فواز بن مطر بن ناشي الشميلي الشمري ">
مراكز الرعاية الصحية الأولية داعمة للمستشفيات؛ إذ إنها تقلل الثقل عليها والازدحام فيها، فضلاً عن تلبية حاجات المواطن المستمرة للدواء والعلاج بغية المحافظة على الصحة والسلامة للفرد والمجتمع، التي هي الجوهر الأساس والحقيقي للحياة البشرية.
إن رسالة المركز الصحي المتضمنة أهدافها وأسلوب تحقيقها يجب أن تبعث في موظفيها الانتماء والتوجه نحو خدمة المراجعين. ودائماً هناك ارتباط قوي بين صحة الأفراد والرفاهية العامة للمجتمع، وهذا يدفع لمقدرته على مساهمته في تحقيق التنمية الشاملة أمام أسرته ووطنه، إلى جانب توافر الأدوية والمعدات والأجهزة واللوازم الطبية قبل أن نصل إلى تجويد الخدمة، والدفع بالموارد البشرية المؤهلة لتقديم الخدمة.
هل يتسع أفق الرعاية الصحية الأولية حقاً إلى معالجة الحلقة المفقودة بين المراكز الصحية والمستشفيات؟
إن ردم هذه الفجوة لا يعني تقديم الخدمة الصحية المثلى، والدفع إلى تحسين الرعاية الصحية نحو الكفاءة الخدمية، بل يجب أن تتواكب مع تقديم خدمات مماثلة لمقدم الخدمة؛ لتنعكس إيجابياً على الخدمة المقدمة. ويجب ألا ينسوا نصيبهم في التدريب والتطوير المستمر؛ لذا هم بحاجة ماسة إلى تصميم برامج تدريبية بتقدير الاحتياجات المستقبلية التي تتلاءم مع فن الرعاية (سلوك مزود الخدمة مع المستهلك)، وفنية الرعاية (الجانب السلوكي المعرفي)، بما يتماشى مع سقف التوقعات والطموحات المرتفعة جداً، والمتطلعة من المواطنين.
للأسف الشديد!! إن كثيراً من الأنشطة المتطورة القائمة في المراكز الصحية، كبرامج (تعزيز الصحة، الصحة المدرسية، التثقيف والتوعية الصحية، أصدقاء المرضى والمشاركة المجتمعية) هي جهود ذاتية برغبة ذاتية تطوعية لأداء تلك الأعمال كعمل إضافي دون مقابل مالي، مستشعرين مسؤوليتهم إزاء مستفيدي الخدمة، ولكن في حال غياب عامل التخصص أعتقد أننا نفتقد هذه النظرة، كما نفتقد الوعي بأهمية الفائدة المرجوة.
كما تجدر الإشارة إلى أهمية تطبيق برنامج الطبيب الزائر إلى المراكز الصحية الأولية في تخصصات محددة، تشمل القلب والسكر وكل ما يصاحبها من مضاعفات وأمراض النساء والولادة، من خلال التعاون مع إدارة الصحة العامة من خلال هذا البرنامج.
ويمكن أن نلخص الأهداف المرجوة بـ(التدريب والتعليم المستمر، تنمية قدرات الأطباء والكادر التمريضي، الدفع بالكوادر الطبية للاطلاع والمعرفة، التقييم المستمر، الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المقدمة، التماشي مع المستجدات الطبية الحديثة في هذه المجالات، تخفيف العبء على المواطنين، تقديم عناية طبية متقدمة، توفير أفضل رعاية صحية لسكان الحي والاستفادة من خبرات وتجارب الكوادر الطبية الزائرة).
كما أنه يتم تصنيف المراجعين المحتاجين لمتابعة الطبيب الزائر لتحديد الموعد المناسب للكشف على المريض، ومتابعة حالته في عيادات الأمراض المزمنة بالمراكز الصحية.
كما أن للمراكز الصحية دوراً كبيراً في الاكتشاف المبكر للأمراض، خاصة الأمراض المزمنة. ونحن نجد الإحصائيات تشير إلى أن أمراض ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع معدلات الكولسترول والدهون الثلاثية هي أشهر الشكاوى التي يعاني منها المراجعون. كما تستقبل أيضاً المرضى الذين يتم إخراجهم من المستشفى لمتابعة حالاتهم الصحية.