في ليلة من ليالي الرياض الشتوية، وتحت زخات المطر، استعرض لاعبو زعيم نصف الأرض مهاراتهم، وأمتعوا عشاقهم، وعشاق الكرة السعودية والخليجية، حينما تغلبوا على جارهم النصر في ذهاب الدوري المؤجل، وفي ديربي الشتاء والمطر الذي انتهى بثنائية رائعة في شباك النصر، حافظ من خلالها الهلال على مشاركته ومناهضته للأهلي في الصدارة، وهو الأحق والأجدر بالصدارة منطقياً؛ كونه يتغلب ويتقدم على الأهلي بفارق الأهداف، لولا النظام (الغريب) الذي يُطبّق في الدوري السعودي، وحتى أفضلية المواجهات لا تمنح الأهلي الصدارة؛ كون مبدأ تكافؤ الفرص لم يتحقق، حيث لعب الفريقان لقاء واحدا فقط، ومن خلال نتيجة اللقاء الأخير يثبت الهلال علو كعبه على النصر، داخل المستطيل الأخضر، ويبصم على نهاية المنافسة بين الفريقين، وأنها لم يعد لها وجود سوى على الأوراق فقط؛ فخلال آخر ثلاثة لقاءات كانت الغلبة والسيادة للهلال كالعادة، وكان أحدها في لندن، وحقق الهلال في اثنين منها كأسين غاليتين، ليواصل الزعيم في اللقاء الثالث إبحاره صوب الصدارة في الدوري، ليبهج عشاقه، وجاء لقاء الشتاء مختلفاً نوعاً ما؛ كون الفريقان دخلا اللقاء بترتيب متباين؛ فالهلال في الصدارة، بينما النصر يقبع في المركز السادس مع فرق الوسط، لذلك لم نشاهد قبل المباراة الضجة الإعلامية المعهودة التي تسبق -عادة- لقاءات الفريقين، وكونهما دخلا أيضاً اللقاء بطموح مختلف لكل منها، فالهلال عينه على الصدارة ليواصل اللحاق بالأهلي، والعكس بالنسبة للنصر، فكان جلّ طموحه هو تحسين مركزه لعل وعسى يلحق بركب الكبار في سلم الترتيب، ومن الملاحظ غياب الجماهير، حيث لم يتعدَ الحضور الجماهيري (1000) متفرج، حيث إن توقيت اللقاء جاء مع فترة الامتحانات للطلاب، مما شهد عزوف الكثير من الشباب عن الحضور للملعب.. ألف مبروك نقولها لعشاق الموج الأزرق بهذا الفوز الكبير والمهم الذي اختتم به الهلال مباريات الدور الأول من الدوري، ويواصل ملاحقته للأهلي ومشاركته الصدارة التي كما أسلفنا أنه الأحق والأجدر بها.
عمر القعيطي - جدة