الأحكام الشرعية التي صدرت بحق 47 شخصًا من الفئة الضالة تحقيق للعدالة ">
الدمام - سلمان الشثري:
أكد عدد من القضاة والأكاديميين والمشائخ في المنطقة الشرقية، بأن الأحكام الشرعية التي صدرت أمس بحق 47 شخصًا من الفئة الضالة، هي تحقيق للعدالة، ورادعة لغيرهم من سلوك مسلكهم، مؤكدين بأن أمور الناس لن تستقر إلا بهذه الاحكام الربانية للقضاء على الفساد وإشاعة الأمن.
وبدأ الشيخ الدكتور صالح بن عبدالرحمن اليوسف، قاضي الاستئناف بالمنطقة الشرقية خلال حديثه لـ»الجزيرة» بحمد الله على ما من به على هذه البلاد من الامن والأمان والخير ورغد العيش، مضيفاً بأن الاجيال تتعاقب في هذا الخير جيلا بعد جيل في مجتمع يحكمه الإسلام واستمرار ذلك يكون بشكر الله تعالى وتطبيق شرعه في كل من تسول له نفسه العبث بأي جانب من جوانب الامن ورغد العيش الذي نعيشه وفي ذلك حدود شرعية لايقاف هؤلاء ومعاقبتهم وفق الضوابط الشرعية التي نص الله تعالى عليها في قوله الكريم: (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، وتقويض الأمن من السعي في الارض فسادا وإفسادا لأنها من اعظم النعم علينا وذكر الله ذلك في قوله تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ} (155) سورة البقرة, حيث ذكر أن الابتلاء بشيء من الخوف فكيف لو كان الابتلاء بالخوف كله ولما لذلك من تأثير على الدين والدنيا وتعطل مصالح البلاد والعباد.
وأشار اليوسف إلى العودة إلى التفجيرات القريبة في هذا البلد المبارك التي راح ضحيته أعداد كبيرة من المواطنين والوافدين من قبل اناس لهم تطرف فكري يرفضه الإسلام والعقل وقد يسر الله للدولة القبض على هولاء ومحاكمتهم محاكمة عادلة كان نتيجتها ادانة هؤلاء بجرمهم ومصادقة المحاكم على اختلاف درجاتها على الحكم عليهم بما صدر ضدهم لحفظ الدين والدنيا على الناس من هولاء وردع غيرهم من سلوك مسلكهم ولا تستقر امور الناس إلا بهذه الاحكام الربانية للقضاء على الفساد وإشاعة الامن.
وأضاف اليوسف: بأنه إذا كان الحكم قد صدر على 47 بالقتل حرابة او تعزيراً فليكن حاضرا في الذهن ما نتج عن افعال هولاء من قتل للأبرياء من المواطنين والمقيمين ورجال الامن وهدم للمباني وإتلاف للأموال وإشاعة للفوضى وما نتج عنه ايضا من تشديد في الإجراءات على عموم المواطنين لشل حركة هولاء المفسدين الذين يعيشون بيننا ويلبسون لباسنا ولا يتوصل لهم الا من خلال الاجراءات الامنية المشددة التي قد تلحق غيرهم من المواطنين بالمشقة وغيرها ونحمد الله أن مكن الله منهم ليكونوا عبرة لكل من له فكر منحرف أو إرهاب لديه يضر به الاخرين أو يمس ضرورياتهم وينبغي أن يكون للجميع وقفة شكر لجهود رجال الامن على ما تميزوا به من تحقيق وكشف للمؤامرات وإفشال للمخططات حفظ الله امننا وإيماننا ودحر عدونا ووفق قادة بلادنا وولاة امرنا لكل خير ورفعة وتمكين ونصرة وتطبيق الشريعة.
إلى ذلك يؤكد الشيخ مطرف بن سلمان البشر، قاضي استئناف محكمة منطقة الحدود الشمالية، والقاضي بمحكمة القطيف سابقاً، بأن الشريعة الإسلامية جاءت بأحكام كثيرة في شتى نواحي الحياة، وعالجت من خلالها ما تحتاجه كل حالة منها بما يناسبها، وقد بين فقهاء الإسلام على مر العصور أدق تفاصيلها، من قيود، وضوابط، وشروط، ومن ضمنها أحكام المخالفات الشرعية، والجنايات، والجرائم بكافة أنواعها، وأجناسها.
وقال الشيخ البشر إن تطبيق تلك الأحكام من خلال القضاء، وتنفيذها من قبل الدولة ضمانة حقيقية لاستقرار المجتمع، وحفظ الأمن فيه، لكون تلك الأحكام شرعها الله تعالى لعباده، ووردت عن رسوله صلى الله عليه وسلم، وأمرهم بالحكم بها، فهي غاية العدل.
