تونس: مصاعب اقتصادية وتهديدات إرهابية في الأفق ">
تونس - فرح التومي:
بتحذير وزارة الخارجية الأمريكية، أول أمس مواطنيها من مخاطر السفر إلى تونس، على إثر الهجمات الإرهابية الأخيرة، يستقبل التونسيون العام الجديد وقد تراجع منسوب الثقة في النخبة السياسية التي راوحت مكانها منذ الثورة و»حافظت» على عادتها في انتهاج سياسة الجدل العقيم وتأخير فتح الملفات الحارقة.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أوصت، في بيان لها المواطنين الأمريكيين الموجودين في تونس بتوخي أقصى درجات الحيطة واليقظة وذلك في ضوء الهجمات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت المواقع التي يرتادها السياح وكذلك قوات الأمن بوسط العاصمة تونس. وقال البيان إن على المواطنين الأمريكيين اتخاذ أقصى درجات الحذر في الأماكن العامة بتونس والتي يرتادها الأجانب مثل الفنادق والمراكز التجارية والأماكن السياحية والمطاعم.
وأوضحت الخارجية الأمريكية أنه على الرغم من التزام تونس بمواجهة المشاكل الأمنية وتزايد التواجد الأمني في المناطق السياحية غير أن التحديات مستمرة والتهديدات الإرهابية لازالت كبيرة. وأشار البيان إلى إعلان السلطات التونسية فرض حالة الطوارئ في مختلف أنحاء البلاد في شهر نوفمبر الماضي، والتي تم تمديدها حتى 21 فبراير القادم، وقال البيان الأمريكي إنه سيتم سريان هذا التحذير حتى 29 من نفس الشهر.
ويودع التونسيون عام 2015 بتهديدات من نوع آخر، ذلك أن اتحاد الشغل وأمام فشل مفاوضاته مع منظمة الأعراف حول الزيادة في أجور عمال القطاع الخاص، قرر مجمع القطاع الخاص تنفيذ سلسلة من الإضرابات الإقليمية في القطاع الخاص بداية من يوم 21 يناير 2016 بإقليم تونس الكبرى، وتأتي هذه الخطوة بعد فشل الاجتماع الثلاثي الأخير بين رئيس الحكومة ورئيسة منظمة الأعراف والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل في مسعى لتقريب وجهات النظر.
من جهة أخرى، يفتتح التونسيون عامهم الإداري الجديد بتفاقم أزمة حركة نداء تونس الحزب الذي يقود الإئتلاف الحاكم والذي يعيش على وقع انشقاقات قاصمة تنبئ باندثاره أو تفجيره إلى أحزاب صغيرة بعد استحالة عودة الصفاء إلى علاقات قياداته التي اصطف كل تيار منها في خانة مما أثر سلباً على وحدة كتلته النيابية بالبرلمان.
ولا يبدو في الأفق أي بصيص أمل لعودة الوفاق إلى الصف الأول لنداء تونس بالرغم من محاولات مؤسسة الرئيس الباجي قائد السبسي والبعض من حكمائه تقريب وجهات النظر.. في ظل إرجاء الحبيب الصيد رئيس الحكومة الإعلان عن التحوير الوزاري الذي وعد بإجرائه منذ أكثر من شهر والذي يعول عليه الرأي العام المحلي لاستعادة الحكومة الائتلافية البعض من بريقها بعد أن تراجعت أسهم وزرائها في بورصة التونسيين.. والثابت أن تونس مقبلة على مرحلة صعبة سياسياً وحزبياً واجتماعياً واقتص أدياً.. تزيدها التهديدات الإرهابية أوجاعاً على أوجاعها.