عبدالله بن عبدالعزيز الفالح ">
إن توسعة الحرم النبوي الشريف لهي نقلة تاريخية وحضارية وإسلامية كبيرة مميزة تخدم المصلين والزوار للحرم من داخل المملكة وخارجها ممن تهوى أفئدتهم الى مسجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذين يتشرفون بالصلاة فيه والسلام على النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام وعلى صاحبيه رضي الله عنهما... إن هذه التوسعة الآنفة الذكر لتعد من أضخم التوسعات الكبيرة في تاريخ مسجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وتلبي احتياجات الناس وا لتوسعة عليهم عند زيارتهم للحرم النبوي الشريف والمصلين في جميع الأوقات خاصة في شهر رمضان المبارك وشهر الحج، ومن أجل البحث عن سبل وطرق تحقق المنظومة الشاملة والمتكاملة من مشروع التطوير والتوسعة الجديدة باذن الله تعالى، وان توسعة خادم الحرمين الشريفين للحرم النبوي الشريف لهي من الأعمال الصالحة والجليلة لما فيها من خدمة لبيوت الله عزوجل، وندعو الله تبارك وتعالى ان يُبارك لنا وجميع اخواننا المسلمين في هذه التوسعة المباركة النافعة والمشاريع الأخرى بالأماكن المقدسة كلها، وأن تعمل كلها على التسهيل على المصلين وزائري مدينة الرسول- صلى الله عليه وسلم-، وبلادنا الغالية هي السباقة في العناية ببيوت الله تعالى بين سائر البلدان الإسلامية والعربية المختلفة.. جزى الله المسؤولين في بلادنا خيرا على ما يبذلونه ويقدمونه من جهود طيبة مباركة في خدمة بيوت الله وأولها الحرمان الشريفان والأماكن المقدسة، ولا ننسى المشروع والمعلم الاسلامي الكبير والضخم ألا وهو.. مجمع خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز رحمه الله لطباعة المصحف الشريف والذي حقق أهدافا كبيرة في خدمة كتاب الله عز وجل، كما ان هذا المجمع الذي يحمل بين جوانحه القرآن العظيم كلام الله سبحانه يتم توزيع أعداد كبيرة من المصحف الشريفة لكافة البلاد الإسلامية والعربية على حد سواء بل وبالملايين كي يغطي أنحاء كبيرة من العالم، وهذا ولا شك يعتبر تحقيقا للعمل الخيري وهو طباعة كتاب الله تعالى بكل فخر واعتزاز خدمة لهذا الكتاب العظيم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه... إن المدينة النبوية الشريفة الطاهرة على صاحبها افضل الصلوات وأتم التسليم لها مكانتها الكبيرة وقدسيتها لدينا نحن المسلمين، والحرم النبوي الشريف هو الآخرله مكانته ومنزلته العظيمةلدينا... يقول الله تعالى في محكم التنزيل: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مََ اللَّهِ أَحَدًا}، وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}، ويقول الرسول صلى الله عليه واله وصحبه وسلم في حديثه الشريف: (من بنى لله مسجدا (ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة..) حتى وان كان مكانا مثل عش الطائر، يعني ولو شارك في بناء المسجد بجزء بسيط فإن الله سيجزيه على ذلك في الجنة بإذنه تعالى، لذلك نرى ونسمع بأن أهل الخير ممن يتسابقون في بناء بيوت الله تعالى أو يشاركون في ذلك بما يستطيع كل حسب استطاعته ومقدرته.