الذكاء اللفظي ">
إن الذكاء اللفظي هو النظام العقلي المسئول عن كل شيء يتعلق بالكلمات؛ فهو يمكنك من تذكرها وفهمها والتفكير فيها والتحدث بها وقراءتها وكتابتها وقد أشاد الناجحون العظماء بأهمية الذكاء اللفظي المتمرس حتى أن «د. ويلفر فانك» معلم ومؤسس دار النشر فانك ووجنالس قال: بعد إجراء كثير من التجارب وسنوات طويلة من الاختبارات اكتشف العلماء أن أيسر الطرق وأسرعها للتحرك قدمًا هو ترسيخ معرفتك بالألفاظ. فمهما كان سلوكك المهني فمن الحكمة أن توسع من ذكائك اللفظي، فهو جواز مرورك إلى قمة الكثير من المهن. وسنعرض لك أيها القارئ الكريم ثلاث وسائل لتطوير ذكائك اللفظي.
الوسيلة الأولى: الجمل القوية
لقد اكتشف علماء اللغة في بداية القرن الماضي أن للجمل قدرة فريدة على التنبيه والتحفيز. فالجملة القوية هي توليفة حية من كلمتين أو أكثر «أكثرها لا يتعدى أربع كلمات» تقوم بتوصيل المعنى المقصود في التو وتبرز قوتها من بين الكلمات الأخرى حيث إنها تحفز ذهن القارئ والمتلقي ولذا فأهم سمات الجملة القوية.
• قوية وتنبض بالحياة
• سهلة التصور والفهم
• تنبئ عن جملة جريئة
• تحتوي على معلومات هامة أو تدعو إلى حديث ما
• تجذب الانتباه
• موجزة مختصرة.
الوسيلة الثانية: التحدث الفعال
هناك سر بسيط جدًا لإحكام القدرة على التحدث ألا وهو أن تكون على سجيتك وقد اتفق العلماء جميعهم على أفضل وسيلة لتحقيق النجاح، وهي أن تتصرف بطريقة طبيعية فقل ما تريده وكأنك تتحدث إلى نفسك أثناء استرخاء وأنت تغتسل. ولذا إذا وجدت نفسك بصدد إلقاء خطبة ما أو في مواجهة مناسبة اجتماعية احتفظ بالمبادئ التالية:
1- تحدث بطريقة طبيعية. استرسل في التحدث بنغمة صوتك الحقيقية لا تحاول تغيير لهجتك الرصينة أو نبرات صوتك الرنانة فلهجتك توحي بطبيعتك الخاصة وخبراتك الواسعة.
2- اعكس خبرتك السابقة على طريقة تحدثك. فلكل وظيفة أو مهنة أو موهبة لغة خاصة بها ألفاظًًا وجملاً فانتق بعضًا من الجمل المتأصلة المتعلقة بوظيفتك أو هوايتك وقم بإدراجها ضمن ما تبغي قوله من الآن فصاعدًا. حيث إن لغة خفية كهذه من شأنها إمدادك بقوة إضافية أثناء التحدث. ولك في هدهد سليمان عليه السلام أعظم مثال فقد استخدم لغة بحثه عن الرزق لينكر على أهل سبأ عبادتهم للشمس قال تعالى على لسان الهدهد: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} (سورة النمل 25)
الوسيلة الثالثة: الإنصات الفعال
نستطيع من خلال الإنصات بفاعلية أن نجني ثمارًا كثيرة، منها:
تذكر الحقائق والأرقام ذات الدلالة الهامة حتى وإن قيلت ارتجاليًا بأحد المؤتمرات
استخراج كل ما هو أساسي من خطبة طويلة تبعث على الملل دون أن تجهد أذنيك بالاستماع لكل كلمة بها.
خطوات للإنصات الفعال:
1-ركز جيدًا في بداية وخاتمة الحديث حيث غالبًا ما يعرض المتحدث فكرته الرئيسة والأفكار الفرعية التي سيتناولها أو التي تناولها بالفعل جيدًا.
2-استمع جيدًا للألفاظ الدلالية التي تذكر بالأفكار الرئيسة والفرعية والتي تحوي معلومات هامة بالنسبة لك.
3-انتبه لألفاظ تغيير محور الحديث التي تشير لفكرة جديدة بصدد طرحها مثل: وعلى صعيد آخر.. ولكن.. وبالتالي.. وهكذا.. وعلى خلاف ذلك.