المملكة في ريادتها للأمة تؤكد منهجها الأصيل في خدمة الإسلام والمسلمين ">
باكستان - خاص بـ«الجزيرة»:
أجمع عدد من رؤساء الجمعيات والجامعات والهيئات الإسلامية في باكستان على تفرد المملكة وريادتها في خدمة الإسلام والمسلمين في شتى المجالات الشرعية والدعوية والإغاثية والإِنسانية والتعليمية والاقتصادية وغير ذلك.
وقالوا إن جهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - تتواصل في مد يد العون والمساعدة للمسلمين في كل أصقاع المعمورة، والذّب عنهم ومساعدتهم في حل مشكلاتهم وقضاياهم، مشيرين إلى ما تضطلع به المملكة في خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار وتوفير كافة الإمكانات المادية والبشرية لراحتهم ليؤدوا مناسكهم على أكمل وجه.
ورحبوا بتشكيل التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي جاء تحقيقاً لرغبة الأمة الإسلامية، وأن من آثاره الإيجابية التصدي للفتن والمؤامرات التي يكيدها أعداء الأمة ستظهر بحول الله وقوته.
اليد الطولى
يؤكّد الدكتور ساجد مير الرئيس العام لجمعية أهل الحديث المركزية في باكستان أن للمملكة دورا رياديا في دعم قضايا المسلمين، إِذْ تحاول دعم قضايا المسلمين العامة وتعقد الاجتماعات من فترة أخرى لإظهار اهتمامها بأمور المسلمين في أنحاء المعمورة. وقد قامت بعقد اجتماع متعلق بالأرض مينمار. كما تساعد المضطهدين في أنحاء العالم وتتميز عن غيرها بدعمهم. فقد دعمت أهل أفغانستان، والعراق وساهمت في إعادة بناء الأماكن المتأثرة المهدمة. كما ترسل مساعدات مستمرة لأهل فلسطين، وعملت ما في وسعها لمساعدة المضطهدين في دينهم في بلاد مينمار.
وهي التي تدعم المنكوبين بالزلازل والآفات الطبيعية سواء أكان ظهورها في آسيا أو في أفريقيا أم في أي قارة اخرى، فالمملكة تكون دائماً في مقدمة من يقف مع المتضررين، ولا ننسى ما أعلنته المملكة مؤخراً من تشكيل التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب والقضاء على بؤره، وهو استجابة لمتطلبات ورغبات أبناء الأمة الإسلامية في محاربة الإرهاب واقتلاعه من جذوره.
وللمملكة اليد الطولى في بناء المساجد والمراكز الإسلامية في العالم ولا سيما في أمريكا وأوروبا حيث يوجد الآن في العالم ما يزيد على 210 مراكز إسلامية تابعة للمملكة في أنحاء العالم، وما يزيد على 1500 مسجد يقوم عليه أهل التوحيد. كما قامت بخدمة أهل باكستان بالخصوص بنشاطات مشكورة منها إنشاء جامعة باسم الجامعة الإسلامية العالمية في مدينة إسلام آباد وغير ذلك من المراكز الإسلامية وآلاف من المساجد في كثير من المدن، إضافة للعمل الإغاثي الجبار حين الفيضانات والزلازل في باكستان.
دعوة وإغاثة
وقال ساجد مير: إن أهل باكستان يعرفون قدر المملكة ويشكرون جهدها ولاسيما جمعية أهل الحديث المركزية في باكستان التي تقوم على نشاطات دعوية وإغاثية وتعليمية في أنحاء باكستان، من إشراف على جامعات وإنشاء مراكز دعوية، ومساعدة المحتاجين. كما قامت بإنشاء قناة بيغام الفضائية التي يمكن مشاهدتها في العالم كله، وتنشر موادها حالياً بلغتين: الأوردية والبشتو. ورؤية الجمعية المستقبلية هي طلب استمرار الدعم المادي والمعنوي للجمعيات والجامعات والمدارس الدينية التي يشهد التاريخ وقوفها الدائم مع المملكة وقضاياها، وكذلك مداومة التواصل مع القادة والوزراء والعلماء والمؤسسات الدينية والتعليمية بالمملكة حرصاً على تقوية مكانة بلاد الحرمين الشريفين وليكون ذلك سدّاً منيعا ضد ما تثيره الدول المعادية للقادة والاخوة بالمملكة العربية السعودية. وكذلك من الروية إيصال قناة بيغام إلى العالم كله عن طريق القمر الصناعي خصوصاً أوروبا وأمريكا، وبداية قنوات بلغات أخرى من لغات شبه القارة الهندية.
وأوضح الدكتور ساجد مير أنه ما زالت المملكة العربية السعودية تقدم جهداً جباراً في خدمة ضيوف الرحمن وتبذل وسعها في توسعة الحرمين وتهيئة الخيام ومقرات الحجاج، ليتسنى للجمع الغفير من ضيوف الرحمن أن يسكنوا بأمان في أرض صغيرة. كما أن لها يداً كبرى في خدمة القرآن الكريم وذلك بإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الذي يقوم بطباعة المصحف الشريف لينشر بعد ذلك ويرسل إلى أنحاء العالم، تحت تدقيق مشدد من قبل لجنة متخصصة تدقق الطباعة والمادة والجودة. لا يقتصر عمل هذا المجمع على طباعة القرآن الكريم بل يشمل التفاسير والتراجم مختلفة اللغات كتابة وسماعاً.
قمع الإرهاب
ومن ناحية أخرى قال رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ محمد طاهر محمود أشرفي، ان العلماء في باكستان يرحبون بالخطوة الجادة المتمثلة في تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب التي تأتي امتداداً للجهود الدولية لمحاربة الإرهاب ومكافحته، مشيراً إلى اتفاق جميع علماء باكستان على حاجة الأمة الإسلامية الماسة إلى مثل هذا التحالف لمكافحة الإرهاب، وأن العالم الإسلامي أجمع يدرك أهميته، بعد أن عصف الإرهاب بالبلدان الإسلامية، حيث إن الإرهاب بات من أكبر التحديات التي تهدد العالم برمته، والدول الإسلامية على وجه الخصوص، وأن اتخاذ خطوة جادة من هذا النوع، ضمن العديد من الخطوات الدولية، سيكون لها بالغ التأثير في مستقبل الحرب على الإرهاب بشتى أشكاله وصوره.
وأعرب رئيس مجلس علماء باكستان عن ثقته بأن يثمر هذا التحالف - بإذن الله تعالى - عن نتائج إيجابية، من شأنها قمع الإرهاب، وتجفيف منابعه، ووقف النزيف من جسد الأمة الإسلامية، وردع الذين يرتدون أقنعة الإسلام ويسيئون إلى سماحته وعدله، داعياً حكومات الدول الإسلامية إلى دعم هذا التحالف بجميع السبل الممكنة، وتأييد قراراته التي ينتظر - بعون الله - انعكاسها إيجابياً على الأمة الإسلامية، ولاسيما أنه ينطلق من مبدأ التعاون على البر والتقوى، وسيسهم في تماسك كيان الأمة.
المنهج القويم
وبيّن الشيخ عبد الواحد عبد الله مدير عام جامعة دار العلوم بلتستان غواري في باكستان إن المملكة العربية السعودية قامت بدور مهم في حل قضايا المسلمين في العالم بأجمعه وبالأخص مشاكل المسلمين في باكستان وما حولها، حيث قامت بجانبها في قضاياها في المحافل الدولية وشدّت من أزرها وأمدتها بكل ما أوتيت من الخيرات في أزماتها ودعمت مؤسساتها المختلفة خصوصاً المؤسسات التعليمية وكان لها النصيب الأوفر في دعم التعليم الديني والدعوة الإسلامية، وهذا هو السبب أن المسلمين يتجهون بأنظارهم إلى المملكة في وقت أزماتهم لأنهم يرون أن المملكة وما حباها الله من النعم الوافرة والقيادة الصالحة جعلتها في خدمة الحرمين الشريفين لجديرة بأن تكون الرائدة للعالم الإسلامي وأن تكون لها حق القيادة للمسلمين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ووليّ عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ووليّ وليّ العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظهم الله ورعاهم - . ونوّه مدير جامعة دار العلوم بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري الذي سيكون له آثار إيجابية قوية ضد ظاهرة الإرهاب التي عانت منها البلدان الإسلامية، والمملكة العربية السعودية سباقة على الدوام لكل ما يحمي أبناء الأمة الإسلامية من الشرور والمخاطر.
