غادر هذه الدنيا الفانية إلى الحياة الباقية معالي الفريق أول محمد بن عبدالله بن عبدالعزيز العمرو، ذلك الرجل الذي تولى مناصب رفيعة في القوات المسلحة وحرس الحدود وآخرها رئيس الجهاز العسكري للحرس الوطني، بعد معاناة مع المرض نرجو أن يكون ابتلاؤه بها مغفرة ورحمة له بإذن الله. كان هذا الرجل إدارياً وقائداً مشهوداً له من الجميع بالحكمة وحسن التصرف، فقد أمضى ما يقرب من ستين سنة بأعمال كلها قيادية منذ أن كان برتبة نقيب، وكان قائداً للمدرسة العسكرية بالخبراء تخرج على يديه العديد من القادة الذين تولوا مناصب عليا في القوات المسلحة، وكانوا يشهدون له بالحزم في غير تسلط، وبالعزم في غير تهور، وبإخلاص واضح لقيادته ووطنه، وإبداء النصيحة الصادقة لكل من لجأ إليه مستنيراً برأيه. وأذكر عنه - رحمه الله - أن هناك من يلجأ إليه طالباً شفاعة في الالتحاق بمدارس عسكرية فكان أول سؤال له «شريطة أن لا يكون قبولك على حساب من هو أحق منك»، وهذه معروفة عنه.
رحم الله أبا عبدالله وأسكنه فسيح جناته وغفر له ذلاته، والعزاء لأبنائه الكرام العميد عبدالله والمهندس عمرو وأحمد ورفيقة دربه أم عبدالله وكريماته وأسرة العمرو كافة... {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
- حمد بن عبدالله الصغير