عبد الرحمن الشلفان ">
على مدى ما يزيد على خمسين عاماً التي مضت والشعوب العربية تتوق إلى التوحّد واجتماع الكلمة لقياداتها أملاً في لم شملها كأمة عربية واحدة ذات أهداف وغايات ومصالح مشتركة مثلما تطلعها للاستقواء على أعدائها المتربصين بها مما لا يتوقف لهم سعي في محاولة استهدافها طمعاً في الاستحواذ على ثرواتها مثلما الرغبة في إضعافها وجعلها التابعة لهم، هذا مراد أولئك الأعداء، غير أن مراد الله غير ذلك حين قيّض للأمة من يقودها لكي تأخذ مكانها اللائق بها بين أمم الأرض، إنه ذلك القائد الرائع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه وزاده من نصره وتأييده- الغيور على دينه والحفي بعروبته، ومثلما كان من أولى خطواته المباركة المتمثلة في ذلك الموقف المشرّف (عاصفة الحزم) التي استطاعت بفضل الله ثم بفضل حنكته وعزمه وحزمه أن تنقذ اليمن وشعبه الشقيق من محاولة الفرس الصفويين اختطافه وليعود باليمن وأهله إلى أمتهم العربية، ولتأتي بعد ذلك خطوته التالية الرائعة والمتمثلة فيما صار من ذلك التحالف الإسلامي العسكري والذي يضم أربعاً وثلاثين دولة والذي سوف يعيد للعرب والمسلمين ما كان من مجدهم وقوتهم وما سيحول دون استهداف أي منهم مثلما فعله الذي سوف يطول من لحقه الأذى من أولئك الأعداء بما يحقق لهم النصر بمشيئة الله. إن عصراً جديداً قد بزغ نوره وبان فعل رجاله الأوفياء المخلصين بفضل الله ثم بفضل الرمز التاريخي الموفّق سلمان العروبة والإسلام، هكذا الرجال العظام والتاريخيون حين يجيئون في موعدهم مع القدر قدر الأمتين العربية والإسلامية في الوقوف كأمة فاعلة ومؤثّرة ليس في محيطها فحسب، بل في محيط العالم كله حفظ الله العرب والمسلمين من كيد أعدائهم وأعداء دينهم وحفظ من شاء الله له أن يكون القدوة حامل لواء الزعامة لنصرة الدين ورفعة شأن العرب والمسلمين سلمان الوفاء والإباء سلمان العزة والشموخ والكرامة.