أيا لغة الأجدادِ والحلمُ يزهرُ
و يا لغة الأفكار والعقل يكبرُ
تناهيت في كلّ العلوم قلادةً
أيا منتهى الآمال فالعلمُ ينشرُ
أتيتِ رحاب العلم حتى تألقت
لها شمس زهوٍ في الميادين تسفرُ
ضممتِ إلى جنبيك من كل منبعٍ
سفيناً من العلم الذي فيك يبحرُ
تنام بنات الفكر حتى إذا انتهت
إليك تهادت في رؤى الفكر تسهر
مضمّخةً أيدي الفضائل والنهى
حروفاً من الإبداع فالفكر يمطرُ
حويت علوم النحو والطب والهدى
وتاريخ أجدادٍ به الكون يسمرُ
غذيت (ابن خلدون) بفضلك
فانتهى إلى مسلك فيه البريّةُ تنظرُ
رسمتِ مع (الإدريسي) للأرض تحفةً
وجاء (ابن حزم) في التآليف يعبرُ
وهبتِ (ابن سينا) طبه و(ابن باجةٍ)
ونال (ابن رشدٍ) كلّ فنٍّ يفسرُ
عقدت من الإيحاء في كلّ موطنٍ
جمالا به الأذهان تصحو وتسكرُ
أيا لغتي والقلب ما زال حائرا
أتيتكِ طفلا قلبه كاد يكسرُ
ألستِ التي نلتِ من المجد غايةً
تجول بها الآفاق فخراً وتزهرُ
بلغت من الإفضال ما لو كتبتُه
لغنّت به الأيام والدهر يفخرُ
سقيتِ عقولا ظامئات كأنها
إذا وردتك اليوم – هيهات – تصدرُ
أيا لغتي ما أشبه الأمس بالمنى !
أخاب رهان !. مجدك اليوم يذكرُ
لقد نهلت أبناء روم مناهلاً
لديك وخلّى دمعَك الحزنُ يقطرُ
وأبناؤك الحيرى تتوه حروفهم
بعجمة قومٍ ما بها الآن مفخرُ
أيا لغتي ما أبلغ القهر صامتا!
جلالك في الأمداء لو كان يُقدرُ
حملتِ كتاب الله يُتلى كرامةً
فكونك بالآيات كونٌ معطرُ
وصنتِ لنا عزّاً تسامت صروحه
وعهداً من الإبداع ما زال يحضرُ
أقيلي عثار الشعر . هل كنت شاعرا!
هوى سحرك الباهي فماذا يسطرُ؟
أقام لنا في متحف القلب قُبةً
وطاف بها – حباً – كتاب ودفترُ.
- أحمد اللهيب