الشيخ سليمان العبدالله الحمود البازعي من وجهاء منطقة القصيم وأحد رجال الخير والصلاح, حظي بثقة ولاة الأمر.. والذين هم قدروه وأنزلوه المكانة التي يستحقها.
وللبازعي مواقف اجتماعية ووطنية كبيرة ،محل تقديرالجميع. وتنتمي أسرة البازعي إلى مدينة الربيعية التي تقع 25 كيلو إلى الشرق من مدينة بريدة بالقصيم. ولهذه المدينة حضور في تاريخ الدولة السعودية.
فقد عسكر فيها الأمير عبدالله بن الإمام فيصل آل سعود عام 1277هـ، واتخذ منها مقرا لعملياته الحربية في المنطقة ،كما قدم إليها الإمام عبد الرحمن الفيصل مع مبارك الصباح إبان حرب الصريف المشهورة سنة 1318هـ.
وشارك أهالي الربيعية مع الملك عبد العزيز ببعض المعارك كمعركة السبلة وروضة مهنا وغيرها ،كما تشرفت الربيعية بعدة زيارات من قبل الملك عبدالعزيز.
ولأسرة البازعي وأهالي الربيعية بشكل عام مواقف يتشرفون بها مع الملك عبدالعزيز أثناء مراحل تأسيس المملكة.
وعند الحديث عن الربيعية لابد من التذكير بأنها تشتهر بأرضها الخصبة للزراعة وبالأخص الخضراوات وتميزها بأنها بلدة يغطها النخيل وموقعها بين الجبل والنفود مما يعطها جمال حين الإطلال عليها من أي المرتفعين.
وعودا على أسرة البازعي فهي من الأسر التي نزحت من حائل قبل حوالي 400 سنة واستقرت بالطرفية ثم في الربيعية. أما سليمان العبدالله الحمود البازعي، فقد ولد في الربيعية سنة 1324 في كنف والده عبدالله البازعي أمير الربيعية في حينها واستفاد من سدادة رأي والده ومن خبرته وبالأخص لما كان يتمتع به من علاقة قوية مع الملك عبد العزيز ووالده الإمام عبد الرحمن الفيصل فقد عاصر زيارات الملك عبد العزيز للربيعية والحروب التي خاضها - يرحمه الله - في تلك الفترة وهذه الخبرات صقلت مواهبه ومعارفه وقدراته.. فورث عن أبيه المكانة الاجتماعية وحب الخير وسداد الرأي وتقدير الناس ومحبتهم وكان عمله في الزراعة كحال عصره في ذلك الزمان وأصبح عنده عددا من المزارع في زمن عانى الناس من الجوع وقسوة الحياة وكان ثراؤه سبباً ليكون من أكثر الناس كرماً ومحبة للخير.
ووالدته هي الأميرة شريفه العبد المحسن السديري حيث تعلم منها الكثير فقد كانت صاحبة دين وطاعة وحكمة .. وهذا أثر عليه في حياته ونشأته وتربيته.
أبرز أعمال الشيخ سليمان البازعي:
كان يرحمه الله محبا لأعمال الخير والصدقات فقد كان الناس أيام الجوع يأخذون التمر والعيش من مزرعته مباشرة ولم يمنع أحدا أو يسعى لرد أحد واستمر على هذا الحال وكان بيته مفتوحاً للجميع ولعابري السبيل وللضيوف والزوار طول حياته.
وكان في آخر حياته يوزع الصدقات العينية والنقدية بنفسه على أهل بلدته والبلدات المجاورة وكان يتلمس حاجات الناس ويتقصى ظروفهم ويسعى لمساعدة كل محتاج ويسعى للشفاعة واستخدم وجاهته لمساعدة كل من يطلب شفاعة أو حاجة وقد أوقف ثلث ماله بعد وفاته على الصدقات وأعمال الخير والإحسان ما يعطي دلالة على مبادرته الخيرية والاجتماعية المتعددة.
علاقاته مع الأمراء والملوك:
امتداداً لمكانة والده وأسرته فقد كانت علاقته قوية مع الأمراء الذين عينوا أمراء للقصيم فقد زاره في منزله الأمير فهد بن محمد والأمير فيصل بن بندر والأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز.
وقد امتدت العلاقة الوثيقة القوية والتواصل بين أبناء سليمان البازعي بأمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن مشعل بن سعود فقد زار أبناء سليمان في ديوانيتهم في الربيعية عدة مرات.
كما تشرف سليمان البازعي أن قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بزيارة له في منزله وكان يربطه علاقة قوية بالأمير متعب بن عبد العزيز والأمير فهد الخالد السديري أمير منطقة نجران والأمير تركي الخالد السديري أمير جازان والأمير عبدالرحمن أحمد السديري أمير منطقة الجوف والأمير سليمان التركي السديري. أمير منطقة تبوك والأمير ناصر عبدالله السديري أمير الوجه حيث كانوا يقدرون الدور الوطني والاجتماعي له ولأسرته ويقدرون الأعمال الخيرية والاجتماعية التي يؤديها الشيخ سليمان البازعي لأبناء وطنه.
أبناء الشيخ سليمان البازعي:
رزق الله الشيخ سليمان البازعي بعدد من الأبناء والبنات، وهم عبدالرحمن وعبدالمحسن وسعود (متوفين)، وعبدالله ومحمد وإبراهيم وعبدالعزيز وناصر وتركي وأحمد وخالد وفهد.
البنات هن: حصة ونورة والجوهرة منيرة وهيلة ورقية. وفاته: توفي عن عمر ناهز 96 سنة عام 1421هـ، ودفن ببلدته ومسقط رأسه مدينة الربيعية وبوفاته فقدت المنطقة واحداً من أبرز رجالاتها وأحد رجال الرأي الرشيد.. وأحد باذلي الخير والإحسان فقد أحبه الجميع من قادة ومواطنين.
- عارف العضيلة