موسكو - سعيد طانيوس:
أقرَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إستراتيجية جديدة للأمن القومي الروسي, حدد فيها أولويات البلاد على الساحة الدولية، ومن بينها الشراكة مع الصين والهند بالإضافة إلى التعاون في إطار «بريكس» ومنظمة شنغهاي للتعاون ومنتدى التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادئ، ومجموعة العشرين.
وسبق لبوتين أن دعا في يوليو/تموز الماضي إلى تعديل إستراتيجية الأمن القومي الروسي لتتناسب مع التحديات والأخطار التي تواجه البلاد.
وجاء في نص الإستراتيجية أن روسيا تنوي تطوير الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي مع الصين، معتبرة ذلك العامل الرئيس للحفاظ على الاستقرار في المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الشراكة الإستراتيجية المتميزة مع الهند. كما تدعو روسيا إلى إنشاء آليات ثابتة خارج الأحلاف للحفاظ على الاستقرار الإقليمي بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وأشارت وثيقة الإستراتيجية الجديدة إلى زيادة عمليات إسقاط الأنظمة السياسية الشرعية وإثارة اضطرابات ونزاعات داخلية، مع تحول الأراضي التي تستعر فيها هذه النزاعات إلى قواعد لانتشار الإرهاب والنعرات القومية والطائفية وغيرها من مظاهر التطرف. وأضافت أن «ظهور المنظمة الإرهابية التي أطلقت على نفسها اسم الدولة الإسلامية وتعزيز نفوذها كانت نتيجة لسياسة المعايير المزدوجة التي تتبناها بعض الدول في مكافحة الإرهاب».
وجاء في نص الإستراتيجية الجديدة أن روسيا في تعاملها مع التهديدات على أمنها القومي تركز على تعزيز وحدتها الوطنية وضمان استقرارها الاجتماعي والوفاق بين قومياتها والتسامح الديني، وإزالة الخلل في اقتصادها وتحديثه، ورفع القدرات الدفاعية للبلاد.
وأضاف أن روسيا تعتمد في الدفاع عن مصالحها القومية على سياسة «مفتوحة وعقلانية وبراغماتية تستثني مواجهة مكلفة (بما في ذلك سباق التسلح)».
وذكر النص أن روسيا مهتمة بتطوير تعاون تجاري واقتصادي متبادل النفع مع دول أجنبية، وتعتبر مشاركة مسؤولة من النظام التجاري متعدد الأطراف.
أما في مجال الأمن الدولي فأشارت الإستراتيجية إلى أن روسيا متمسكة «باستخدام وسائل سياسية وقانونية وآليات ديبلوماسية هادفة إلى حفظ السلام قبل غيرها»، أما استخدام القوة «فليس ممكناً إلا في حال اتضح أن جميع الوسائل السلمية لم تأت بنتائج».