القاهرة - مكتب الجزيرة:
قال محمد أبو النور الباحث المختص في الشؤون الإيرانية، إنّ اقتحام الإيرانيين للقنصلية السعودية في مدينة مشهد، يعيد إلى الأذهان واقعة اقتحام السفارة الأمريكية في طهران، في أعقاب توتر العلاقات الإيرانية- الأمريكية على خلفية نجاح الثورة الإيرانية في خلع الشاه محمد رضا بهلوي.
وأضاف أبوالنور: «ما يحدث يشير إلى أن التعاطي الإيراني مع الأزمات الدولية لا يأتي من جانب مؤسسات الدولة الرسمية فحسب، بل يأتي كذلك من خلال الوحدات الطلابية مع الدولة والتي تشكل ظهيرًا سياسيًا وشعبيًا لا يمكن تخطيه ولا تجاهل دوره في النظام السياسي الإيراني».
وأكد أنّ تصاعد الأحداث من جانب السياسة الإيرانية تجاه السعودية، لن يؤثر فقط في سير العلاقات السعودية- الإيرانية، بل سينسحب تدريجيًا على العلاقات الإيرانية العربية بوجه عام والتي تؤيد تنفيذ حكم الإعدام بحق الـ47 متهمًا.
وتابع أن إيران ستحاول تأليب أذرعها السياسية في بلدان المنطقة بما فيها العراق ولبنان واليمن والبحرين، وأرجع رد الفعل الإيراني حماية لظهيرها في تلك البلدان ومحاولة إقناع الجميع بأنها الدولة المدافعة عن حقوق الشيعة حول العالم تمامًا كما فعلت في حادثة مقتل الشيعة في قرية أبو النمرس في مصر قبل أعوام، وتود إيران توجيه رسالة واضحة الدلالة مفادها أنها دولة تتجاوز الحدود السياسية وتقفز عليها متعدية إياها إلى الجماعات والأنظمة القائمة على أساس طائفي أو عقائدي».