صلاح بن سعيد الزهراني ">
قال تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (الأعراف-56)، لذا في ظل الصراعات الدولية والتنازع بين الشرق والغرب، بدت هناك ضرورة ملحة لمواجهة مشكلات الدول الإسلامية والحفاظ على سلامتها ومكتسبات شعوبها في مواجهة خوارج العصر وجماعاتهم الإرهابية التي تهدف إلى هدم الدول ونشر الرعب والفوضى والعودة بالمدنية والمعاصرة والقيم الإنسانية التي أرساها الإسلام السمح، إلى زمن الرق والعبودية، يزعمون أنه الإسلام، والإسلام منهم بريء، أدركت المملكة العربية السعودية دورها القيادي والتعبوي لجمع كلمة المسلمين واستنهاض قواهم لدك حصون الفكر المنحرف والذود عن حياض الإسلام الحقيقي المتمثل في قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران-159)، وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (الأنبياء-107)، فالإسلام دين السماحة، دين الرحمة والبناء لا دين العدوان وامتهان كرامة الإنسان وهدم الحضارات، دين يدعو إلى نبذ العرقية والتمييز ونشر الأمن والأمان والمساواة والمحبة بين الشعوب.
وتفعيلاً لدور المملكة العربية السعودية في نصرة الإسلام والمسلمين وعملاً بمبدأ التعاون على البر والتقوى، نجحت المملكة في حشد (34) دولة إسلامية في مواجهة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله أياً كان موقعه سواء بالمواجهة الفكرية أو العسكرية إذا اقتضى الأمر، فهو جريمة نكراء تنبذها الشرائع السماوية والفطرة الإنسانية، بعد أن تبيّن للقيادة الحكيمة الملهمة أن ديار المسلمين أصبحت ميداناً لصراع الدول الكبرى لن يخلف إلا الدمار والخراب، فالإرهاب سرطان في جسد الإنسانية، وإن تقابل الشرق والغرب في فكرة محاربة الإرهاب ولكن تبقى المشكلة في تعريف الإرهاب ومدى كفاية إمكانات الدول الإسلامية لمواجهته، وأهمية تطوير الفكرة لتشمل طوائف المسلمين كافة حتى لا يفهم الحلف على أنه تجمع سني في مواجهة المذهب الشيعي.
وفي مبادرة جريئة للحفاظ على سمعة الإسلام وديار المسلمين، وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي عن التحالف الإسلامي في مواجهة الإرهاب، فلله درك يا سلمان العرب والمسلمين، فحكمتك ووطنيتك تأبى إلا أن تكون باب خير ورحمة تجمع كلمة المسلمين للذود عن دينهم وأوطانهم، أعانك الله وسدّد خطاك وولي عهدك وولي عهده الأمناء على الوطن والدين.
نسأل الله أن يجمعنا على كلمة الحق، وأن يكلل مساعي المملكة بالنجاح والفلاح وأن ينصرنا على أعداء الإسلام، وأن تنعم شعوبنا بالأمن والأمان ورغد العيش، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
- الرياض