وأوضح بأن تنفيذ القتل هذا اليوم في 47 من الإرهابيين تطبيق عملي لتلك الأحكام الشرعية، ولم تنفذ تلك الأحكام إلا بعد محاكمات تمت لهم جميعا وفق ما ورد في نظام الإجراءات والمرافعات الشرعية، وهي أنظمة تم فيها مراعاة كل جوانب ضمانات العدالة مع المتهمين، وصدرت تلك الأحكام بعد أن منح كل متهم حقه الكامل من الدفاع سواء بنفسه أو بحضور محاميه، وفي محاكمات علانية تحقيقاً لمبدأ الشفافية، وصدور تلك الأحكام جاء تطبيقاً لما ورد في الكتاب والسنة من أدلة، وإعمالاً لما ورد في نظام جرائم الإرهاب، ومراعية ما صدر من هيئة كبار العلماء في هذا الشأن من قرارات.
وذكر بأن الأعمال التي قام بها المتهمون من قتل للأبرياء، وتحريض على القتل، والفوضى، واعتداء على رجال الأمن، وترويع للآمنين، وتخريب، وتفجير للممتلكات العامة، وغيرها موجبة للأخذ على أيديهم لكف شرهم، وحفظاً للأمن وأرواح العباد، فالأمن في كل دول العالم يعتبر خط أحمر، فلا حياة، ولا استقرار، ولا استمرار ولا ازدهار، بلا أمن.
وختم حديثه بالدعاء بأن يحفظ الله علينا أمرنا وأمننا، وأن يكف عن البلاد شر كل ذي شر، وأن يعين ولي أمرنا ونائبيه على ما فيه خير العباد واستقرار البلاد.
من جهته أكد المدير التنفيذي لمركز سواعد للإعاقة الحركية بالمنطقة الشرقية خالد العبيد أن خطوة الدولة في إعدام المخربين للأمن والذين يقومون بقتل الابرياء لهي خطوة شجاعة ولابد منها وعلينا أن نقف صفاً واحداً من كل ما يصدر من ولاة أمرنا حفظهم الله.
وبين بأن مثل هذا الخبر يعزز من قوة المملكة في تطبيق النظام على الجميع ويثبت للجميع أن المملكة تضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه ويعبث في امنها ويسبب الفرقة بين ابناء الوطن الواحد وفي كل مرة تثبت الدولة قدرتها على محاربة المفسدين والمخربين لأمن هذه البلاد, لافتاً إلى أن تطبيق الشرع في إعدام مثل هولاء المخربين الإرهابيين لهو منطقي وامر حتمي, كما أن ابناء الوطن يؤيدون مثل هذه الاحكام على كل من يحاول او يتجرأ بزرع الخوف والفرقة وقتل الأبرياء من المواطنين والمقيمين في هذه البلاد الغالية التي تتخذ الشريعة عنواناً لها وتطبق شرع الله عز وجل.
وقال العبيد إن اعدام اصحاب هذا الفكر الضال هو تطبيق للشرع والأحكام والقوانين وهو ايضاً ذلك القانون الذي يتبنى القيم والمفاهيم الذي تطبقه الدولة، كلي أو جزئي وهو الاتجاه ايضاً الذي يقوم على النظرة النظامية للحياة ويقيم عليها موقفه وأحكامه وتعاملاته وسائر شؤونه رجال العدل والقانون في مملكتنا الغالية علماً أن الدولة تقوم بعدة اصلاحات دينية وانضباطية للمحافظة على أرض الحرمين الشريفين ومواطنيها.
ومع تنامي الهجمات الإرهابية التي ينفذها المتطرفون من أمثال هولاء المحكوم عليهم اليوم علينا أن نستعد نحن ايضاً كمواطنين أن نكون رجال أمن ومساعدة الدولة في محاربة اصحاب هذا الفكر الضال، والمشاركة في ردع هذا الفكر الضال والإرهاب.
أوضح خبير التدريب والتنمية الإنسانية بالمنطقة الشرقية، فواز الدخيّل، أن من نعم الله على هذه البلدة الطيبة أرض الحرمين وقبلة المسلمين هي تطبيق حدود الله وشرع الله وأنه قد أنعم الله علينا ايضا بحكام يحدون حدود الله ويتحاكمون لشرعه ويتماشون على سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
ولفت الدخيل إلى أن الأخذ على يد المفسد وتطبيق الحد عليه إنه لمن أجَلِّ الأمور في ضبط الحكم وتيسر عجلة الحياة وإعطاء كل ذي حق حقه وقد تبين لدى الغرب أن تطبيق حدود العقاب هي الأسلم في ضبط البلاد وترسية الحقوق فلذا نحمد الله تعالى على أن من علينا بحكام يطبقون شرعه فلا بقاء للعزة إلا بعزة الله تعالى.