94 % من أوراق النقد المتداولة تحمل فيروسات التهابات خطيرة ">
الجزيرة - الرياض:
كشفت تقارير طبية متخصصة أن الأوراق النقدية باتت واحدة من أكثر نواقل الأمراض خطراً، وتوفر على سطحها بيئة خصبة لتكاثر الميكروبات التي تهدد صحة الإنسان. وقالت التقارير إن الأبحاث المخبرية أظهرت إن 94% من الأوراق النقدية المتداولة بين أيدي الناس تحمل فيروسات مسببة لالتهابات خطيرة تصيب الجهاز التنفسي، وتسبب أنواعاً مختلفة من أمراض الحساسية والأمراض الجلدية، تراكمت ميكروباتها على سطح النقد بمرور الوقت وخلال الرحلة الطويلة التي عادة ما تستغرقها عملية انتقال الأوراق النقدية بين الناس وعبر آلاف الأيدي. وأشار تقرير نشرته مجلة «ساذرن ميديكال» الأميركية المتخصصة إلى العديد من أساليب التعامل الخاطئة التي تحفز من دور النقود الورقية وحتى المعدنية كوسيلة نشطة لنقل الأمراض، من بينها إمكانية حفظها الملاصق لجسد الإنسان سواء في الجيب أو المحفظة، واستخدام اللعاب خلال عملية العد، وكذلك عند حفظها في أماكن تفتقد في العادة لمعايير التعقيم والنظافة اللازمة كالحال لدى باعة البقالات والأسواق الشعبية ومحطات الوقود وورش السيارات عدا عن استخدامها بسهولة من قبل أناس يعانون من أمراض تنفسية أو صدرية أو من حساسية ما يجعل إمكانية اكتساب تلك الأوراق للفيروسات أمراً ميسّراً. واعتبر التقرير أن من العوامل التي تسهل عملية نقل عدوى الأمراض عبر الأوراق النقدية وتلوثها، السطح الخشن للنقود الذي يسهل من التصاق الميكروبات والطفيليات ويسرّع باحتمالية انتقالها العالية للبشر، وأخطرها تلك المتعلقة بالأمراض الوبائية كالالتهاب الكبدي الوبائي، وميكروبات الحمى التيفودية، والنزلات المعوية وغيرها. ويعمد الأطباء على توعية العامة بأهمية غسل الأيدي عقب استخدام الأوراق النقدية، واستخدام المعقمات بشكل متواصل عند استخدام النقد في التسوق، وتوصية موظفي البنوك بأهمية استخدام القفازات والمعقمات بصفة دائمة لتفادي انتقال الجراثيم. إلا أن جمهور الأطباء والباحثون يجمعون على أن الوسيلة المثلى للوقاية من تلك الأمراض يكمن في تقليص الاعتماد على النقد في التعاملات الشرائية إلى الحدود القصوى، والاستعاضة عن ذلك باستخدام التقنيات المصرفية الحديثة للدفع الإلكتروني لا سيما مع انتشار تلك القنوات في غالبية القطاعات والمنافذ البيعية والخدمية التي عادة ما يحتاجها المستهلكون. ويرى مصرفيون أن العوامل الوقائية من تنقل الأمراض المعدية باستخدام النقد الرقي، يبقى من الأسباب الرئيسة التي أسهمت في شيوع استخدام طرق الدفع الإلكتروني عبر ما يُعرف بـ «النقد البلاستيكي» في الدول المتقدمة. إذ إن الأوراق النقدية تفتقد للخصوصية التي تتمتع بها البطاقات البنكية التي تبقى أحقية استخدامها محصورة بصاحبها دون غيره، فضلاً عن سطحها الناعم الذي يجعل من فرصة انتقال الميكروبات ضئيلة للغاية، هذا إلى جانب العوامل الأخرى التي من بينها سهولة الاستخدام، والقبول الواسع، والمرونة العالية، التي تجعل منها وسيلة فاعلة للدفع بات حضورها يسحب البساط من تحت أقدام الأوراق النقدية ويطغى على رونقها.