عايض البقمي
رحلة قصيرة أريدك أن تدخل في نطاق جاذبيتها.
تخيل أنك تملك سيارة فاخرة (بانوراما) مثلاً لكنك تتعامل معها بخشونة وجلافة كما لو أنها (دتسن) أو (دينا) وتجوب بها خطوط المطبات والحفر والتغاريز.
ومن عاير إلى عابر وتستمر على هذا المنوال حتى تحول سيارتك الشابة بكل حسنها وجمالها إلى شمطاء مهلوكة بسبب الكرف الذي سحق عظامها وأحالها إلى التقاعد المبكر فلا تجد لها من مكان سوى تشليح الحائر أو برحة معارض النسيم.
المثل السابق يعكس حال بعض الخيل الموجودة شحماً ولحماً في الجنادرية، فهي تعاني من ظلم مدربيها الذين لا يتعاملون معها بمستواها كجياد كؤوس وسباقات كبرى بل يعاملونها كجياد أشواط عادية، ونادراً ربما أشواط سيارات وإضافية رغم أن السيارات والإضافية هالموسم تغري ويسيل لها الوجد والتوجاد.
والأمثلة في هذا الخصوص عديدة غير أنها قليلة وفريدة وآخرها ما فعلته مساء السبت الماضي الفرس الطموحة (محبوبة روان) وهي تطير بأجمل الكؤوس السباقاتية غير عائبة بالشعارات المرعبة بيضاء وحمراء.
أثق تمام الثقة أن هناك جيادا وأفراسا على شاكلة (محبوبة روان) مثل (متمني) و(حليم) و(ذادميرال) و(حيك) و(سيف الرياض) وقبلهم (يبهر) و(ديامو) بل الذي أنا متأكد منه أن هناك عدة مهور ركضت ينطبق عليها حال أخينا راعي (البانوراما).
ما دعاني لطرق هذا الموضوع هو هاجس الخوف من أي عثرات وغياب ثقافة المشاركة المتوازنة في مستوى خيول المدربين ومشاركتها في الأشواط ذات الضغط العالي. ويعزز تلك الخطوة بعد ما وصلت صناعة الخيل لدى الأسطبلات المتوسطة والشعبية إلى مرحلة متطورة في الأداء عكستها نتائج المهور التابعة لتلك الأسطبلات الطامحة.
دعواتي الصادقة أن يلهمنا الصواب والنظرة الثاقبة والثانية قد تكون بالفعل عايدة.. إلا عند ذوي القلوب الشجاعة والمقرونة ببضاعة راقية وفاخرة وتخطيط سليم ودبرة فائقة.
المسار الأخير
تبي تعرف إن الكبار كبار
ترى الصراحة.. ما تزعلهم
وتبي تعرف ان الصغار صغار
لا جيتهم لازم تجاملهم