيمة، تثبت أن الخط الواضح لسياسة المملكة العربية السعودية وطريقة إدارتها للشأن الداخلي والخطوات التي اتبعتها في محاربة الفكر الضال خلال السنوات الماضية كانت خطوات ثابتة مدروسة بدءاً بإنشاء مركز المناصحة، مروراً بالتوعية عن طريق الحملات التثقيفية والإعلامية لكشف زيف الأفكار الدينية المتطرفة البعيدة كل البعد عن نهج محمد -صلى الله عليه وسلم- في التعامل مع الآخر، وأخيراً إنزال أشد العقوبة على المارقين عن الطريق القويم.
لم يعد لدى طهران أوراق تستطيع اللعب بها، فالمجتمع الدولي برمته يعرف تماماً معنى وجود كيان سياسي يسمى المملكة العربية السعودية وأهمية وجوده لتحقيق التوازن وأهميته في استتباب أمن المنطقة.
واتضح للعالم كله أن المملكة العربية السعودية تسير بخطى ثابتة، بخطط محكمة لتحقيق أمن فكري مستدام يعزز من بنيته التحتية، وستحقق تطلعاتها الممنهجة في محاربة الإرهاب من خلال إنجازاتها التي حققتها خلال السنوات الماضية والمقبلة -بإذن الله-، وما مباركة الشعب السعودي لكل ما تصدره حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- إلا دليلاً واقعياً على ذلك التوازن للمملكة العربية السعودية داخلياً وخارجياً الذي أفقد إيران وأذنابها السيطرة على ردود أفعالهم، هذا التوازن الذي بالتأكيد إيران لن تكون في يوم من الأيام طرفاً فيه.
نورة مروعي عسيري - أبها