مندل عبدالله القباع ">
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أطال الله في عمره - ردَّد أكثر من مرة، وفي مناسبات عدة: «إنني وجدت لخدمة ديني ووطني». وهذا هو الواقع الذي يلمسه الرجال والنساء الشباب والشيوخ؛ إذ قال مؤخراً في هذا الشأن في كلمته الأخيرة أمام مجلس الشورى: «عهدنا الله - عز وجل - على بذل الغالي والنفيس لخدمة الحرمين الشريفين»؛ لأن في هذا عزاً وإجلالاً لدولتنا الفتية. ويلمس هذه الخدمات للحرمين الشريفين جميع المسلمين في شتى بقاع العالم (القاصي قبل الداني). أما ما يخص المواطن - وهو الهدف الأساسي له حفظه الله - فكما قال «هو تنمية الإنسان السعودي» في جميع المجالات الدينية والتعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية؛ حتى تصل هذه الخدمات لكل مواطن في حياته اليومية في جميع جغرافية المملكة، شمالها وجنوبها شرقها وغربها. فحياة المواطن عنده - حفظه الله - حياة عزيزة ومكرمة {كرمنا بني آدم}؛ لذا تنفق الدولة المليارات كل عام من أجل خدمة ورفاهية المواطن من أجل أن يعيش في مأمن اجتماعي وجنائي.
ولكن قد يحصل قصور في بعض هذه الخدمات كما حصل في احتراق مستشفى (جيزان العام) فجر يوم الخميس الموافق (12) من شهر ربيع الأول لهذا العام 1437هـ، وراح ضحيته أكثر من (25) نفساً، وإصابة (107) أشخاص من الرجال والنساء والأطفال، لا حول لهم ولا قوة إلا بالله. وقد حصل هذا الحريق بقضاء الله وقدره، ولا راد لقضائه. ولكن هناك أسباباً قد تكون وراء هذا الحريق؛ ما جعل المتوفين في هذا المستشفى يستنشقون دخان هذا الحريق كما أفادت وزارة الصحة؛ إذ بدأ الاشتعال في الدور الأول (قسم حضانة الأطفال)، إضافة إلى إقفال أبواب الطوارئ؛ ما زاد في عدد حالات الوفاة؛ إذ لم يتمكن رجال الدفاع المدني من الدخول عن طريق هذه الأبواب. وأنا هنا أقول «أين المتابعة الميدانية من مدير المستشفى؟ وإذا كان هناك تقصير منه فأين نائب المدير؟ وأين كذلك مسؤولو الشؤون الصحية من هذا التقصير ومتابعة هذا المستشفى وغيره من المستشفيات الحكومية والخاصة متابعة ميدانية، يأتي في أولويتها وسائل السلامة من أجهزة استشعار الحريق، وطفايات الحريق؟.. فلا نترك وسائل السلامة والإسعافات الأولية والطوارئ للمواطنين الذين تدخلوا مشكورين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأنفس البشرية بعد توفيق الله لهم، وإلا لكان عدد الوفيات والمصابين أكثر.
وخلاف هذا المستشفى كما قرأنا وسمعنا هناك ضحايا الحوادث التي تقع في المدارس وقصور الأفراح وبعض المحال التجارية وبعض السجون، مثلما حصل قبل ثلاث سنوات أو أكثر من احتراق (إصلاحية الحائر)، أو بعض المؤسسات والدور الاجتماعية التي تقدم خدمات على مدار الساعة. فأنا أهيب من خلال هذه المقالة بجميع مسؤولي الدولة التي تركن الدولة إليهم رعاية المواطنين والمقيمين، خاصة المرافق التي تقدم الرعاية الصحية أو الرعاية الاجتماعية أو الرعاية التعليمية أو الأمنية، أن يكون هناك متابعة ميدانية بين فترة وأخرى من قِبل المسؤول المباشر، وأن يكون هناك متابعة أيضاً من الجهة المشرفة على هذه المرافق؛ حتى نضمن بعد الله سبحانه وتعالى عدم تكرار مثل هذه الكوارث والحوادث. اللهم احمِ بلدنا من كل مكروه ومن كل حادث وكارثة في ظل قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. (وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه).