د. فهد مطلق العتيبي ">
في ليلة من ليالي العلم والوفاء انهمر وفاء دارة الملك عبد العزيز على أرض عنيزة بمباركة من أمير منطقة القصيم المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز ومعالي أمين عام دارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد السماري.
كانت الليلة مساء يوم الثلاثاء 18 من ربيع الأول 1437هـ، والمناسبة برنامج دارة الملك عبد العزيز (من أعلام المملكة العربية السعودية)، والمحتفى به المرحوم محمد بن عبد العزيز المانع (1300- 1385هـ)، والشيخ محمد بن مانع هو هو العلامة الحافظ الفقيه الشيخ محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن مانع الوهبي التميمي النجدي. ولد رحمة الله في بيت علم ودين وورع وتقوى في مدينة عنيزة بنجد سنة ألف وثلاثمائة من الهجرة. وكان من صغره محبا للعلم. حيث التحق بمدرسة تحفيظ القرآن عند بلوغه سن السابعة قبل الانتقال إلى قراءة مبادىء العلوم على علماء بلده. ومن العلماء الذين أخذ عنهم محمد بن عبد الله بن سليم في بريدة والشيح عبد الله بن محمد بن دخيل في المذنب. وفي عنيزة أخذ عن الشيخ صالح العثمان القاضي وهو من تلاميذ والده الشيخ عبد العزيز المانع ، والشيخ إبراهيم بن حمد الجاسر، والشيخ عبد الله بن عائض. ثم سافر رحمه الله في طلب العلم إلى العراق حيث وصل البصرة ثم انتقل بعدها إلى بغداد حيث قرأ النحو والفقه والفرائض والحساب على يد بعض مشائخها ومنهم: محمود شكري الألوسي، و علي بن السيد نعمان أفندي الألوسي. ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة متوجها إلى الأزهر الشريف وحضر هناك دروس محمد عبده، ومحمد رشيد رضا. وكانت وجهته الأخيرة دمشق التي سمع فيها علي أشهر علماء عصره جمال الدين القاسمي، وكذلك عبد الرزاق البيطار.
ومن مؤلفاته:
- مقالات كبار العلماء في الصحف السعودية القديمة.
- تحديق النظر فى أخبار الإمام المهدى المنتظر.
- المفيد .
- الكواكب الدّرية .
- القول المتين فى الرد على المُحتالِين.
- الكواكب الدرية لشرح الدرة المضية.
لقد جاء هذا البرنامج الوطني (برنامج دارة الملك عبد العزيز: من أعلام المملكة العربية السعودية) بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين للاحتفاء بأعلام المملكة الذين خدموها في شتى العلوم على أن يكون الاحتفاء في مسقط رأس العلم المحتفى به. ويقوم هذا البرنامج على أساس الوفاء لهؤلاء الرجال الذين خدموا دينهم ووطنهم وولاة أمرهم. وهنا لا يستغرب مثل هذا البرنامج إذا علمنا أن من ورائه رجل الوفاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله. يقول سمو أمير القصيم: «عرفت خادم الحرمين الشريفين وفيا لأسرته وأهله والمحيطين به ولأبناء هذا الوطن». وهذا ما عكسته لنا وسائل الإعلام من خلال زياراته حفظه الله ورغم مشاغله الجسام لبعض إخوته أو أخواله أو بعض رجالات هذا الوطن. وعليه لا غرابة أن ينطلق برنامج الوفاء من رجل الوفاء. ولقد زاد البرنامج توفيقا وجود معالي أمين عام الدارة الدكتور فهد السماري الرجل الحريص على تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين. فنراه يسافر مع هذا البرنامج أينما حل ويهتم بأدق تفاصيله.
نعم لقد كانت ليلة الاحتفاء بالشيخ المانع ليلة وفاء بامتياز. ظهر فيها اهتمام رجل الوفاء الملك سلمان برجال وطنه. وظهر فيها وفاء سمو أمير القصيم لهؤلاء الرموز من خلال تشريفه ورعايته للندوة والاستمتاع بها وتعليقاته النيرة التي أضافت وفاء إلى وفاء. وكذلك توجيهاته حفظه الله بإطلاق اسم الشيخ المانع على أحد شوارع مدينة عنيزة. وظهر فيها وفاء أهل عنيزة وعلى رأسهم سعادة محافظ عنيزة لابن مدينتهم من خلال حضورهم وتفاعلهم.
نسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل مكروه وأن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده وولي ولي عهده وأن يديم على هذا الوطن هذه العلاقة النادرة بين الحاكم والمحكوم والقائمة في أساسها على الوفاء.
قسم التاريخ - جامعة الملك سعود