إبراهيم الطاسان ">
كان درع الجزيرة، وهو التشكيلات العسكرية المكونة من قوات دول مجلس التعاون الخليجي، يقع في الظل الإعلامي، نادراً ما يسمع ذكره حتى تحرك للقضاء على الفتنة التي حركها عملاء إيران في البحرين الشقيق، فأدرك المواطن الخليجي والعربي أهمية مثل هذه التكتلات حينما يحل وقتها وتبرز الحاجة إليها. وربما وأن درع الجزيرة نواة لدرع الأمة الذي أعلن عنه ليلة البارحة في لحظة مفاجئة مبهرة كإبهار لحظة إعلان بدء عمليات عاصفة الحزم. لا شك أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين سلمان العزم والجزم قد أبهرت العالم بنجاح سياستها ودبلوماسيتها. وبهرت استطعام العالم العربي والإسلامي لمعنى الأمل الذي طال بهم الوقت بانتظاره. ليتحقق في مفاجأة مبهرة في لحظة غفوة، بهبوب عاصفة الحزم وسط ليلة ربيعية باردة دثرتنا فيها المفاجأة بدفء الأمل، فقد نمنا تلك الليلة وجنوبنا تكتوي بنار الألم على أشقائنا في اليمن، لنستيقظ على أنغام (سيدات السلم نيران الحروب) وكأن أزيزها لحن وتر شجي. ترمي بالحمم أعداء اليمن واليمنيين، وتنثر على اليمنيين رياحين الأمل. وحين فجرت أجساد الركع السجود في بيوت الله في الشرقية والجنوبية، شاهدنا من يستحي ويلزم إلينا بخفاء، ومن لا يستحي يعلنها صراحة، كالمرشح للرئاسة الأمريكية ترامب، والمختلف على خلافته خامنئ ولأظافر الموبوءة بجراثيم الجريمة المالكي، وحسن نصر الله. اتهامنا بتغذية الإرهاب الذي لم ينلهم منه ربع ما نالنا. لنستيقظ مرة أخرى على حزم جديد يستهدف إحياء مجد وكرامة وأمن الأمة، ومتى ما أخلصت الدول الحليفة للمشروع الناشئ وهو يهتم بالأمن بشقيه الفكري والعسكري.. فماذا تحتاج؟
تحتاج الإخلاص من علمائها الأفضل، ومفكريها الأكارم، ووعاظها المأجورين على عملهم من ربهم، وكتابها، ومذيعيها وأصحاب الرأي أن تهب هبة رجل واحد لمحاربة الفكر المتطرف كل بما له فيه خطوة وباع، وأن نكون عيونا على منابعه ومساراته. فالدول مهما كانت وكيف كانت تعمل لأمن وسلامة مواطنيها، إلا قلة ممن عصفت بهم المصالح الشخصية، وغيرتهم الأيديولوجية كالأسد، ومن غيرتهم مظاهر السلطة على صالح، والمستبعد نورى المالكي. ومهما عملت الدولة بدون وعي المواطن وإدراكه لواجبه تجاه وطنه وقد قالها لنا نحن أبناء المملكة العربية السعودية المرحوم الأمير نايف بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بالرحمة «المواطن هو رجل الأمن الأول فلنكن نحن عند حسن الظن فينا كمواطنين. ولا أخالنا إلا كذلك إن شاء الله.