عبدالله بن عبدالعزيز الفالح ">
جاء خطاب خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- في كلمة مهمة في مجلس الشورى مؤخراً من أجل الاهتمام بالمواطن وحفظ حقه، والعمل على تحقيق ما يتمنى المواطن إلا وهو الإنسان المهم في البلاد، حيث هو العنصر الأساسي في التنمية، ومما قال: إدراكاً من حكومتكم أن الإنسان السعودي هو هدف التنمية الأول، فقد واصلت اهتمامها بقطاعات الصحة والتعليم والإسكان والتوظيف والنقل والاقتصاد وغيرها، ووفرت لها الدعم غير المحدود المادي والبشري والتنظيمي، وتأتي إعادة تنظيم أجهزة مجلس الوزراء دعماً لمسيرة التنمية.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعين خادم الحرمين الشريفين على الخير ويبعده عن الشر ويرزقه وغيره البطانة الحسنة، وجعل ما اتخذه ويتخذه قائد هذه البلاد من قرارات صائبة ونافعة خدمة للبلاد والعباد، وفي ميزان حسناته. قال الله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} (105) سورة التوبة. جعلنا الله مخلصين للدين والوطن والمجتمع ومكتسباته وخيراته التي حبانا الله عزَّ وجلَّ، ونؤدي الأمانة كما يجب وكما هو مطلوب منا... لذلك نحمد الله تعالى على هذه العطايا كلها من باب شكر المنعم سبحانه الذي وهبنا هذه النعم العظيمة، وقد حرصت بعض الجهات والإدارات المختلفة لدينا، ولا تزال تحرص وتسعى في التنفيذ والتجاوب مع الأوامر والقرارات الملكية المهمة التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، في بلدنا المبارك المعطاء، وبالمقابل بقي آخرون لا يسايرون ما خطط له، وما أُقر من قرارات حكيمة، يفضل أحدهم أن يمشي الهوينى، وبطريقة مشي السلحفاة، ومنهم -وهذا الأدهى والأمر- من بقي «محلك سر» ليس في المقدمة ولا الساقة ! عجبي من مثل هؤلاء، كأنّ الأمر لا يعنيهم، بل يُعطلون الأوامر والقرارات بأعذار واهية، ليست من المصلحة الوطنية والاجتماعية في شيء! منهم من لا يألو جهداً في ترسيخ مبدأ التأخير والتعطيل لمصالح المواطنين، على الرغم من قوة النظام والأوامر القيادية من ولي الأمر جزاه الله خيراً، إلا أنّ هذا ما فتئ يُعطّل، ويدور في حلقة مفرغة، لا تعمل للصالح العام أو خدمة المواطنين! إن ضخ المبالغ الكبيرة من ميزانية الدولة، يمثّل دعماً من الجهات الحكومية المختلفة للمشاركة في المشروعات الوطنية والاجتماعية، كل في مكانه وحقه ومستحقه، وعلى كل من له صلة وعلاقة بهذه المشروعات والإنجازات والمصروفات، صرفها في مكانها، ولمن حُددتله خدمةً للوطن والمواطن والمقيم، والمشاركة في التنمية الكبيرة لهذا البلد... وخير شاهد على الخدمات الجليلة من قيادة هذه البلاد المشروعات الضخمة في المشاعر المقدسة مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث التوسعة العملاقة للحرمين الشريفين، وغيرهما من المشروعات المتعلقة بخدمة ضيوف الرحمن، وخصوصاً أنها يسّرت وسهّلت - بإذن الله سبحانه وتعالى- أداء الحجاج لحجهم والمعتمرين عمرتهم. تقبل الله منا ومنهم جميعاً، إن توسعة الحرمين الشريفين لهي نقلة تاريخية وحضارية وإسلامية كبيرة مميزة تخدم المصلين والزوار للحرم من داخل المملكة وخارجها ممن تهوى أفئدتهم إلى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذين يتشرّفون بالصلاة فيه والسلام على النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام وعلى صاحبيه رضي الله عنهما...، فرحم الله من قدّم هذه الخدمات الجليلة الذين انتقلوا إلى رحمة الله -إن شاء الله-، وجزى الله خيراً من بقي يكمل مسيرة هذه المشروعات الكبيرة الضخمة التي تتمثَّل في خدمة بيوت الله عزَّ وجلَّ، وخدمة هذا الدين القويم.