وما تقدمه المملكة من خدمات في مجال التعليم والتربية، وتوحيد كلمة المسلمين وحلّ مشاكلهم لا تعدّ ولا تحصى، وهي تقوم بدورها الريادي منذ مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - وإلى يومنا هذا، ومنطقة جلجت بلتستان الواقعة على حدود الصين أقصى شمال باكستان خير شاهدة على جهود المملكة حيث تخرج عدد كبير من أبنائها في جامعات المملكة ويقومون بتعليم وتربية الناشئة على المنهج القويم منهج السلف الصالح وتصحيح المفاهيم الخاطئة تجاه العقيدة والمنهج والسلوك، وأن مكتب الدعوة بسفارة المملكة العربية السعودية في باكستان لها جهود مباركة في مؤازرة الدعاة والعلماء وطلاب العلم ومساعدتهم في نشر العقيدة الصحيحة ومناصرتهم والوقوف بجانبهم وتفقد أحوالهم بحكمة وإخلاص، وتقديم كل ما من شأنه رفع معنوياتهم وإقامة برامج مشروع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لتفطير الصائمين في المنطقة كل سنة، ونؤمل أن يستمر الدعم والمؤازرة بتعيين الدعاة الجدد في المنطقة، وإقامة الدورات التدريبية واللغة العربية والندوات العلمية، وملتقى العلماء، ومسابقة القرآن الكريم وغيرها من البرامج النافعة لأبناء المنطقة ودعاتها.
وأننا ندعو الله تعالى أن يحفظ المملكة العربية السعودية ومليكها وقادتها وعلماءها وشعبها من كل سوء ومكروه، ويديم أمنها وأمانها واستقرارها إنه وليّ ذلك والقادر عليه.
أعمال جليلة
ويقول الشيخ سعيد يوسف محمد يوسف أمير جمعية علماء الإسلام بكشمير الحرة: بحمد الله تعالى لا يخفي على أحد مِنا أن حكومةَ المملكةِ العربية السعودية وفقها الله تعالى تُقدِّمُ خَدَماتٍ جليلةٍ للعالَم الإِنساني عامةً وللإسلامي خاصةً، وتبذلُ قُصارَى جُهدِها لتكون كلمةُ الله هي العُليا في هذه المعمُورة، وأن تكوين التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ومقرّه الرياض لهو خطوة مهمة لدحض ربط الإرهاب بالإسلام، وهو خطر يهدّد الأمة وشعوبها، ولا بد من التّصدّي له ومحاربته وهي خطوة شجاعة كريمة من المملكة العربية السعودية. وهو استمرار لجهودها المشكورة وأعمالها الجليلة لإعلاء كلمةِ الله في العالَمِ الإِنسانيِّ كلِه، فمكاتبِ الدعوة في العالم الإسلامي خصوصاً في باكستان بإسلام آباد تحت رعاية فضيلة مدير مكتب الدعوة الشيخ محمد الدوسري الذي له علاقةٌ وطِيدةٌ مع العلماء ذو تواضع أهل العلم ورحيب الصدر كأهل الكرم ومكتب إسلام آباد دائماً يهتم اهتماماً بالغاً بأمور إخوانهم في بلدهم الثاني، وعلى هذا