أحمد بن محمد الجردان ">
يرتبط الفقر والشتاء بالمعاناة عند كبار السن والأطفال والمرضى!! ومعاناتهم تأتي من شدة البرد القارسة، خاصة عندما تجتمع الظروف وتتكالب. فالفقر معاناة، والمرض معاناة، ورقة الطفولة معاناة، ووهن الكبر معاناة.. فهي معاناة بعضها فوق بعض، حين تجتمع تقصم ظهر القوي، وتهد من عزمه، وتخور قواه.. فما بالك بالضعيف؟! لذا من الأهمية بل الضرورة الوقوف مع هؤلاء الثلاثة، وخصوصاً في فصل الشتاء. ولا شك أن أبر البر مع إخلاص النية أن تبر منهم الأقرب فالأقرب؛ لذا يجب ونحن في هذا الشتاء القارس أن نلتفت لمن حولنا من المحتاجين، خاصة الذين قال الله في وصفهم {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ}. أي لا يلحون في المسألة، وسماتهم وصفاتهم واضحة لمن رُزق بصيرة وحكمة، وهم كثيرون حولنا، لا يشعر بهم كثيرٌ منا.. لديهم عزة نفس، وتعفف عجيب، ولا تمتد أعينهم ولا أيديهم أبداً إلى ما في أيدي الناس؛ إذ تجدهم حامدين شاكرين، بين أضلعهم نفوس مطمئنة متعلقة بالله، تداوي لوعتها وآهاتها بـ(يا الله)!!
يؤلمني من يتبرع للغريب وابن عمه محتاج ولا يتبرع له.. ويؤلمنا أيضاً لمن يتبرع لمن هو خارج حدود الوطن ومن هو داخل الوطن لا يتبرع له! أنا هنا لست ضد التبرع لمن في الخارج، لكنني أشدد على أن من هو محتاج في الداخل أولى بالبر والإعانة؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما آمن بي مَنْ بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به».
ومن صور البر بالمحتاجين في الشتاء العناية بكسائهم ولحافهم ودوائهم وتدفئتهم وغذائهم، إما مباشرة منك للمحتاج (وهذا أفضل ما دمت تعرف المحتاجين)، وإما عن طريق جمعيات البر الرسمية والمنتشرة في مدن وقرى المملكة.
جعلنا الله ممن سخَّره لخدمة المحتاجين، وجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم.
- جلاجل