الملك حريص على راحة المواطن ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصورة ">
الجزيرة - المحليات:
أكد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان أن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- الذي ألقاه في أعمال السنة الرابعة للدورة السادسة في مجلس الشورى ظهر أمس الأول، أكد على منهج الدولة الذي قامت عليه منذ تأسيسها على يد موحدها وباني نهضتها ومؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله- وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأنه النهج القويم الذي تقوم عليه هذه الدولة ولا تقبل الحياد عنه، وتستمد قوانينها وأنظمتها من تشريعاته.
وقال الدكتور الفوزان إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- جعل الاهتمام بالحرمين الشريفين وعمارتهما ورعايتهما من أولويات سياسته الداخلية، حيث أشار في خطابه الملكي السنوي لأعمال مجلس الشورى أن خدمة الحرمين الشريفين من أولويات اهتمام القيادة في هذه الدولة المباركة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أهمية الوحدة الوطنية التي أصبحت محل إشادة الجميع وتقديرهم.
وأكد الدكتور الفوزان على أن خطاب خادم الحرمين الشريفين قد حدد سياسته الداخلية، فقد اعتبر الإنسان محور العملية التنموية، وهدف الدولة الأول الذي تسعى إلى تلبية احتياجاته وتوفير سبل الراحة والمعيشة الكريمة له، كما أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- على محاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصورة، لما يشتمل عليه من تخريب وإفساد للبلاد وترويع وهلاك للعباد، مشيراً أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- حرص على راحة المواطن والسهر على راحته، حيث أشار في خطابه -يحفظه الله- إلى أن التطورات الاقتصادية والتنموية متواصلة في المملكة العربية السعودية في جميع المجالات الصحية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً -يحفظه الله- على أن هذه الأعمال تواجه العديد من التحديات والصعوبات التي سخرت الدولة كافة إمكانياتها وطاقاتها لتذليلها وتسهيلها لخدمة المواطن.
من جانبه قال فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن محمد قاسم الميمن وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشئون المعاهد العلمية, الأستاذ في المعهد العالي للقضاء، عضو لجان المناصحة أن مباركة خادم الحرمين الشريفين مناسبة مجلس الشورى في دورته الجديدة, وتشرّف رئيس وأعضاء المجلس والمواطنين بسماع الخطاب الملكي السنوي الموجه لمجلس الشورى يعد تأكيدًا على هذا النهج الإسلامي المبني على الشورى, ودعمًا لمسيرة الشورى, وتنويهًا بمكانتها ومنزلتها لدى ولاة الأمر -حفظهم الله وأيدهم-, وهذا الحضور المبارك, والإشراف المباشر من السياسة الحكيمة، والأسس الراسخة لهذا الحكم الراشد، والتي أرسى قواعدها مؤسس هذا الكيان العظيم وموحد هذه الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله-, واستمرت وأصبحت الشورى نظامًا مطورًا, وأسلوبًا متميزًا, وجهازًا إداريًا أساسيًا في سياسة الدولة الداخلية والخارجية كان ولا يزال ولاة الأمر -حفظهم الله- هم من سدد هذه الحقبة المتميزة, ودعم مسيرتها وباركها.
وأضاف الدكتور الميمن: إن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- حملت الكثير من المواقف السديدة, والدلالات العظيمة, والإشراقات المتميزة التي تعتمد الأسس والثوابت، وتستشرف المستقبل برؤية تفاؤلية, فهي حديثٌ نابع من القلب إلى قلوب الشعب كافة على كافة الأصعدة. وقال الدكتور الميمن إن المتأمل لهذه الكلمة الضافية, وما تحمله من دلالات, وما أشارت إليه من مضامين واسعة, تعتبر وثيقة أساسية, ينظر من خلالها المواطن العادي والمسؤول سياسة هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية, وموقفها تجاه قضايا الوطن والمواطن, وكذلك تجاه القضايا الإقليمية والدولية. افتتح فيها كلمته -أيده الله- بالتأكيد على قضية تحتل أعلى مراتب الأولوية لدى مقامه الكريم، إنها قضية الوطن والمواطن, وتحقيق الرفاهية, والاستقرار والتنمية الشاملة وفق رؤى إستراتيجية بناءة هادفة بإذن الله, والاستثمار الأمثل في العنصر البشري، والتأكيد على الإنسان كعنصر فاعل في بناء التنمية المستدامة، إن هذه اللفتة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين تأكيد لمكانة الإنسان السعودي، وتحمل ولاة الأمر -أيدهم الله- للمسؤولية تجاهه، فهو الرقم الصعب في معادلة التنمية، وهو المرتكز الرئيس لها، وهو في الزاوية الأخرى رجل الأمن الأول، وخط الدفاع الأساس عن وطن الإسلام، ومأرز الإيمان، ومهوى الأفئدة، وبلد الرسالة الخاتمة، وهذا شرف يفاخر به كل مواطن ومقيم على هذا الثرى، وهو مسؤولية مضاعفة للإسهام الفاعل، وتفعيل للمشاركة التي تؤسس على الترابط والتكاتف والتعاون, والمحبة الصادقة, والشعور بالواجب تجاه مكتسبات هذا الوطن الروحية والمادية.
وأضاف فضيلته: ومن المضامين الكبيرة الرئيسة في الخطاب الملكية تأكيد خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- على محاربة الإرهاب, واتخاذ كافة السبل والوسائل في تحقيق هذا الغرض، وهذا أمر غاية الأهمية في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها المنطقة، إنه الإرهاب الذي تتفق أمم الأرض على محاربته, ولا يبرره أو يمرر أفكاره إلا من فسدت عقيدته, وقسا قلبه وتحجر, وأراد بالأمة سوءًا, يضاعف المسؤولية تناميه في هذا العصر في صورة تنظيمات وجماعات وعصابات امتهنت القتل الشنيع، والإرهاب المقيت، والإفساد والفساد العريض، واختطاف شباب الأمة في هذه المتاهات الفكرية، ولا يشك منصف أن هذا الشأن هو أعظم المهددات الآنية والمستقبلية؛ لأنه لا ينحصر على رؤى أو قناعات، بل يحمل الإرهاب في صورته وأبعاده وآثاره وتداعياته أخطارًا عظيمة متراكمة, ومفاسد لا تعد ولا تحصى.