34 مواطناً راحوا ضحية للأحداث الإرهابية في المنطقة الشرقية خلال العام الماضي ">
الدمام - سلمان الشثري:
شهدت المنطقة الشرقية أحداثاً إرهابية دامية خلال العام الماضي، راح ضحيتها عدد من الأبرياء كانوا يؤدون الصلاة في مسجدين في القديح وحي العنود بالدمام، وهجوم آخر دامٍ على حسينية بقرية الدالوة في محافظة الأحساء، كما سبق تلك الأحداث الإرهابية في المساجد أحداث إرهاب وتحريض وقتل لرجال الأمن والتي شهدتها بلدة العوامية في القطيف.
وتأتي تلك الأحداث كمحاولات بائسة لزعزعة أمن المملكة بأجندة خارجية، إلا أن الحزم والقوة والحكمة في الوقت ذاته كانت لتلك المحاولات بالمرصاد، فقد تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على من له علاقة بتلك الحوادث وتحديد المتورطين فيها في وقت قياسي.
وبالعودة لأبرز الحوادث التي وقعت في المنطقة الشرقية، تأتي حسينية المصطفى بقرية الدالوة في محافظة الأحساء، أول موقع استهدف في شهر محرم خلال العام الماضي 1436هـ، حيث راح ضحية ذلك الحادث ثمانية من شبان القرية، أثناء خروجهم من الحسينية بعد أن تعرضوا لإطلاق نار من قبل إرهابيين باتجاههم من أسلحة رشاشة ومسدسات شخصية.
وتلى حادثة الدالوة استنفار أمني كثيف في عدد من مناطق المملكة حيث دارت مواجهات بين قوات الأمن وعدد من المطلوبين في محافظة شقراء والقصيم محافظتي الأحساء والخبر، وأدت إلى مقتل أحد المطلوبين، كما استشهد أحد العناصر الأمنية التابعة لقوات الطوارئ الخاصة، وذلك عقب عملية مداهمة تمت لخلية إرهابية في إحدى الاستراحات في القصيم.
وبعد حادثة الدالوة بأشهر وقع انفجار في مسجد الإمام علي بن أبي طالب «رضي الله عنه» ببلدة القديح بمحافظة القطيف، أثناء أداء المصلين لشعائر إقامة صلاة الجمعة، بعد أن قام إرهابي بتفجير حزام ناسف كان يخفيه تحت ملابسه مما نتج عنه مقتله واستشهاد 22 مصليا وإصابة عدد آخر من المصلين تجاوز 100 مصل.
وقد كشف الأمن بالمملكة هوية المنفذ للجريمة وعدد من المتورطين حيث أعلنت وزارة الداخلية بعد التفجير بفترة قصيرة عن أسماء وصور العناصر المتورطة في العملية الانتحارية التي استهدفت مسجد علي بن أبن طالب رضي الله عنه ببلدة القديح في محافظة القطيف، حيث بلغ عدد أفراد هذه الخلية 21 شخصاً.
وعاد الإرهاب في المنطقة الشرقية بعد حادثة القديح، لتشهد مدينة الدمام محاولة تنفيذ جريمة إرهابية تستهدف المصلين داخل مسجد الحسين «رضي الله عنه» بحي العنود أثناء أدائهم صلاة الجمعة، من قبل شخص كان متنكراً بزي نسائي أثار وضعه المريب انتباه رجال الأمن، واستشعار مواطنين من المصلين لذلك، مما حال دون دخول الجاني للمسجد، إلا أنه أقدم على تفجير نفسه بحزام ناسف في مواقف السيارات المقابلة لمدخل المسجد، ونتج عن ذلك مقتله، واستشهاد (4) أربعة مواطنين.
وفي ذات السياق أعلنت وزارة الداخلية مرة أخرى نجاحها وكشفها لكل من وراء ذلك العمل الإجرامي الذي استنكره أبناء المملكة بكل أطيافه.
ولم تكن تلك الأعمال الإرهابية هي الشاهد الوحيد على استهداف المنطقة الشرقية من قبل جهات تبحث عن كل ما يثير القلاقل ويزعزع الأمن، بل كان التحريض واستهداف رجال الأمن والمواطنين حاضراً من قبل عدد من الإرهابيين في العوامية بالقطيف والتي شهدت عددا من حوادث إطلاق النار على مواطنين ورجال أمن استشهد خلالها عدد منهم وأصيب عدد آخر، فيما تم القبض على عدد من المطلوبين للجهات الأمنية وقتل آخرون ممن تورطوا بإطلاق النار والتحريض وأعمال تخريبية واستهداف لمراكز الشرطة ورجال الأمن فيما تم الكشف عن أسلحة متنوعة، كان الهدف منها زعزعة الأمن، وبأجندة خارجية انكشف للعالم أمرها، ووجدت تلك الجهات التي رفعت شعارات زائفة أن الأمن في المملكة يضرب بيدٍ من حديد على كل من سولت له نفسه.
وقد أكدت وزارة الداخلية في وقت سابق، بأن الجهات الأمنية ستواصل جهودها في ملاحقة وتعقب كل من له صلة بهذا الأعمال الإجرامية ممن سلموا عقولهم لشعارات وإملاءات جهات لا تريد الخير بالوطن والمواطنين وتسعى إلى نقض عرى الأخوة والقربى التي سادت مجتمعنا منذ عهد المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ ، وإن ما أظهره المجتمع السعودي بكافة فئاته وتوحد صفه تجاه هذا الإرهاب المقيت لهو خير رد على أدوات الفتنة ومن يقف وراءهم.