من عمق قلبي المتواضع أقدِّمَ خالصَ الشُكرِ والاِمتنانِ لبلدِنا الثاني الحبيب المملكةِ العربيةِ السعوديةِ، أدام اللهُ أمنها واستقرارَها ورَخاءَها، حكومةً وشعباً وعلى رأسهم الأسرة المالكة وخادم الحرمين الشريفين الملِك سلمان بن عبد العزيز - أدام الله ظله على الأمةِ الإسلاميةِ - على مُساندتِهم لباكستان ووقوفِهم معها في جميعِ ميادينِ الحياة، خاصة كما نرى مسجد الملك فيصل بإسلام آباد ومسجد الملك عبد العزيز في مظفر آباد ومسجد الملك فهد، وهذا تذكار دائم للشعب الباكستاني ولم لا؟ فهُم أشِقَّاؤنا الذين لم تلدْهم أمهاتُنا ويَصْدُق عليهِم قولُ الحبيبِ - صلى الله عليه وسلَّم - «واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه»، فلا عجبَ في ذلك فَهُمْ أبناء الذين قال اللهُ تعالى فيهم «رحماء بينهم»، ولا غرابةَ هذا علينا فَهُمْ من سُلالةِ من قال الله تعالى فيهم «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة»، فجزاهم الله عنا خيرَ الجزاء وأحسنَه وباركَ في أعمالهم وزادَ عليهم من فضلِها، كما نسألُه سبحانه أن يوفقَ قادةَ جميعِ بلادِ المسلمينَ في ما يحبُه ويرضاهُ، وأن يهديَهم صراطَه المستقيم، وأن ينصرَ بهِمُ الحقَ، ويخذُلَ بهِمُ الباطلَ، وأن يشرحَ صدورَهم للاستقامة على دينِه، كما نسأله - عز وجل - أن يوفقَ علماءَ الأمة لما يُحبه ويضاهُ ويجعلَهم هداةً مهتدين ويجمعَ بهِم شَمْلَ المسلمين ويُعليَ بهم كلمتَه وينصرَ بهِمُ الدين.
ثانياً: كما نعرف أن المسلمينَ اليومَ بل العالمِ كلُّه في أمس الحاجةِ إلى العلماءِ العامِلين والدعاةِ الصالحين، الذين يدعونَهم إلى كتابِ ربِهم وسنةِ نبيهم، ويوضّحون لهُم معاني كتابِ الله وسنةِ رسولِه من المنهلِ العَذبِ الصافي، ويُبيِّنون لهُم سيرتَه عليه الصلاةُ والسلام، وسيرةَ أصحابِه رضي الله عنهم وأرضاهم، ويُفسرونَ دينَ الله ويُظهرونَ محاسنَه ويَكشفون حقيقتَه، واللهِ لو عرَفَه الناسُ اليومَ على حقيقتِه لدخلوا فيه أفواجاً، كما دخلوا فيه أفواجاً بعد ما فتح اللهُ مكةَ المكرمةَ لنبيهِ عليه الصلاة والسلام.
ثالثاً: أرى المزيد من التعاونِ لباكستان أن نقيمَ معكم عَلاقاتٍ قوية، واتّصالاتٍ دائمة بين العلماءِ والدعاة، لتبادُلِ الآراءِ والتجارِب وتذليلِ العقَبات والصعوبات المادية والمعنوية، وأيضاً التواصُل والتوافُق بينَ المؤسسات الدينية بباكستان والجامعات والوزاراتِ العريقة بالمملكةِ العربيةِ السعوديةِ في المجالاتِ التعليمية والدعويةِ والتربوية.
