إبراهيم الطاسان ">
لو لم يكن النفاق السياسي نصيراً لكل من يعصف باستحقاقات واستقرار الشعوب، لما عانى الشعب السوري خمس سنوات من القتل والتشريد والتجويع لمجرد أنه نشد حظه في الحياة من خلال حقه بالأمن والأمان والحياة الكريمة التي حرم منها على مدى أربعين سنة. ومع ذلك ظل العالم المسمى بالقوى الكبرى تتبارى في رسم سياساتها بحذلقة دبلوماسية تستهدف غاياتها المرسومة على حساب معاناة الشعب السوري. ومضت الخمس السنوات حتى يصدر مجلس الأمن قراراً لم يخرج في إبهامة ومراميه عن الغايات المرسومة. بينما الحال اليمنية وهي التي لم يمض عليها قرابة الثمانية الأشهر، ومع ما أظهره الحوثيون وحليفهم على عبد الله صالح خلال (جنيف 1 وجيف 2) مع أنهم خارجون على الشرعية المعترف بها دولياً، ومتمردون على القرارات الدولية، بما فيها القرار 2216 لعام 2015م وهو القرار الوحيد الذي تتناوله ذاكرتي ومحفوظاتي الذهنية أنه القرار الذي صيغ بعبارات واضحة موصلة للغايات دون لبس أو تأويل، أثبت التشاور حول تطبيق القرار أنهم محترفو مخادعة ومماطلة مع غباء دبلوماسي ظاهر يحف مواقفهم ومحاوراتهم وتصاريحهم وبياناتهم، ابتداءً من تنكرهم للشرعية الدولية بعدم اعترافهم بالقرار وبعد ضغط الوقائع على الأرض نهجوا منهج التأويل والتحويل حيال معنى وأولويات وآليات تنفيذ القرار، وحينما واجهتهم بوادر النهاية المحتمة بتحرير الجوف وهم في قاعة الاجتماع، مارسوا السوقية على موظف أممي ، مع إصرار على قتل الشعب اليمني في تعز بالجوع والمرض والعطش بفرض الحصار الذي لم تمارسه دولة الكيان الصهيوني بنفس المستوي على الشعب الفلسطيني، لنسمع عن أعمال آخر يوم من الاجتماع عن ضغوط هائلة على الشرعية اليمنية بطلب استمرار وقف إطلاق النار. وكأن المفاهيم مقلوبة، فهل دواعي وقف إطلاق النار أن الحوثيين وحليفهم استمرؤوا ضعف مواقف الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن حيالهم وحليفهم الإيراني ،حتى تمريغ قراراتهم الأممية تحت بساط مليشيات الحوثي وحلفيه؟ أم هي إرادة لتأصيل قاعدة دولية تجيز سلب الشرعية بالاستيلاء والقوة متى ما كانت تخدم غايات تصب في مصلحة دولة أو أكثر من الدول المهيمنة على المشهد الدولي؟ الضغوط على الشرعية اليمنية ليست بريئة من مساع إيرانية تقف وراءها ممن صدرت .إن الله ينصر الحق وسيخزى أعداءه. ولولا النفاق السياسي لما قبلت أي دولة تحترم القانون الدولي وما يصدر عن المنظمة الدولية بأتمارس ضغطاً على طرف من الأطراف ليخترق أو يتجاوز قراراً دولياً صدر بموجب البند السابع. ولم نعرف من امتهن القرارات الدولية إلا الكيان الصهيوني. مما يوحى أن الحوثي وهو ذراع فارسي صنو للكيان الصهيوني فكل منهم يتناول امتهان القرارات الدولية من إناء واحد. وهو إناء عدم احترام الشرعية.. يرجى أن لا يخضع للضغوط فلإيران إربة وغاية من خلال مخالبها الحوثية. والدول التي تمارس الضغط على الشرعية اليمنية تستهدف مصالحها مع إيران وليس رحمة وعطفاً على الشعب اليمنى المحاصر. وقد تتجاوز غاياتها غايات إيران إلى غايات أكبر في خليجنا العربي.