الجزيرة - صنعاء:
كشف عدد من أهالي المعتقلين عن مفاوضات تجري بينهم وبين قيادات حوثية عبر وسطاء قبليين ممن يوالون جماعة الحوثي لإطلاق سراح أبنائهم مقابل دفعهم مبالغ مالية كبيرة، ويتعمد الحوثيون منذ وقت إلى متابعة وملاحقة العديد من الناشطين المناهضين لمشروعهم الانقلابي أو من يدعمون المقاومة والحكومة الشرعية ولو بالكلمة، خاصة من ينتمون إلى بيوت تجارية أو معروفين بوضعهم المادي الجيد. العديد من الشباب تمت ملاحقتهم واعتقالهم في صنعاء وإب والحديدة وغيرها من محافظات اليمن من قبل ميليشيا الحوثي وصالح على خلفية منشورات لهم على صفحات الفيسبوك أو مجموعات الواتس أب تنتقد سلوك الحوثيين ومشروعهم الانقلابي أو تبارك جهود التحالف العربي وتدعم المقاومة والحكومة الشرعية، وهو ما اعتبرته الميليشيا، خيانة للوطن ومبرر لملاحقة هؤلاء الناشطين واعتقالهم في معتقلات سرية غير معروفة ومنعوا عنهم الزيارات أو التواصل معهم، واستخدموهم ورقة ابتزاز لأهاليهم ليدفعوا مقابل الإفراج عنهم مبالغ مالية طائلة.
سلطان إسماعيل من محافظة إب يقول: «اعتقلوا ابني الكبير لأنه كتب على صفحته في الفيسبوك بأن الحوثيين لا يحملون مشروع دولة، وأنهم عاثوا في الأرض الفساد وقضوا على كل جميل في هذه البلاد، ومن يومها وهو معتقل، في مكان مجهول، ومنعوا تواصلنا معه ولم يفرجوا عنه إلا بعد أن دفعنا مبالغ مالية للإفراج عنه».
ويقول عبدالرقيب سفيان من صنعاء «اعتقلوا أخي دون سبب، كل ما في الأمر أنه في مجلس قات تحدث مع أصدقائه بعبارات تنتقد ممارسات الحوثيين، وللإفراج عنه طُلب منا أن ندفع مبلغاً من المال كضمانة، فدفعنا المبلغ وتم الإفراج عنه». محمد علي أحمد صاحب محل مجوهرات قال: «اعتقل الحوثيون ابني من المحل، وأخذوا معه مبلغاً من المال كان بالمحل وقالوا إنهم سيصادرون المبلغ لأنه يخص دعم المقاومة، مع أنه خاص بشغل المحل، وعلمنا تباعاً أن السبب الحقيقي لاعتقال ابني هو رفضه دفع مبلغ من المال لدعم المجهود الحربي، فألصقوا له تهمة دعم المقاومة، وبعد مفاوضات أفرجوا عن ابني بعد أن أجبروني على دفع مبلغ كضمانة، وطبعا لم يعيدوا إلينا المبلغ الذي أخذوه من المحل، يعني ابتزاز واضح».
الناشط الحقوقي إبراهيم قايد قال: «الحوثيين يلجئون إلى اعتقال أي شخص تمتلك أسرته المال كي يبتزوهم بتهم ملفقة، ومن يعتقل لا يُفرج عنه دون أن يدفع مبلغاً من المال».