عبدالعزيز صالح الصالح ">
عندما يتحدث المرء عن الموظف المجد في عمله المحب له المخلص له فإنه يعتبر في تلك الحالة حجر الزاوية في تحقيق الانطلاقة الحقيقة لأي منشأة كانت، فمهما كانت ظروفه ومهما كانت معاناته القاسية في العمل إلا أن - المخلصين في الأعمال الإدارية والميدانية مع الأسف الشديد قلة في عصرنا الحالي.
فهم أشبه بقيثارة نغم جميل في مقطوعة إدارية راقية وموسيقى جاذبة وفق منظومة عمل يومي منتظم، فالموظف المخلص دائماً لا يركن إلى التكاسل أو التخاذل أو التقاعس أو الملل الذي يقوده إلى الإهمال أو اليأس أو الاكتئاب بل إنه يجاهد نفسه بكل ما يملك ويصبر ويثابر ويحرص كل الحرص على تجديد حياته باستمرار حتى يتسنى له تحقيق ما يطمح إليه وما تطمح له المنشأة التي يعمل بها.
فالمخلصون على وجه العموم.. هم الذين يطورون أماكنهم التقليدية وقدراتهم الذاتية وأساليبهم الكلاسيكية الرتيبة في حياتهم العملية إلى الأفضل وإلى الأحسن دون توجيه من أحد أو تلقين من الغير فهم يدربون أنفسهم بوعي كامل ومستمر حتى يتسنى لهم اكتساب أكبر قدر من المعرفة وأسرار تلك المهن وتفاصيلها الممتعة.. والحصول على أقصى قدر ممكن من التجربة والخبرة الميدانية المتطورة.. وذلك من خلال أداء مهام الوظيفة المنوطة بهم ولكن المتفوقين في أعمالهم الإدارية وغيرها يعملون بكل ثقة وأمانة وإخلاص وحرص وحب كبير في العمل.. ويشعرون بكل فخر واعتزاز ليس بالمسؤولية فقط.. بل يسعدون بالتغيير والتطوير والتجديد والإنجاز، خاصة إذا تم بأيدهم وجهودهم وتعبهم وعنايتهم.. جادين في عملية التفرد والتميز.. وذلك من أكثر من زاوية وموقع على مر الأيام والسنين.. وبرؤية ثاقبة نحو مستقبل المهن مستخدمين أكثر من طريق مستقيم مباشر وغير مباشر، ولو كلفهم ذلك الأمر المزيد من الجهد والوقت والمال والتعب والسهر فإنهم يعملون بمنتهى الجدية والاحترافية والاخلاص وذلك من أجل تحقيق ذلك الهدف المهم إنه بلا شك أمر وهدف في غاية الأهمية يختصر لهم سنوات العمل المتميز والناجح المنظم يمنحهم درجات الرقي والعلو ويحميهم من مغبة التخلف والهبوط. فالموظفون المجدون بالعمل الإداري والميداني يملكون صفة التميز من أجل تحقيق أهدافهم وغاياتهم، الموظفون المجدون بالعمل الإداري والميداني يملكون صفة التميز من أجل تحقيق أهدافهم وغاياتهم النبيلة ويأملون.. بالقدر المطلوب إلى تحويل طموحاتهم إلى واقع رائع وجميل لأن تنفيذ العمل بالشكل المطلوب على السطح ليس سهلاً لأنه يمتاز بالعديد من الأبعاد العميقة ذات الأسس المتباينة بين إنسان وآخر وفق طبيعة الهدف وطبيعة الأسس، فكان حرصهم الشديد والمهم على إتقان الأعمال بشتى أنواعها وصورها ورغم ما يواكبها من قساوة وجلد وتعب ومشقة وهمة.. فقد اعتادوا على الصبر والمصابرة والمثابرة، بل كانوا يعملون على تطوير أعمالهم وتحديثها لتساير كل جديد على السطح وتتناسب مع كل عصر.
والله الموفق والمعين
- الرياض