لا علاقة بين «العين» الشائعة بين الناس وأمراض السرطان ">
الخبر - حسن العمري:
قال الدكتور علي العمري، أستاذ مشارك أمراض باطنية وأورام بجامعة الدمام ومستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر في تصريح خاص لـ»الجزيرة»: إنه قام بأول بحث علمي في علاقة «عين الحسد» بأورام السرطان، وذلك بعد أن انتشر بين الناس أن «عين الحسد»؛ هي السبب الأول لمرض السرطان.
وأضاف: إنه أجرى بحثًا على 42 مريضًا، 22 منهم من الذكور و20 من الإناث، توزعت إصاباتهم بين سرطان الثدي والبروستات والبنكرياس والدم الأبيض والغدد اللمفاوية. مؤكدًا في الوقت نفسه أن جميع المرضى وصفوا العين على أنها رؤية إنسان حسّاد لشخص آخر بالنظر إليه، أو الكلام معه أو لمسه، والبعد عن الإيمان يتسبب بحصول مرض قاتل في الحال، إذا ذكر أوصاف المريض الجيدة، مثل: الشهية أو الصحة أو المنظر.
وأوضح الدكتور العمري: إن نسبة 100 في المائة من المرضى أفادوا بأن وقت إصابتهم بالعين كانت وقت احساسهم بأعراض المرض، فيما كان حجم الورم على الأقل 3 سم أو منتشر في أنحاء الجسم عند 95 في المائة منهم في ذلك الوقت؛ مشيرًا إلى أن جميع المرضى سمعوا كلامًا أو إحساسًا من الحساد يذكر شهيتهم للأكل أو حسن منظرهم أو صحتهم في الوقت الذي شعروا فيه بالأعراض.
وأردف الدكتور العمري: إن 64 في المائة من الحسّاد كانوا أقرباء للمرضى، وحسب كلام المرضى فإن هؤلاء الحسّاد قد كسروا سيارات أو أضروا آخرين ولكن من دون أي مشاهدة لهذه الحوادث؛ مبينًا: إنه عندما سُئِل المرضى مرة أخرى عن الأعراض بدقة وجد أن 95 في المائة منهم كانوا يشتكون من أعراض غير مهمة بالنسبة لهم، قبل مقابلة هؤلاء الحسّاد.
وعن الشواهد التي تثبت أنه لا يوجد علاقة بين السرطان والعين الموصوفة من قبل المرضى، قال الدكتور علي العمري: إن بعض أمراض السرطان يكون السبب فيها وراثيًا وجينيًا، ولذلك المريض تكون عنده قابلية للمرض سواء قابل حسّادًا أم لم يقابلهم؛ موضحًا: إن مرض السرطان يمر بمرحلة تسمى مرحلة ما قبل الكشف السريري، وهي مرحلة النشوء، يأتي بعدها مرحلة النمو والتحول إلى خلايا سرطانية.
وبين العمري: إن هذه المراحل تسبق أعراض السرطان بشهور أو سنين وذلك قبل مقابلة الحسّاد.. لأن مقابلتهم تكون عند بداية الأعراض فحسب. كذلك أشار إلى أن التكاثر العددي من الشواهد. حيث إن السرطان ينشأ من خلية واحدة وتبدأ الأعراض عندما تصل عدد الخلايا السرطانية إلى مليون خلية، أي حوالي 1 سم مكعب، وهذا كله يحتاج إلى وقت من الزمن قد يتراوح بين ثلاثة أشهر إلى ثماني سنوات؛ منوهًا إلى أن المرضى لم يشتكوا من الأعراض خلال هذه الفترة التي كانت قبل مقابلة الحسّاد.
وأوضح العمري: إنه لم يوجد أي مريض شهد حادثة مماثلة لهؤلاء الحسّاد، بالرغم من أن 64 في المائة منهم كانوا أقرباء للمرضى وعاشوا معهم فترة زمنية طويلة. مبينًا أن 95 في المائة من المرضى أفادوا أنهم كانوا يشتكون من أعراض أخرى ولكن كانت غير مهمة بالنسبة لهم، ولكن في الحقيقة كانت أعراضًا دالة على مرض السرطان؛ مستنتجًا أن كل المرضى يعتقدون أن مرض السرطان يجب أن يبدأ مع نظرة الحاسد مباشرة، وهذا كان خلاف الشواهد في هذه الدراسة.