ملامح
صبغت شعرها بلون شعورهم بدت مثلهم تحمل نفس الملامح تزيت بزيهم.. مشت على أسلاك الجمر.. داخلها ثقب عميق من الألم.. لم ينتهِ عزاؤها.. في القلب غصة لعالم قديم يرسو بوجع مقيت.. شجرة الظل تبقى وحيدة بلا أنيس.. لأن الفأس تجز الشعور.
رياح
ازرع نبتة من وردٍ لم يسمِ إلى الآن..ربما عشبة برية تغار.. أو سعفة نخل تهفو على الكرب بشعور مريب.. هناك حيث البحر يرمي بموجه على الساحل.. صوت نوارس بيضاء لا ينقطع.. في البرية الواسعة يقف رمح ينتظر قبضة ريح تحمله إلى مفازات تتيه عندها الشواطئ.. وما بين اضمحلال العصر ومجيء المغرب أوقات كثيرة تنتظر قدوم الغائبين.. لترسم على أكرة الباب صورة مسبحة تتدلى بشغف تعويذة.
رتابة
أفكر أن أخرج.. أغير من نمط الرتابة.. الشوارع الفسيحة.. تكتظ بالسيارات المتوقفة جراء الازدحام.. شرطي المرور بلا صفارة.. الشمس تميل نحو الغروب.. يتمدد ظل البنايات.. وعند مفترق الطرق تكون شهقة صوتكِ أنصاف للنخلة الباسقة عند الاستدارة.
سؤال
تتهادى نسمة باردة.. ما بين باب لم يوصد.. وجسدي المنكمش تحت وطأة انحسار الدثار.. في الزاوية قطة بيضاء تموء بصوت ضعيف.. المصباح المعلق أعلى الجدار ضوءه متذبذب لعدم استقرار التيار.. يأتي نداء من الغرفة المجاورة: أما زلت مستيقظا أم عدت إلى النوم.. أتحسس فكي الأعلى لم يتبقَ سوى أربع أسنان لا تجيد المضغ.. يعاود السؤال: الصمت يكرس مواء خافت.
أحاسيس
جمرة احتار بها.. أخبئها في قميصي فينزف صدري.. أحاسيس مشتعلة.. هنا في هذا المكان.. حيث البرد يضع أصابعه.. على وهج الأمسيات.. تكونين رغبة من دفء لا ينضب.
- صالح خلفاوي