تغدو سفينتُنا إلى أقصى المحيط
وتروحُ منه بحفظ خير الحافظين
وتصارع الأخطار بالبأس الشديد
والله يرعاها على مرّ السنين
ربَّانها فطنٌ وخِرِّيت حكيم
حَذِق القيادة فهو مأمون أمين
والموج يعلو كالجبال على المحيط
وعلى المياه قوارب للحاقدين
ووسائل الإعلام تُسمعنا الضجيج
والله يعلمُ غيب ما في الخافقَين
يا أمة (اعتصموا)، ألا سَمْع يجيب
وبصائر تسعى لِلَمِّ الشاردين
مُدّوا أياديكم إلى ربّانها
في ظل بيعتكم إمام المسلمين
وتآلفوا في وحدة وتعاونوا
وتصافحوا بقلوبكم قبل اليدين
يا أمة التوحيد هل تتوحدون
صفًّا أمام جحافل المتربصين
يا أمة التوحيد إن تتفرقوا
وتناحروا فما لكم كالسابقين
(تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسّرا
وإذا افترقن تكسّر) الرمحُ المتين
يا من يحاول أن يُشَتِّت شملنا
وعرى تلاحمنا على الحق المبين
اربأ بنفسك أن تبوء بفتنة
لا تنثني فيها قناة أو تلين
واكبح جماح عواطف أطلقتها
لتسير خلف جحافل المتعصبين
واربأ بنفسك أن تُصَنّف مُسلما
بالظن في حِزْب اليسار أو اليمين
فالظن في الأحكام بُهتان وزور
والحُكم فرع للتّصور واليقين
يا من يُصَنف أحمدا ومحمدا
لِبراليَين بزعم حلاف مهين
أتُحبّ لحم أخيك ميتاً مُنتناً
وتُدنّس الأعراض في حمى وطين
قسماً برب البيت إنك مُخطئ
في حق نفسك ثم حق الآخرين
قسماً برب البيت إنك خاسر
ماذا تقول أمام رب العالمين
فاحفظ لسانك ثم صُنه فربّما
أغراك في حق إلى كذب ومَيْن
واحذر من الزّلات في مُستنقع
من غيبةٍ ونميمة للغافلين
يا موطناً عشنا عليه آمنين
في ظل قرآن وتوحيد ودِيْن
إنّا على عهدِ المحبة لن نحِيد
وعلى التلاحم والتكاتف كل حين
إنا جنودك في الوغى لا نستكين
نحْيا بِعزّ أو نموت مُكرمين
يا رب فانصر بالثباتِ جنودنا
سدّد خُطاهم في الوغى ومُرابطين
- شعر/ حمد بن عبدالله المنصور