أَيَا لُغةٌ منابِعُها الفَصيحُ
تَبَاهى الحرفُ فِيها والقَرِيحُ
أَيَا لُغةٌ كَسَاهَا الذِّكْرُ مجْداً
وفِي تبيانها انْهَالَ المَدِيحُ
أَيَا لُغةٌ حَوتْ كُلَّ المَعانِي
وحَارَ بِكنْهِها العقلُ الرَّجيحُ
كِتَابُ اللهِ طَوَّقَها بِعِزٍ
قُرَيشٌ مِن أَطَايبِهِ تَفُوحُ
فَإعْجَازٌ بَلِيغٌ فِي رُبَاها
ولِلمُخْتَارِ تَارِيخٌ يَبوحُ
فأيُ مَكانةٍ سَمُقتْ بذكرٍ!!
لَها أَلقٌ وفِي العَلْيَا تَلُوحُ
سَنفْخرُ يَا حَبِيَبَتنا نُبَاهي
نُحلِّقُ للمَدى وبِهِ نَسيحُ
لماذا الضَّادُ يَهْجرُها بَنُوهَا؟
ويرميها العِدَا ولَهمْ فَحِيحُ!
بِدعُواتٍ تُهَدِّمُ مُبْتَغَاها
وضَرْبَاتٍ مَدَامِعُها تَصِيحُ
فَيَا لُغَتِي أَيَا صَرْحاً عَظِيماً
تَهَاوتْ عِندَ هيْبَتِهِ الصَّرُوحُ
لأنتِ البَحْرُ لِلغَوَّاصِ عِشْقٌ
وأنْتِ الدُّرُ لِلقَاصِي طُمُوحُ
وأنْتِ السِّحرُ إحْسَاساً وشِعراً
على نَغَماتِه تُشْفَى الجُرُوح
فيَا أبْناءَهَا عُودْوا إليهَا
فإنَّ جُذُورَها نَهْجٌ صَحيحُ
سَنُغْلقُ باب أحقاد الأعادي
ويزْهرُ روضُنا إذ نسْتَريحُ
حُرُوفِي بِالوفَا والحُبِّ تَشْدو
وذِي لُغَتِي، يُبرهِنُها الفصِيحُ
الشاعرة/ منى البدراني - (خنساء المدينة)