صلاح بن سعيد الزهراني ">
بدأت مسيرة الانتخابات في بلادنا في 22 جمادى الأولى عام 1343هـ، وحينذاك أوصى المؤسس (رحمه الله) بتحري المصلحة العامة بانتخاب أهل الجدارة واللياقة الذين يغارون على المصالح العامة ولا يقدمون عليها مصالحهم الخاصة ويكونون من أهل الغيرة والحمية والتقوى.
وكانت بداية توسيع المشاركة الشعبية في إدارة الشؤون المحلية بالانتخابات عبر تفعيل المجالس البلدية، وفي عام 1425هـ استمرارا لانتخابات سابقة أجريت عام 1404هـ (1984م)، وهاهي الانتخابات تدق أبوابنا من جديد بعد انتهاء دورة المجالس البلدي، وسوف نستفيد بلا شك من تجاربنا السابقة التي أدهشت الجميع وأثبتت للمراقبين أن هذا الشعب على مستوى المسؤولية ولديه من الإدراك والوعي ما يؤهله لإدارة شؤونه وفق عقيدته وما يحقق المصلحة للجميع، شعب إذا قال فعل، وإذا آمن بشيء فلن يستطيع أحد مهما كان أن يزعزع هذا الإيمان، فالثبات على المبدأ له جذور في أعماق شعور هذه الأمة التي اختارها الله لتكون مهد الرسالة الخالدة التي انتشر نورها في العالمين، نحن شعب مؤمن له خصوصيته حتى في الأخذ بما يسمى بالديمقراطية الغربية، فديمقراطيتنا تنبع من دستورنا الذي أنزله الله على عبده ليكون للعالمين نذيراً.
والانتخابات ليست شكلاً أو مظهراً بل لها مضمون وجوهر، يكمن في منح الفرد الفرصة في اختيار من يرى أهليته للمشاركة في إدارة بعض المرافق العامة في البلاد، وهو ما ينبغي على كل فرد منا أن يحلم به ويدركه ويمارسه في واقع حياته متى انطبقت عليه الشروط والضوابط، وهذه المشاركة سواء كانت بالتصويت أو الترشح لشغل المنصب، إن هي إلا جزء من المشاركة الشعبية في إدارة شؤون البلاد، وهي فرصة لتعلم المهارات الانتخابية واكتساب القدرة على التفريق بين الخطأ والصواب والمقارنة بين ما هو مفيد وما هو غير مفيد، ومن يصلح ومن لا يصلح، خاصة بعد ارتفاع المستوى الثقافي والتعليمي بين شباب هذه الأمة الفتية.
وهاهي وزارة الشؤون البلدية والقروية والأمانات بتوجيهات من معالي وزير الشؤون البلدية والقروية قد قدمت المثل في تنفيذ الانتخابات البلدية على مستوى المملكة، وقد حظي عدد لا بأس من النساء بثقة الناخبين إلى جانب الرجال، وهذا دليل على أهمية دور المرأة في تسيير الأمور، فالمرأة هي الأم والأخت والابنة، وقد حفظ ديننا الحنيف لها دورها حتى في المشاركة في الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولست بصدد سرد جهود وزارة الشؤون البلدية والقروية في إنجاح هذه الانتخابات، فما تم من عمل يحظى بتقدير الجميع، وهذا ليس بمستغرب على أبناء هذا الوطن الغالي الأوفياء، عملاً بقوله تعالى: {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (هود، 88).
وأخيراً، أوجه الشكر لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وولي عهده الأمين وولي ولي عهده الأمين، ومعالي وزير الشؤون البلدية والقروية، وصاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض
-حفظهم الله جميعاً- الذين يتابعون عن كثب نبض المواطن وتطلعاته ويستجيبون لرغباته في المشاركة في توجيه وإدارة المرافق الخدمية، مثل الأمانات والبلديات والاستجابة لكل ما يصب في تحقيق المصلحة العامة التي هي غاية الجميع، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وزيّن أعمالنا بالتقوى، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
- الرياض