غدير الطيار ">
لجنودنا البواسل كلمة ورغبة في التصدي لكل من يحاول المساس بأمن هذا البلد واستقراره؛ فحملوا على عاتقهم الوعد: إما النصر أو الشهادة. ونحن نعلم أن ما يقوم به جنودنا البواسل على ثغور الوطن الجنوبية هو ذود عن حياض الحرمين الشريفين، وقِبلة المسلمين، ومهوى أفئدتهم.
وأنا أريد أن أهمس بكلمه لكل جنودنا البواسل: أريدكم أن تتذكروا مآثر الجهاد وفوائده العظيمة، وأن ما تقومون به فخر لكمـ وأنه أعظم قيمة وأجل رسالة ينافح ويدافع عنها الجندي المسلم، وأنكم الدرع الحصينة لهذا الوطن من شر الحاقدين والحاسدين والمتربصين ومن أراد المساس بأمنه، وأنكم العين الساهرة له.
ونحن نبدي فخرنا واعتزازنا بما يقدمه هؤلاء الأبطال، وأنهم طلاب حق لا طلاب حرب.. واعلموا أنكم مفخرة لكل عربي ومسلم، ولكل عاقل أينما كان، وأعمالكم البطولية محل اعتزازنا؛ فلكم جزيل الأجر والمثوبة - بإذن الله - من رب العالمين؛ فأنتم من مضى بحزم وقوة، وسار بعزة وفخر، فحلقتم في سماء المجد والشموخ، ملبين أوامر قيادتكم بكل شجاعة واقتدار، مقبلين صامدين ثابتين، مخلصين النية لله، فثقوا بنصره المؤزر؛ فهو معكم بتوفيقه وتسديده وتأييده {وَكَفَى بِاللّه وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّه نَصِيرًا}.
ونهمس لكم أيضاً: كونوا على يقين بأن النصر حليفكم - بإذن الله - وسيروا، ولا تخافوا على أسركم وذرياتكم؛ فهم محل اهتمام الدولة.. وكذلك ثقوا بأن أبناءكم وبناتكم وإخوانكم وأخواتكم يتلقون التعليم في المدارس، ويحظون برعاية كريمة من قِبل المعلمين والمعلمات؛ لأن المعلمين يعرفون دورهم في مثل هذه المواقف، ولأن المعلمات يدركن دورهن في مثل هذه الظروف. وثقوا بأنهم بأيدٍ أمينة؛ وأكبر دليل على ذلك تكريم أبنائكم وبناتكم بحضور قيادات التعليم؛ إذ ظهر التماسك والتلاحم بين أبناء الوطن. وأؤكد كلمات وزير التعليم لأبنائه وبناته الطالبات، وحرصه على راحتهم، وكذلك أوامر بنقل زوجات المرابطين إيماناً بالدور الذي تقومون به، وذلك بقوله «رجال الحد الجنوبي يقدمون أجمل صور الفداء لوطنهم والدفاع عن أرض الحرمين بكل عزم وحزم».
اللهم مكنهم، وانصرهم، وسدد رميهم.. وما أجمل تلك الصورة المعبرة لجنودنا https:/ / t.co/ njRkuUOymP
نعم، دام عِزُّ الوطن.. وبقيت رايته المضيئة المشرقة بنور الإيمان خفَّاقة عالية فوق الجبال وعلى السهول.. في فضاءات السماء وعلى سواحل البحار. أأسأل بعد ذلك عنك يا وطني؟