مواقع التواصل (السوشيل ميديا) معارض مفتوحة دون تكلفة ومجال للتسويق ">
قبل أعوام وبالتحديد بعد انطلاقة الفن التشكيلي بشكل بارز وملفت في السبعينات الميلادية وبداية الثمانيات كان للمعارض الفردية للفنانين حضور متميز ومثير ومؤثر وباعث للتنافس بدءا بالفنانين ارواد مرورا بالجيل الثاني وصولا إلى اقرب الاجيال لهذين الجيلين إلى أن بدأت تتراجع هذه المعارض وتوقف الفنانون المهمون في هذا الجانب الذين كان لمعارضهم الدور لكبير في اثراء الساحة من خلال ما يقدمونه من تجارب ومواضيع تستحق الزيارة.
هذا الواقع أخذ في التبدل والتراجع للعديد من الأسباب من اهمها قناعة اولئك الفنانين بعدم جدوى مثل هذه المعارض في الداخل على الوضع المعتاد والتي تبدأ وتنتهي دون مردود مادي في وقت تشح فيه الصالات واماكن العرض, حيث يلجأ البعض في تلك الفترة للأندية أو الفنادق.
تجربة الصالات الفنية.. غير مستقرة
وفي مرحلة لاحقة ومع بداية انشاء صالات العرض في الرياض وفي جدة والخبر، التي توقف الكثير منها في فترات متوالية نتيجة للخسائر التي تلحق بها لسوء التسويق وعدم الإقبال على المعارض التشكيلية والتكلفة التي تتحملها تلك الآلات من إيجار وخلافه، يستمر بعضها حاليا خصوصا التي يمتلك اصحابها مواقع تلك الصالات فتكون التكلفة اقل وما يمكن تحصيله من المعارض يسعد مكسبا ولو لتغطية تكاليف المعرض من حيث الكهرباء والصيانة.
ورغم وجود هذه الصالات الحالية الا أن ما يقام فيها من معارض يجد النقد وعدم الرضى من المهتمين بائقة لمجتمع والارتقاء بمستوى ما يعرض من اعمال إذ إن بعض تلك الصالات لا يضع لتلك المعايير أي اهتمام مقابل ما يمكن كسبه مقابل العرض فظهرت الكثير من المعارض اقل من المأمول، يقابله اهتمام البعض الآخر من الصالات التي تهتم بالقيمة الفنية وجودة العمل ومستوى التجربة والخبرات التي لا تقيم سوى معرضين أو ثلاثة في العام يضاف لها معارض مستضافة إما عالمية أو عربية، فتحتفظ تلك الصالات بقيمتها ومقوماتها وشروطها التي جعلت لها خصوصية يحترمها الفنان وترفع من حضوره وإقبال المقتنين.
السوشيل ميديا..
المعارض مفتوحة
اما في عالمنا الحاضر والمتجدد فقد أصبحت منافسة تلك الصالات أمر واقع عبر سبل (بالسوشيل ميديا) مع أنه لا يقارن بأسلوب عرض الصالات التي يرى فيها المقتني الأعمال مباشرة بكل تفاصيلها الونية والتكنيكية ومعرفة عيوبها، عكس ما يعرض في الوسائط أو صالات العرض الافتراضية من صور تصل الدقة فيها والتبهير إلى السبعين بالمائة.
هذا العالم الذي يتمثل في (الفيس بوك) أو (الانستقرام) التي اصبحت سبل لعرض لوحات الفنانين وتسويقها أو اليوتيوب الذي يمكن للفنان به إعداد معرض افتراضي يتجول المشاهد من خلاله على معرض متعدد الصالات وبتشويق عال المستوى يتلقاه المقتني بكل سهولة يتبعها اتصال بالفنان عبر الرقم المرفق بالعرض أو بصفحات الفيسبوك أو الانستقرام إضافة إلى ما يتم إنشاؤه من مؤسسات تختص بتسويق اللوحات من خلال هذه السبل عالميا.
الغث والثمين والمزادات مفتوحة
هذا العالم الذي أصبح متاحاً لكل المستويات والخبرات والتجارب فهناك كثير من الفنانين يستعينوا لتسويق أعمالهم بهذه التقنيات وجدوا إقبالا لا بأس به مع ما يشوب العرض من علو قيمة اللوحات، منحت الأعمال الضعيفة لهواة الفن وليس محترفيه ايضا فرصة للتسويق استغلالا لاختلاف الآراء وإمكانية وجود من يعجب بتلك الأعمال الفنية رغم ضعفها إضافة إلى رخص ثمنها خصوصا للمقتنين الغير مهتمين بقيمة الفنان وخبراته وبالقيمة التاريخية للفنان واللوحة واعتبارها إرث أو سلعة يمكن استثمارها.