واضحة للعيان
ورحّب نائب الأمير الأول لجمعية أهل الحديث الشيخ عبد العزيز حنيف بالإعلان المتضمّن تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب الذي يأتي تحقيقاً لتطلعات الأمة الإسلامية في رد العدوان الإرهابي الذي طال الحرث والنسل وترويع الآمنين وقتل الأنفس البريئة. وحينما يقوم التحالف الإسلامي العسكري سيكون رادعاً قوياً لمواطن الإرهاب ومثيري الفتن. وهي استمرار لريادة المملكة العربية السعودية في خدمتها للأمة، مشيراً إلى جهود المملكة في خدمة باكستان واضحة للعيان ومواقفها الإِنسانية منذ استقلال باكستان وهي لا زالت حيث تقف معنا على الدوام في الأوقات العصيبة التي تمر بها، وذلك للروابط والعلاقات بين البلدين الشقيقين التاريخية والدينية والثقافية والإِنسانية، ولن تنسى باكستان خدمات المملكة العربية السعودية لما شهدت باكستان أكبر الكوارث والنكبات والمتمثلة بكارثتي الزلزال والفيضانات، وهي كانت أول من لبت النداء في كارثة زلزال عام 2005م، وبادرت إلى تقديم المساعدات للمتضررين ببناء الجسور لنقل المواد الإغاثية وكل ما يحتاج إليه المتضررون والمنكوبون من خلال خمسين طائرة شحن جوي وكذلك تم شحن مواد إغاثية عبر الشحن البري، ومع هذه الجهود كلها أعلنت المملكة عن تقديم مساعدات إضافية بمبلغ مئة وخمسين مليون ريال، وأنشأ مكتب في إسلام آباد باسم الحملة الشعبية السعودية لمساعدة المتضررين ولازال المكتب يعمل للإشراف على المشروعات العمرانية، وفي عام 2010م أصيبت باكستان بكارثة الفيضانات والتي دمرت آلاف المدن والقرى، وكانت خسائرها أكثر من «تسونامي»، وفي هذه المرة أيضاً هبت المملكة حكومة وشعبا لمساعدة الشعب الباكستاني وساعدت الشعب الباكستاني مساعدة يعجز عن وصفها اللسان، ومواقفها الإِنسانية المتميزة لا يوجد لها مثيل على أي بقعة أخرى من بقاع الأرض، ونتمنى من حكومة المملكة العربية السعودية الاستمرار في دعم الدعوة والعلماء بتعيين الدعاة إلى الله في جميع الأقاليم الباكستانية، وإقامة الندوات العلمية والدورات التدريبية.
منهج واضح
ويؤكّد حنيف ان جهود المملكة العربية السعودية في العمل الإِنساني وخدمته لشعوب العالم أجمع واضحة للعيان وأصبحت مثلا يحتذى به وهذه الجهود تعبر عن الأسس المتينة التي قامت عليها المملكة العربية السعودية من خلال رسالتها الإِنسانية النابعة من تعاليم الإسلام في تقديم المساعدات الإِنسانية للمحتاجين في أنحاء العالم بدون تمييز وبكل حيادية، وتعمل المملكة منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - باستمرار خدمة الإسلام والمسلمين ونشر الدعوة الإسلامية، وبناء المراكز الإسلامية والتعليمية، والهيئات، والمؤسسات الإسلامية في جميع أرجاء المعمورة دعما للمسلمين في كل مكان، ونصرة لقضاياهم، إلى جانب تقديم المنح الدراسية لأبناء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها للدراسة في الجامعات والمعاهد السعودية، وكذلك تقديم المساعدات المادية والعينية، وجهود المملكة تأتي ضمن هذا النهج القويم الذي رسمه قادتها منذ عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - إلى وقتنا الحاضر ويظهر فيه بجلاء التزامهم بالكتاب والسنة التزاما تاما.
كما أن المملكة العربية السعودية منذ نشأتها تعمل على حشد وتكريس قدراتها لخدمة العالم الإسلامي وتعتقد أن التكافل الإسلامي هو السبيل لاستعادة مكانة المسلمين ومجدهم وعزتهم وسؤددهم. وفي سبيل تحقيق التضامن الإسلامي سعت المملكة العربية السعودية وبادرت مع شقيقاتها الدول الإسلامية بإقامة منظمة من المؤسسات الإسلامية الحكومية وغير الحكومية ومنها رابطة العالم الإسلامي في عام 1962م، ومنظمة المؤتمر الإسلامي في عام 1969م ومن أهم أهداف المملكة بتأسيس مثل هذه المنظمات بذل الجهد لتحقيق التضامن الإسلامي، ومفهوم الأمن الجماعي للدول الإسلامية، والعمل على تسوية المنازعات بين الدول الإسلامية بالطرق السليمة، وتقديم المساعدة والإغاثة العاجلة للدول الإسلامية المنكوبة والمعونات الاقتصادية للمجتمعات الإسلامية ذات الإمكانيات المحدودة، وكذلك توفير الدعم المادي والمعنوي للدول الإسلامية من خلال المساهمة السخية في بناء المساجد وإنشاء المراكز الحضارية الإسلامية.