وصف الشيخ عبدالرحمن بن علي الجريسي المضامين المهمة التي حملها خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمام مجلس الشورى بأنها مليئة بالتحديات التي تواجهها المملكة، مشيراً إلى أنها جاءت وسط ظروف صعبة تجتاح العالم سياسياً واقتصادياً وأمنياً، إلا أن امتلاك الملك سلمان خبرة طويلة في ممارسة العمل الإداري وإدارة الدولة بالحكمة والمعرفة المشهودة له، فضلاً عن نظرته الثاقبة وحنكته وصبره، كان السبب الرئيس في انتهاجه لخطط تطوير مرافق وأنظمة وتشريعات الدولة بشكل يضمن ملاءمتها للمرحلة الحالية والقادمة.
وقال الجريسي: إنه وخلال كلمته ـ أيده الله ـ وضع النقاط على الحروف؛ إذ كان خطابه واضحاً وشفافاً مثل جسر تواصل لنهج ملوك المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه، وهم عازمون على أن تمضي نهضة هذه البلاد بنهج عقيدة وشريعة ديننا الحنيف وتنميتها. وتابع قائلاً: على الصعيد الأمني فإن التحديات التي تواجهها المملكة ليست مواجهات طارئة، وإنما غدت مرتكزات ثابتة في مسيرتها. وقد وضعتها تلك المرتكزات في طليعة الدول ذات الثقل السياسي والاقتصادي والأمني؛ ما دفع المملكة لتأسيس أول تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب في العصر الحديث، يكون مقره الرياض، ويسعى إلى التصدي له واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه.
وقال الجريسي: أما سياسياً فتضمن خطاب خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ مضامين العمل الذي بُذل ويُبذل لإعادة تنظيم أجهزة الدولة بحِزَم من التشريعات دعماً لاستمرارية مسيرة التنمية؛ الأمر الذي ينعكس على الواقع الاقتصادي القوي والجاذب للاستثمار الذي تعيشه المملكة رغم ما تمر به المنطقة والعالم من مشكلات وتقلبات. وعن التحديات الاقتصادية التي أوضحها الخطاب الملكي السنوي فكان خادم الحرمين الشريفين ـ أيده الله ـ واضحاً في تسليط الضوء على السياسة الحكيمة التي مارستها الدولة تجاه فترات ارتفاع أسعار النفط خلال السنوات الماضية؛ وبالتالي الحصول على مدخرات كافية وفائضة، تمكّن الدولة من مواجهة سلبية انخفاض أسعار النفط في الوقت الراهن، بما لا يؤثر على استمرار مسيرة البناء، وتنفيذ خطط التنمية ومشروعاتها. وقد شدد خادم الحرمين على أهمية العنصر البشري، مشيراً إلى أن الإنسان السعودي هو هدف خطط التنمية الأول، ويعكس حرص الدولة وسياستها الدائمة والملتزمة تجاه المواطن، وتحفيز المجتمع الاقتصادي بالمملكة، وزيادة نسبة الطمأنينة المرتفعة لدى رجال الأعمال والمستثمرين تجاه استمرارية الدولة في دعم عجلة التطوير والتنمية بالرغم من التقلبات الاقتصادية التي يشهدها العالم. وأضاف: نحمد الله أن مَنّ علينا بهذه القيادة الحكيمة، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وولي ولي العهد، وأن ينعم الله على هذه البلاد المباركة بنعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء.