إن ما تحقق- ولله الحمد- في قترة قصيرة منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - التي هي في عامها الأول ولكن المنجزات فيها تعادل سنوات من الجهد والعمل المخلص، لقد اتسمت قيادته- حفظه الله- بالحزم والصدارة والمبادرة والفعل قبل القول لما يتمتع به حفظه الله من حكمة وحنكة ودهاء سياسي - مخلوقة به وصفة وهبها الله ومنحه إياها - وإدارة ومعرفة وخبرة اكتسبها من المؤسس والده الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومن مساهمته ومشاركته في الحكم والعمل السياسي على المستوى الدولي والمحلي مع إخوانه الملوك السابقين عليهم مغفرة الله ورضوانه.
لذا اتسمت الدبلوماسية السعودية في عهده الميمون بالنشاط والحيوية والفاعلية المؤثرة والحكمة لمواجهة كل الأخطار والتهديدات المحلية والإقليمية التي تهدد أمنها وأمن المنطقة والعالم مستفيدة من رصيدها الجيد في مصداقيتها ومتانة علاقاتها الدولية لكل الدول العربية والإسلامية والصديقة المؤيدة للحق والسلام ومكملة لما حققته المملكة من نجاحات - بفضل الله - طيلة العقود السابقة بقيادة ملوكها المخلصين (رحمة الله عليهم).
فعلى الصعيد العالمي كانت سياسة ودبلوماسية خادم الحرمين الشريفين محط أنظار العالم وهو يتبنى سياسة ودبلوماسية أخذت خطوة للأمام والالتزام بثوابت الحق والعدل من أجل صيانة وحفظ السلم والأمن الدوليين والاستقرار لكافة الشعوب، نالت هذه السياسة احترام وثقة المجتمع الدولي. وكانت أولها رقع وصيانة الثوب العربي والاسلامي الذي كاد يتمزق بسبب تداعيات الخريف العربي.
فواصلت المملكة الجهود من أجل دعم وحدة ومصالح الشعب المصري وخياراته ثم تواصلت جهود خادم الحرمين الشريفين من أجل استعادة اليمن وإنقاذه من القبضة الفارسية حيث كانت عاصفة الحزم لإعادة الشرعية اليمنية من قبضة المتمردين وتوحيد الصف اليمني لينعم بالاستقرار والأمن وواصل- حفظه الله- جهوده وحرصه من أجل ايجاد حلول لمأساة الشعب السوري وتوجت جهوده- حفظه الله- من خلال جمع أقطاب المعارضة السورية وتوفير الارضية المناسبة في مؤتمر جمعهم في «مدينة الرياض عاصمة القرار» لتوحيد رؤاهم وخياراتهم التي تلبي طلبات وتحقق رغبات الشعب السوري وتكون إرادة الشعب السوري الأولى فيها.
ثم اتخذت دبلوماسية الملك سلمان -حفظه الله- خطوة تاريخية بإعلان تشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب التي اعتبرتها عواصم العالم بأنها خطوة تاريخية في الاتجاه الصحيح وكان موقف المجتمع الدولي مؤيداً وداعماً لهذا التحالف النبيل.
هذه الدبلوماسية الناجحة هي نقلة غير مسبوقة من حيث التوقيت في محاربة الارهاب لتشكيل تحالف من جميع الدول المحبة للسلام والأمن ونجاح يضاف للجهود السعودية منذ عقود في محاربتها للإرهاب والتطرف بجميع اشكاله ويعتبر أقوى رد على الذين يربطون الإرهاب بالإسلام، وأيضاً نجاح سعودي في مساعدة العالم بأسره للتعاون على التخلص من الإرهاب.
وعلى الرغم من كل هذه الهموم الخارجية كانت الملفات المحلية تلقى أولويات اهتمام من حكومة خادم الحرمين الشريفين فعلى الصعيد الداخلي فمنذ أن ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله - قبل 9 أشهر كلمته للأمراء والعلماء والوزراء ورئيس وأعضاء مجلس الشورى التي أكد فيها على جميع المسؤولين ومجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية مضاعفة الجهود والتيسير على المواطنين والعمل على توفير سبل الحياة الكريمة لهم وهو أقل الواجب المنتظر منهم وعدم قبول أي تهاون.
وقال- حفظه الله - إن التطوير سمة لازمة منذ أيام المؤسس - طيب الله ثراه - وسيستمر التحديث وفقاً لما يشهده مجتمعنا مع ثوابتنا الدينية وقيمنا الاجتماعية ويحفظ الحقوق لكافة فئات المجتمع».
فلله الحمد كل النتائج والمعطيات وبوادر الخير تؤكد أن المملكة تتبوأ مكانة ريادية وفي صدارة الدول المؤثرة وأنها دولة مباركة موفقة في كل مساعيها وفي تاريخها الطويل.
وتمضي جاهدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده وولي ولي العهد -حفظهم الله - من أجل إكمال مسيرة البناء والنماء نحو مستقبل زاهر بثقة وعزم.
نسأل الله العلي القدير أن يوفق ويسدد جهود ولاة الأمر لكل ما فيه الخير والعز للإسلام والمسلمين والحمد لله رب العالمين.
د. مفلح بن دغيمان السبيل الرشيدي - عضو مجلس الشورى